هناك اهتمام متبادل بين الجزائر وألمانيا لتعزيز علاقات التبادل التجاري القائمة على الطاقة ومنها رفع برلين لصادرات الغاز ضمن مخططاتها للتقليل من الغاز الروسي خلال السنوات المقبلة.
وتناولت الصحافة الجزائرية والألمانية كيف تبدي برلين اهتماما كبيرا بالحصول على الغاز الجزائري مستقبلا بعدما اتضح لها هامش المناورة الضيق في العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بسبب الغاز الروسي.
وتعتمد المانيا على الواردات من روسيا، وكانت أول دولة خضعت للشرط الروسي وفتحت حسابا ماليا في موسكو بالعملة الروسية الروبل بدل أداء واردات الطاقة بالعملة الأوروبية.
وتستورد المانيا ما يفوق 140 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وتعد روسيا المزود الأول بـ 67%، وهو ما يعادل 90 مليار مكعب، ومن المستحيل عثور المانيا على مزود لها بالغاز بديلا لروسيا، وتأتي النروج في المرتبة الثانية من مزوديها بـ 20%، وهولندا في المركز الثالث بـ 12%.
وتدرس المانيا استيراد الغاز عبر أنابيب من الجنوب وبواسطة السفن التي تحمل الغاز المسال، وتحضر الجزائر في أجندة المانيا نظرا لسهولة الاستيراد من الجزائر عبر الأنابيب التي تربط الجزائر بإيطاليا ومنها مد الأنابيب الى المانيا، وتعد إيطاليا حلقة رئيسية في هذه الاستراتيجية لأنها تحصل على الغاز من أذربيجان، وهي دولة أخرى بديلة جزئيا.
ورغم العلاقات المتينة بين الجزائر وروسيا، تستغل الجزائر الفرصة لتعزيز مكانتها في السوق الدولية للغاز، وتعد روسيا المزود الأول بالغاز لإيطاليا ب 29 مليار متر مكعب، وابتداء من سنة 2023-2024 ستصبح الجزائر المصدر الأول للغاز لإيطاليا برفع الصادرات الى 30 مليار متر مكعب.
ولا يرى الخبراء في الجزائر بديلا عن روسيا بالنسبة لألمانيا لضخامة احتياجاتها، وإنما قد تستورد المانيا من الجزائر ما يفوق 20 مليار متر مكعب خلال السنوات المقبلة تضاف الى مصادر أخرى للاستيراد للتقليل من الغاز الروسي بحوالي 40% خلال الخمس سنوات المقبلة، وكتبت جريدة “الشروق” الجزائرية اليوم أن وزارة الاقتصاد الألمانية بحثت البديل الجزائري مع رجال الأعمال في اجتماع عقد مؤخرا.
وكتبت جريدة “واشنطن بوست” يوم السبت الماضي تقريرا قالت فيه أن الجزائر كانت لاعبا متوسطا في قطاع الطاقة على المستوى الدولي ولكن أزمة الطاقة الحالية بدأت تجعل منها رهانا كبيرا من طرف الأوروبيين الذين يرون في الجزائر ونيجيريا وأنغولا ثم دول أخرى مثل قطر منقذا لهم خلال 18 شهر المقبلة.
كما نشرت تصريحات خبراء انتقدوا المسؤولين الأوروبيين لعدم رفعها من الاعتماد على الغاز من إفريقيا وخاصة الجزائر لأن استيراد الغاز الروسي أرخص وأسهل لكنه قلص هامش المناورة في عند اندلاع أول أزمة مثل أوكرانيا.
وقد تعمد المانيا مستقبلا الى تطوير مرافئ في الجزائر لتحويل الغاز الى غاز مسال، وتتوفر الجزائر على بنية مقبولة، ثم دراسة الرفع من قدرة أنبوبي الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا للتقليص من الغاز الروسي مستقبلا.