الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يؤكد، في كلمة له بمناسبة يوم القدس، أنّ “تضحيات الشعب الفلسطيني يجب أن يُخاطَب بها الضمير الإنساني وضمير كل مسلم وحُر في هذا العالم”. أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنّ “الشعب الفلسطيني هو اليوم أكثر أملاً وأشدّ يقيناً بالتحرير الآتي”.
وفي كلمة له خلال احتفالٍ بمناسبة يوم القدس العالمي، وجّه السيد نصر الله “تحية إلى عشرات الآلاف الذين احتشدوا في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وإلى المرابطين والمرابطات في باحاته”، وإلى “كل من شارك في إحياء هذا اليوم. ونخصّ بالتحية الملايين ومئات آلاف الصائمين الذين خرجوا في المدن الإيرانية واليمنية”.
وقال إنّ “تضحيات الشعب الفلسطيني يجب أن يُخاطب بها الضمير الإنساني، وضمير كل مسلم وحر في هذا العالم”، لافتاً إلى أنّ “هذه مناسبة للإضاءة على الصبر والاستعداد العاليَّين للتضحية والصمود الأسطوري، والعمليات المذهلة التي ينفذها الفلسطينيون”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “أميركا وقادة الغرب والحركة الصهيونية وكل من تعامل معهم، عملوا من أجل ترسيخ الكيان وتحويله إلى المفتاح في هذه المنطقة”، مضيفاً أنّ “هؤلاء راهنوا على الوقت لينسى الفلسطينيون أرضهم، ولينسى العرب القضية، لكننا اليوم نؤكد أنّ مسار النسيان سقط”.
وأردف الأمين العام لحزب الله: “عملوا على مسار التيئيس منذ عام 1948، من خلال المجازر الصهيونية بحق شعوب المنطقة”، متابعاً أنّ “الهزائم العربية المتلاحقة، والخذلان الرسمي العربي لفلسطين، ومسار التطبيع، تهدف إلى التيئيس”.
وأكد أنّ “كل الرصاصات والبنادق ودماء الشهداء تقول للعالم إنّ مسار التيئيس سقط”، مشدداً على أنّ “مسار الإنهاك يحدث في أكثر من بلد في منطقتنا، لكنه لم يحقق هدفه، على الرغم من العقوبات والحصار والحروب المفروضة وجماعات الإرهاب”.
وتساءل السيد نصر الله: “لو خرجت إيران اليوم وقالت لأميركا إنها ستقبل مسار التطبيع، فهل كانت لتعاني كل هذا الحصار وهذه المؤامرات؟ طبعاً لا”، مشيراً إلى أنّ “ما قاله السيد خامنئي اليوم يؤكد الالتزام الجاد والقطعي بشأن دعم فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة”.
وشدّد على أنّ “مسألة فلسطين هي جزء من ديننا وإيماننا وكرامتنا، ونحن أمة لا يمكن أن تتخلى عن إيمانها وعقيدتها ولا عن كرامتها”، لافتاً إلى أنه “عندما نتحدث عن العمل والفعل، نقول إنّ سقوط مسارات النسيان والتيئيس والإنهاك شارك فيه كل من هو في مجال المقاومة”.
وأكد السيد نصر الله أنّ “الخط الجهادي العسكري أثبت أنّ إسرائيل تُقهَر وليست قدراً، وليست هي المتفوق بالمطلق، وألحقنا بها الهزيمة وراء الأخرى”، متابعاً أنه “منذ عام حتى اليوم، تطورت مسارات المقاومين وحركات المقاومة التي يخشاها العدو، ويعمل على تفكيكها”.
العمليات المنفردة هزّت ثقة الإسرائيليين بجيشهم وحكومتهم
وأضاف الأمين العام لحزب الله أنّ “مسار العمليات الجهادية في داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وفي الضفة، وخصوصاً العمليات المنفردة، أحدث هزة عنيفة لدى الكيان”، مضيفاً أنّ “العمليات المنفردة تمثّل تصاعداً نوعياً جداً في مسار المقاومة في فلسطين”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ هذه العمليات “تمثّل تطوراً خطيراً جداً بالنسبة إلى الاحتلال، لأنها لا تحتاج إلى غرف عمليات، ولا إلى إمكانات هائلة”، موضحاً أنها “كشفت مستوى الأمن الهشّ والضعيف للكيان، وعجز الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن اكتشاف المجاهدين”.
وأكّد أنّ هذه العمليات “هزّت بقوة ثقة الإسرائيليين بجيشهم وحكومتهم، وهذا له انعكاسات كبيرة جداً”، لافتاً إلى أنها “حدثت في أماكن جغرافية متعددة، ونفّذها فلسطينيون من مناطق متعددة، وهذا يحمل رسالة قوية جداً”.
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ “أهم إنجاز من هذه العمليات أنها أسقطت معادلة الجمع بين الاحتلال والأمن، والتي يقوم عليها الكيان”، مشيراً إلى أنّ “مسار ترابط الساحات الفلسطينية يخشاه الإسرائيليون، ومعركة سيف القدس ثبتت هذا الترابط، وهو قائم بقوة اليوم”.
وجدّد الأمين العام لحزب الله تأكيد المعادلة الإقليمية بشأن القدس، وقال: “ندعو دول المنطقة إلى توجيه رسالة، مفادها أنّ زوال القدس والمقدسات يعني زوال إسرائيل”، مؤكداً ضرورة “مواجهة مسار التطبيع، وكل من يطبّع مع العدو يجب أن يُدان، وأن يُتَّخَذ منه الموقف الملائم”.
وقال السيد نصر الله إنّ “من أبشع النفاق، الذي يقال في هذه الأيام، عندما تقف دول عربية وتقول إنّ العلاقات بإسرائيل هي لخدمة الشعب الفلسطيني”، متابعاً: “علمتُ بأنّ طهران أبلغت إلى الدول المطبعة أنّ أي اعتداء على إيران من هذه الدول، سترد عليه داخل هذه الدول، وهذه الرسالة وصلت إلى إسرائيل”.
وحذّر السيد نصر الله من أنّ “إيران قد تقدم على ضرب إسرائيل مباشرةً، ومقدمات هذا الأمر تكبر”.
ورأى الأمين العام لحزب الله أنه “يجب أن يواجَه مسار التطبيع بحسم في العراق”، لافتاً إلى أنّ “الهزيمة الأميركية في أفغانستان أقلقت الكيان الإسرائيلي، والحرب الروسية الأوكرانية هي أيضاً تقلق الكيان”.
ووجّه السيد نصر الله تهديداً إلى الاحتلال الإسرائيلي، بحيث خاطب الأخير قائلاً إنّه “خلال الأسابيع الماضية كانت تشكيلاتنا الجهادية تُجري مناورات صامتة”، مؤكداً أنه “عندما تبدأ المناورات الإسرائيلية نحن سنكون في أعلى الجاهزية، وأي خطأ أو حماقة سيتم الرد عليها سريعاً ومباشرةً”.