يفقد التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، الجدية في التعامل مع الهدنة الإنسانية والعسكرية التي رعتها الأمم المتحدة باتفاق السعودية واليمن، والتي تتضمن فتح محدود لحصار مطار صنعاء وادخال بعص سفن المشتقات النفطية المحتجزة من ميناء الحديدة، وايقاف اطلاق النار في جميع الجبهات مع ايقاف الضربات اليمنية على العمق السعودي.
فالهدنة المعلنة لمدة شهرين والقابلة للتجديد، يتم في إطارها وقف كافة العمليات العسكرية في البلاد وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى صنعاء ومنها إلى الأردن و مصر، خلال فترة الهدنة الممتدة من 02 أبريل حتى 02 يونيو 2022 إضافه إلى ذلك فتح طرق بمدينة تعز وغيرها لتسهيل حركة المدنيين.
احتجاز سفن المشتقات النفطية
وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على هدنة الشهرين، إلا أن التحالف لم يلتزم بأي بند من بنود تلك الهدنة، فبالنسبة لسفن المشتقات النفطية، يتعمد تحالف العدوان ممارسة سياسة التقطير في الإفراج عن سفن الوقود رغم الهدنة المعلنة، حيث لم يفرج سوى عن خمس سفن خاصة بالوقود الإسعافية ” قيصر، وسندس، وسي أدور، وسي هارت، وهارفيست”، بينما يحتجز سفينتي ديزل قبالة سواحل جيزان، سفينتي “ديتونا وأمبريوس” بحملة إجمالية 59 ألفا و976 طن ولفترات متفاوتة بلغ احتجاز السفينة الأولى أكثر من 18يوما.
وأكدت شركة النفط، أن احتجاز السفن يحدث تعنتاً بالرغم من استكمال كل تلك السفن لكافة إجراءات الفحص والتدقيق عبر آلية بعثة التحقق والتفتيش في جيبوتي (UNVIM) وحصولها على التصاريح الأممية التي تؤكد مطابقة الحمولة للشروط المنصوص عليها في مفهوم عمليات آلية التحقق والتفتيش.
مما يؤكد مخالفة التكوينات المعنية التابعة للأمم المتحدة لبنود الاتفاقية الدولية لحقوق الانسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون الصراع المسلح ، وكافة القوانين والأعراف المعمول بها، فضلا عن تجاهلها الدائم للهدنة المعلنة وكذا لجوهر وغايات اتفاق السويد الذي شدد في مجمله على ضرورة تسهيل وصول المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى ميناء الحديدة وبما يلبي احتياجات وتطلعات الشعب اليمني.
وأشار المتحدث الرسمي لشركة النفط، عصام المتوكل، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن هدف تحالف العدوان من احتجاز سفن الديزل المرتبطة بالقطاعات الخدمية كالصحة والمياه والكهرباء ونقل السلع الغذائية أن تظل تكلفة هذه الخدمات مرتفعة على المواطن وخاصة في شهر رمضان.
وأكد المتوكل أن استمرار احتجاز السفن، يضاعف من معاناة المواطنين ويرفع من غرامات التأخير الناتجة عن القرصنة.. داعياً “الأمم المتحدة” التي لم تضع حد لأعمال القرصنة سواء قبل الهدنة المعلنة أو أثنائها، إلى الاضطلاع بواجبها بالإفراج عن سفن الوقود المحتجزة.
مماطلة الرحلات الجوية
مرور ثلاثة أسابيع للهدنة والرحلات الجوية لم تبدأ بعد، حيث أكد مدير مطار صنعاء الدولي، “خالد الشايف” ان تحالف العدوان يماطل ويلتف على الهدنة الإنسانية ولا يوجد لديهم المصداقية والجدية لفتح المطار. وقال الشايف تفاجئنا بعدم الموافقة على منح التصريح لشركة الخطوط الجوية اليمنية لتنظيم الرحلة المتفق عليها برعاية الأمم المتحدة رغم التزامنا بكافة الاشتراطات في خدمات المطار.
واضاف أن العدوان يسعى لإجهاض أي محاولة لفتح المطار لتعميق الأزمة الإنسانية وقتل المرضى، مؤكدا ان مبررات العدوان مضللة بشأن عرقلة انطلاق أولى الرحلات التجارية لمطار صنعاء، وتأتي في سياق التنصل عن التزامات الهدنة، وتخفيف المعاناة الإنسانية. موضحاً ان وزارة الخارجية على تواصل مع مكتب المبعوث الأممي لإبلاغه بإجراء المنع، وآملاً أن تتحمل الأمم المتحدة المسؤولية وتمارس الضغط على دول العدوان لتنفيذ التزاماتها.
وأكد وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، رائد جبل “إن نحو 150 مسافراً من عدة دول، تجمّعوا في العاصمة الأردنية عمّان للانتقال إلى صنعاء ومعاناتهم كبيرة نظراً لانتقالهم من دول كثيرة إلى عمان على أساس تسيير الرحلة الثالثة عصراً من عمان إلى صنعاء، على أمل العودة إلى وطنهم وأهاليهم، لكن للأسف تعمد تحالف العدوان امتهانهم ومضاعفة معاناتهم”.
هذا وعلق رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، عن عدم جدية العدوان في الهدنة التى رعتها الأمم المتحدة وخرقها بجميع البنود. وقال في تغريدة له: استمرار إغلاق مطار صنعاء بعدم السماح بتسيير الرحلات المتفق عليها في الهدنة الإنسانية وعرقلة السفن تعنت واضح يثبت عدم جدية تحالف العدوان لإحلال السلام.
ويعتبر اليوم الأحد، موعد اقلاع أول رحلة من مطار صنعاء، لكن تحالف العدوان ومرتزقته ألغوا ذلك بمبررات واهية مختلقة من قبله ولا صحة لها.
الخروقات العسكرية
أما بالنسبة للهدنة العسكرية، فقد ارتكبت قوى العدوان السعودي الأمريكي 1647 خرقاً لاتفاق الهدنة الإنسانية والعسكرية خلال أسبوع من دخولها حيز التنفيذ. حيث شملت الخروقات عمليات هجومية وغارات جوية وعمليات تحليق بطيران العدوان الحربي والأباتشي والتجسسي واستهدافات صاروخية ومدفعية وتمشيط مكثف بالأعيرة النارية المختلفة.
هذا ونفذ طيران العدوان التجسسي المقاتل أكثر من 439 عملية تحليق في أجواء المحافظات اليمنية، كما نفذ الطيران التجسسي المقاتل أكثر من 41 غارة جوية استهدفت منازل المواطنين ومواقع الجيش واللجان الشعبية في الحديدة ومأرب وتعز والضالع ولحج.
ونفذت قوى العدوان السعودي الأمريكي عمليتا تسلل كما نفذت 201 خرق بصواريخ الكاتيوشا والصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية من الدبابات والمدافع بعشرات القذائف على منازل المواطنين ومواقع الجيش واللجان الشعبية. ونفذت قوى العدوان أكثر من 901 خرق بالأعيرة النارية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بمئات الإستهدافات.
وأسفرت خروقات قوى العدوان عن استشهاد عدد من المواطنين والمجاهدين وجرح آخرين بالإضافة لتضرر ممتلكات ومزارع المواطنين.
استشهاد واصابة 4 مواطنين بينهم طفلة
على ذات السياق، قال المركز التنفيذي للتعامل مع الالغام، اليوم الأحد، انه وخلال ساعات من استشهاد طفلة بإنفجار قنبلة عنقودية من مخلفات غارات تحالف العدوان في مديرية الضاهر بمحافظة صعده. وتلقى المركز بلاغا بإستشهاد مواطن وأصابة اثنين آخرين بينهم طفل نتيجة إنفجار لغم في مديرية اليتمة محافظة الجوف.
وخلال الأشهر الماضية، سقط العشرات ضحايا للقنابل العنقودية في مديرية الضاهر الحدودية من ضمنهم الطفل وائل النعماني وشقيقة ياسرالذي فقد عينة جراء إنفجار قنبلة عنقودية.
تعثير ملف الأسرى
إضافة الى كل ذلك، يتعمد التحالف ومرتزقته تعثير ملف الأسرى دون انجاح أي صفقة، وقال رئيس لجنة شؤون الأسرى لصنعاء، عبدالقادر المرتضى، أن مرتزقة العدوان يعثرون صفقات الأسرى، مؤكداً الجهوزية والاستعداد من جانبه لتنفيذ الاتفاق، وطالب من المبعوث الاممي الضغط على الطرف الاخر للالتزام بالاتفاق وتنفيذه.
وقال المرتضي اليوم الأحد، 24 من شهر أبريل، أنه نظراً للتأخر الحاصل في إجراءات تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى تقدمنا بعرض جديد لقوى العدوان عبر الأمم المتحدة. وأكد المرتضى أن العرض يقضي بالإفراج عن 200 أسير من كل طرف قبل عيد الفطر المبارك، وليكون مقدمة ايجابية للتنفيذ الكامل للاتفاق ونحن بانتظار ردهم الذي نأمل ان يكون ايجابياً.
وكان أعلن المرتضى، أنه بتاريخ 21/مارس/2022 وبرعاية الأمم المتحدة تم التوافق على اتفاق لتبادل صفقة جديدة من الأسرى عبر الامم المتحدة. وأضاف ان الصفقة تشمل1400 من أسرى الجيش واللجان الشعبية مقابل 823 من الطرف الآخر بينهم 16 أسيرا سعوديا و3 سودانيين بالإضافة لناصر منصور هادي ومحمود الصبيحي.
كل تلك الصفقات تبوء بالفشل بسبب عرقلة طرف مرتزقة التحالف، وبشهادة الأمم المتحدة، إضافة الى التفاف التحالف الى الهدنة المعلنة والمتفق عليه من قبل الأطراف اليمنية والسعودية بمرأى ومسمع العالم والأمم المتحدة.