استهجن رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي دعوة دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات يمنية في الرياض، التي تقتل أبناء الشعب اليمني برعاية أمريكية بطائراتها وصواريخها وكافة الأسلحة المحرمة دولياً.
وقال الراعي، في رسالة باسمه وهيئة رئاسة وأعضاء مجلس النواب في الجمهورية اليمنية إلى عدد من رؤساء وأعضاء برلمانات وأحرار العالم” يصورون الرياض وكأنها حمامة سلام وليس دولة تقتل الشعب اليمني على مدى سبع سنوات مضت أهلكت فيها الحرث والنسل وما تزال تمنع وصول سفن المشتقات النفطية والغذاء والدواء”.
وأكد أن اليمن مع السلام لا مع الاستسلام الذي تريده السعودية وأدواتها، بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه وسيادته ويضمن إيقاف العدوان وإنها الصلف السعودي والسماح العاجل بدخول سفن الوقود والغذاء والدواء وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي وفتح مطار صنعاء الدولي أمام المسافرين والمرضى الذين يموتون يومياً بالفشل الكلوي وعدم توفر الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.
وأضاف” إذا كانت السعودية ومجلس التعاون الخليجي جادّون فليعلنوا وقف العدوان وإنها الحصار، إلا أن دعوة مجلس التعاون الخليجي كسابقاتها من المبادرات التي تهدف للتضليل على الرأي العام والمجتمع الدولي الذي تسيره أمريكا وأدواتها في المنطقة تبعاً لأهوائها ومصالحها على حساب الشعوب التواقة للحرية ورفض الوصاية الخارجية”.
مناشدة وتحذير
وناشد رئيس مجلس النواب في رسالته، كافة الأحرار في برلمانات العالم باسم الشعب اليمني التحرك الجاد لنصرة مظلومية اليمن وعدم الوقوف موقف المتفرج مما يحدث من ارتكاب جرائم حرب وحصار بحق أكثر ثلاثين مليون يمني من قبل دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية، مطالباً بإدانة المواقف المتخاذلة والمخزية لمجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة والضغط باتجاه العودة إلى جادة القانون الدولي، والنأي عن الاستمرار في غيهما وتجاهلهما المستمر وصمتهما المعيب تجاه مظلومية الشعب اليمني وحقه في العيش بكرامة بعيداً عن فرض الوصاية من دول تكشفت أطماعها في احتلال أراضي اليمن ونهب مقدراته وإبقائه ضعيفاً تحت الوصاية والارتهان الخارجي والاستمرار في انتهاك سيادته.
وعبر الراعي، عن إدانته واستنكاره الشديدين للتحيز السافر للمؤسسات الدولية لصالح دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن.
رسالة الى العالم
وقال في رسالته الموجهة لرؤساء وأعضاء برلمانات وأحرار العالم” إن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمؤسسات والهيئات التابعة لهما أثبتوا وبما لا يدع مجالاً للشك على مدى سبع سنوات، عدم اضطلاعهم بالمسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية وعدم مصداقيتهم واحترامهم للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان في تعاطيهما مع مظلومية الشعب اليمني”.
وأضاف” إن المؤسسات والهيئات الدولية، أظهرت مدى تناقضها واختلال موازينها من خلال سياسة الكيل بمكيالين، حيث تبادر دائما بإدانة الضحية ممثلا بالشعب اليمني وقيادته عندما يدافعون عن شعبهم وسيادة أراضيهم، فيما يغضون الطرف عن المجرم والجلاد الذي دمّر اليمن وقتل أطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه وقضى على بنيته التحتية”.
واعتبر إدانة الضحية والتغاضي عن الجلاد، جعل من المؤسسات والهيئات الدولية شركاء في الشرعنة للمجرمين والقتلة وتوفير الغطاء الذي يدافع عن تحالف الاجرام السعودي الإماراتي المدعوم من أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ليستمر في ارتكاب المزيد من المجازر وجرائم الحرب بحق شعب بأكمله وأبرزها شطب الأمين العام للأمم المتحدة اسم السعودية من قائمة العار لقتلها أطفال اليمن، وذلك في سابقة خطيرة دون خجل أو رادع أو وازع من ضمير، معللا ذلك بتلويح السعودية وأخواتها في العدوان بقطع الدعم عن الأمم المتحدة.
تحميل مجلس الأمن والأمم المتحدة المسؤولية
وتساءل رئيس مجلس النواب في رسالته” هل هناك ما هو أقبح من هذا العذر والسخف والهراء الذي يضع المؤسسات الدولية على قائمة التكسب والارتزاق والارتهان إضافة إلى تفريطهم بالوضع الإنساني والمسؤوليات القانونية والاخلاقية والانسانية في العمل على إنقاذ حياة الملايين من الأطفال والنساء من حافة الموت، جراء سياسة تشديد الحصار ومنع دخول سفن الوقود والدواء والغذاء.
وحمّل مجلس الأمن والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات التابعة لهما مسؤولية ما ترتكبه دول العدوان من جرائم في اليمن، وآخرها، ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار وعزلة دولية، محذراً من تفاقم الكارثة الإنسانية بتوقف الخدمات الضرورية وتوسع وانتشار الأمراض والمجاعة.
وأهاب الراعي، على مجلس الأمن إعطائه دول تحالف العدوان الغطاء الدولي لشن الغارات وقتل المدنيين وحرق وتدمير ممتلكاتهم، داعياً البرلمانات ودول وأحرار العالم على المستويين الاقليمي والدولي إدانة المواقف المتخاذلة والمتناقضة لمجلس الأمن والأمم المتحدة، والضغط على دول العدول لمراجعة حساباتها تجاه معاناة الشعب اليمني والوقوف وقفة جادة ومسؤولة لإيقاف جرائم العدوان ووضع حد لقتل المدنيين ووقف الحصار الذي يفتك بالشعب اليمني.
ازدواجية معايير الغرب
وتطرقت الرسالة إلى حجم التناقض الذي كشفته الحرب الروسية الأوكرانية وسقوط أقنعة الزيف الذي لطالما تشدقت به أمريكا وبريطانيا والدول الغربية التي تتجاهل معاناة الشعب اليمني ولأكثر من سبع سنوات، فيما حشدت وجندت كل إمكانياتها للحفاظ على هيمنتها على العالم متناسية جرائمها وما ارتكبته من مجازر مروعة في فلسطين والعراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا.
كما أكد أن التاريخ سيسجل كل ذلك والشعوب الحرة باتت تدرك حجم تلك التناقضات والمؤامرات والمخططات الدنيئة التي تحاك ضد بلدانها ومقدراتها.
ووجه رئيس مجلس النواب في ختام الرسالة الشكر والتقدير لكل من ناصر قضية الشعب اليمني ومظلوميته من البرلمانيين والإعلاميين والناشطين والسياسيين والمفكرين والمثقفين والعلماء في كافة المحافل الدولية والمنصات المتاحة.