يبدو ان الاخطبوط الاعلامي الغربي الجاثم على عقل وقلب المخاطب الاوروبي والغربي، لم ينجح بشكل كامل في اخفاء الوجه العنصري والمنافق للغرب في تعامله مع أحدث اوكرانيا، حتى على بعض الاوروبيين والغربيين، الذين اخذوا ينتقدون ازدوجية المعايير الصارخة والفاضحة التي يعتمدها الغرب في التعامل مع أزمة روسيا أوكرانيا.
هناك من كان يعترض على العرب والمسلمين الذين انتقدوا ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع الهجوم الروسي على اوكرانيا، حيث اعتبروا هذه الانتقادات بانها تصب في صالح روسيا وتأتي في اطار تأييد الاجراء الروسي، رغم انه ليس هناك من بين أولئك المنتقدين من أيد الاجراء الروسي، بل انهم كانوا ومازالوا يدعون الى اعتماد الدبلوماسية كوسيلة وحيدة لحل المشاكل بين الدول.
من بين الاصوت التي اخذت ترتفع في الغرب، رغم حجب الحكومات الاوروبية والغربية، وسائل الاعلام التي لا تروج للرواية الغربية عن احداث اوكرانيا، كان النائب الإيرلندي ريتشارد بويد، الذي ظهر في مقطع فيديو متداول وهو يهاجم الغرب بسبب ازدواجية المعايير، خصوصا بعد العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
وقال بويد في الفيديو: أن “المجتمع الدولي فرض العقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غضون خمسة أيام، فيما لم يتم فرض العقوبات على إسرائيل التي تحتل فلسطين منذ عشرات السنوات، تحت حجة أنها غير فعالة”.
ما قاله بويد، يؤكد ان العالم لا يخلو من أناس لا يطلبون الحقيقة من وسائل الاعلام الغربية، التي تتحرك اغلبها وفقا لأجندة الصهيونية العالمية، فلا ترى من أثر للحيادية او الموضوعية في وسائل الاعلام هذه، من الجهات التي تناصر فلسطين والشعب الفلسطيني، مثل ايران وسوريا واليمن وحزب الله وانصارالله والحشد الشعبي وحماس والجهاد الاسلامي، فجميع هذه الجهات هي “ارهابية” من وجهة نظر وسائل الاعلام الغربية، فقط لانها تناهض “إسرائيل”!!.
ما قاله النائب الايرلندي، كان سيقوله العالم كله لولا الدور الخبيث لوسائل الاعلام الغربية، التي تقصف كل يوم عقول مخاطبيها، بأكاذيب تحولت الى “حقائق”، حتى باتت “إسرائيل” ضحية ، والشعب الفلسطيني “إرهابي”، واليوم نشهد هذا الاعلام، وهو يتلاعب بالحقائق في الازمة الاوكرانية،
فلم تمر سوى ايام، اقل من اصابع اليد الواحدة، حتى فرض الغرب على روسيا عقوبات لا تعد ولا تحصى، بينما لم يتجاهل هذا الغرب احتلال الكيان الاسرائيلي لفلسطين والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني على مدى كثر من 70 عاما، فحسب، بل كان متواطئا مع الصهاينة في الاحتلال وفي الجرائم، بل ما كان بإمكان الصهاينة ان يفعلوا ما فعلوا في فلسطين لولا الغرب المنافق، وهي حقيقة كشف النائب الايرلندي بويد عن جانب منها.