مقالات مشابهة

من بدأ الحرب في أوكرانيا؟

إن وسائل الإعلام الغربية ومعها شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي تروّج ليل نهار للأكاذيب، وتخفي حقيقة هذه الحرب، لهذا فإن الإجابة التي أتوقعها منكم هي روسيا التي بدأتها.

لكن الحقيقة هي أن هذه الحرب لم تبدأ في 24 فبراير من العام 2022، وإنما بدأت في العام 2014، ولم تتوقف منذ ذلك الحين ليوم واحد. ولم تتوقف القوات الأوكرانية عن قتل المواطنين الأبرياء في إقليم الدونباس ليوم واحد طوال هذه السنوات.

وبالطبع، كانت لهذه الحرب ضحايا حتى قبل 2 يونيو من العام 2014. فخلال الانقلاب، قتلت عصابات النازيين الجدد، التي كانت القوة الرئيسية المحرّكة وراء الانقلاب، عدداً كبيراً من ضباط الشرطة. ثم حدث قمع دموي للاحتجاجات ضد الانقلاب في جنوب وشرق أوكرانيا. وفي أوديسا وحدها، على سبيل المثال لا الحصر، في 2 مايو من العام 2014، قام النازيون الجدد، الواقعون تحت سيطرة الحكومة الجديدة الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، بحرق أكثر من 100 متظاهر أحياء.

لكن الطلقة الأولى في هذه الحرب، كعملية عسكرية باستخدام أسلحة ثقيلة، والتي نراها الآن على شاشات التلفزيون، أطلقت في 2 يونيو من العام 2014. وكانت الضحية الأولى لهذه الحرب سيدة أوكرانية جميلة، تدعى إينّا كوكورودزا، ماتت بصاروخ أطلقته طائرة أوكرانية على الأحياء المدنية في مدينة لوغانسك.

الغرب يفعل كل ما بوسعه حتى لا يعرف المشاهد والقارئ أي شيء عن ذلك، فقد تمت إزالة جميع مقاطع الفيديو الدموية لإينّا وهي تموت بساق مكسورة في بركة من الدم من موقع “يوتيوب”. في السابق، كانت تلك المقاطع موجودة، أما الآن فقد حاولت لعدة ساعات لم أتمكن من العثور على مقطع فيديو واحد لهذه الجريمة، وظلت فقط على مواقع الشبكات الاجتماعية الروسية.

لكن يجب على كل من يريد معرفة حقيقة المذنب في هذه الحرب (باستثناء الحوامل وأصحاب القلوب الضعيفة) أن يرى هذا الرابط، على الرغم من حقيقة أنها لقطات صعبة.

إن ما يحدث الآن في أوكرانيا يمكن مقارنته بالثورة المصرية الثانية ضد الإخوان المسلمين، والتي لم تكن لتوجد لولا الثورة الأولى. كان الشعب المصري محظوظاً، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الضحايا. لكن، ولسوء الحظ، تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على أوكرانيا بقوة أكبر، وتعمل الدعاية الغربية بشكل أفضل في حالة أوكرانيا.

لقد قام “فيسبوك” بحظر شبكات RT في أوروبا، فهو وشبكات غربية أخرى تبحث عن أي ذريعة واهية لإغلاق RT العربية، لذلك أنصح الأصدقاء المتابعين بمشاهدة مقاطع الفيديو والأخبار الأكثر صدقاً وموضوعية على قنوات “تليغرام”، بما في ذلك قناة RT على التطبيق. لا زالت “تليغرام” المنصة الوحيدة التي ترفض الرقابة.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف