قالت مجلة “إنديا توداي” الهندية إن خارج أوكرانيا حرب مدمرة لا يتحدث الكثيرون عنها.. ونظراً لأن حرب أوكرانيا في أوروبا تحظى باهتمام عالمي فإن الدمار الذي خلفته الحرب في اليمن لديه ما يكفي للعالم لكي يستيقظ من غفلته ويمنع ما تبقى من اليمن من الدمار والقصف والجوع والمرض.
وأكدت أن مأساة كل بلد مزقته الحرب فريدة بطريقتها الخاصة.. لذا فإن تسليط الضوء العالمي على أوكرانيا صحيح.. لكن لا يمكن إنكار أن الحرب المتصاعدة والمدمرة في اليمن لم تحظى بالاهتمام الكافي.
وأفادت أنه لطالما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم تتفاقم يوماً بعد يوم.. ولكي نكون منصفين، فقد حدث ذلك حتى قبل أن يغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا في 24 فبراير.
وقالت الأمم المتحدة إن اليمن يواجه حكماً بالإعدام.. حيث حذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 8 ملايين يمني من المحتمل أن يخسروا جميع المساعدات الإنسانية في مارس ما لم يتم تسليم المساعدات.
وذكرت المجلة أن اليمن تعرض للقصف والدمار.. لقي عشرات الآلاف حتفهم ونزح أكثر من 4 ملايين رجل وامرأة وطفل في الصراع اليمني المستمر منذ 8 أعوام.. في حين تتصاعد دوامة العنف.
تدخل تحالف يتألف من تسع دول بقيادة السعودية ،بما في ذلك الإمارات في 26 آذار/ مارس 2015, بدعم عسكري ولوجستي من قبل الولايات المتحدة..بغية دحر قوات صنعاء وإعادة هادي المنفي إلى السلطة..وقال التحالف إن الحرب ستنتهي في غضون أسابيع..لكنها تعثرت وساءت.
وكشفت أن عدن التي يطلق عليها اسم خليج عدن تتنازع عليها السعودية والإمارات.. لقد احتلوا أراضي في المناطق المجاورة..كما أن خليج عدن يتمتع بأهمية جغرافية استراتيجية حيث يمر عدد كبير من شحنات النفط عبر مضيق باب المندب.
وأكدت أن صنعاء تحكم حالياً ما يقدر بنحو 80% من الأراضي اليمنية..علاوة على أن القوة الصاروخية اليمنية تشن على مدى سنوات الحرب عدة هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على السعودية.
المجلة رأت أن الوضع زاد أكثر سوءًا بعد أن أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة في يناير 2021 ، كانت هناك آمال في أن تتراجع أزمة اليمن مع التغييرات المتوقعة في السياسة الخارجية الأمريكية..لكن في مارس 2021،رفضت صنعاء اقتراحاً سعودياً مدعوماً من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار.
قالوا إنه يجب على التحالف أولاً رفع الحصار عن اليمن وإعادة فتح مطار صنعاء..كما اشتدت حدة الحرب في عام 2022 ، سيما منذ هجمات صنعاء في 17 يناير على أبوظبي باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ..وبعد ذلك كثف التحالف السعودي الإماراتي غاراته الجوية مستهدفاً المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأضافت المجلة أن اليمن يشهد موجات جديدة من النازحين وارتفاع حصيلة القتلى مع قصف المطارات والمستشفيات والمدارس.. على سبيل المثال: قُتل ما لا يقل عن 80 شخصا في غارة جوية للتحالف على سجن في شمال اليمن في 21 يناير / كانون الثاني 2022..ونفى التحالف الذي تقوده السعودية أنه وراء الهجوم.
وأوضحت أن الصراع في اليمن وصل إلى طريق مسدود.. ومع ذلك يجب على الامم المتحدة دفع الجانبين لوقف اطلاق النار للتوصل الى تسوية تفاوضية.. ومن أجل الوصول إلى حل سيتطلب من السعوديين والإماراتيين وزعماء صنعاء الجلوس معاً على طاولة المحادثات والعمل على حل الأمور.