في أي حرب على مرّ التّاريخ دور أساسي للإعلام في مسار المعركة، من خلال وسائله وتقنياته، والتي لا شكّ أنها أصبحت مختلفة بعد أن واكبت التطوّر، فالإعلام سلاح فعّال قد يحسم المعارك، فما الدور الذي يقوم به اليوم في الحرب الأوكرانية- الروسية وما الهدف من تغييب وجهة النّظر الروسية من قبل الغربيين الداعمين لأوكرانيا، وفق سرديّات مختلفة تماماً عن الواقع؟
وفي هذا السياق، ومن خلال متابعته يؤكّد وزير الإعلام السابق جورج قرداحي في مقابلة مع “موقع العهد الإخباري”، أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية تقوم بحملة إعلامية غربيّة كبيرة ضدّ روسيا، وتبتزّها بتأجيج الأوضاع عسكريًا وسياسيًا من خلال التدخّلات إلى جانب حكومة كييف.
ويُضيف أنّ أمريكا تقذف الرئيس الأوكراني في فم التنين من أجل مصالحها، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتّحدة تعتمد أسلوب الحرب، الذي اتبعته في الحرب على السورية، ضدّ موسكو الآن، حيث أنّ هذه المؤامرة طُبخت في مطبخ يُشبه مطبخ “الربيع العربي”.
ويُشير قرداحي في تعليقه على سرديّات الغرب للعملية الروسية في أوكرانيا، إلى أنّ موسكو تتعمّد تغييب وجهة نظرها عن الإعلام والعمل بالتقيّة مع الشعب الأوكراني حتى في العمليات العسكريّة بُغية عدم التّجريح والإساءة، فالشّعبيين الروسي والأوكراني حال واحد، هذه حقيقة تارخيّة لا يمكن تجاهلها.
من جهته، الإعلامي سامي كليب، يقول في مقابلة لموقعنا إنّ تغييب وجهة النّظر الروسية في هذه الحرب تعود إلى تبنّي الإعلام الغربي والعربي لوجهة النظر “الأطلسية”.
ويضيف كليب أنّ أحد عوامل الضّعف الإعلامي بشكل أساسي هو الوقوف إلى جانب الولايات المتّحدة في معاركها لكسب المغانم السياسية والإقتصادية أو لمجرّد بيع المواقف وهذا يحصل في قنوات عربيّة، أو لعدم توفّر معلومات أو الجهل وعدم معرفة بمجريات الأحداث، معتبرًا أن روسيا بعيدة عن المعركة الإعلامية وهي بحاجة إمتلاك ما يلزم لحسم المعركة الإعلامية إلى جانب تفوّقها العسكري.
مصطفى عواضة