قال المحلل السياسي والصحفي البارز عبدالباري عطوان إن الولايات المتحدة هي من طلبت من الإمارات التصعيد العسكري في اليمن والعودة إلى الحرب.
وأكد عطوان والذي يرأس تحرير صحيفة رأي اليوم الإلكترونية البريطانية إن واشنطن طلبت من أبوظبي التدخل العسكري في شبوة ومأرب، مشيراً إنها أعطتها الضوء الأخضر لحشد كل المقاتلين التابعين لها من الجنوبيين والسلفيين وعناصر المجلس الانتقالي الجنوبي التابع لها، وذلك لمنع سيطرة أنصار الله على مأرب، المدينة الاستراتيجية.
وأضاف عطوان في توضيحه بمقطع فيديو على حسابه باليوتيوب، بشأن تصاعد الاهتمام الأمريكي باليمن بالقول: “أرادت الولايات المتحدة أن تكون الإمارات مثل تايوان في شرق أسيا وأوكرانيا في وسط أوروبا، بمعنى أن تكون الإمارات قاعدة تحكم أساسية أمريكية غربية في باب المندب في البحر الأحمر في خليج العرب في بحر العرب في المحيط الهندي في القرن الإفريقي، الإمارات الآن هي التي تطل وتسيطر على كل هذه المنافذ، ولهذا السبب طُلب من الإمارات أن تعود لحرب اليمن وتلعب دوراً أساسياً”.
وأكد عطوان إن الإمارات لم تكن تريد أن تلعب هذا الدور، ولكن الآن السيد الأمريكي هو من يقرر، فالإمارات يُراد لها أن تكون اليد التي تسيطر على القرن الإفريقي وخليج عدن والبحر الأحمر.
وتطرق عطوان إلى المناورة العسكرية البحرية في البحر الأحمر التي قادتها أمريكا والتي شاركت فيها إسرائيل ومصر والسعودية والإمارات ودور أخرى عربية بأن هدفها إظهار أمريكا من هو المحور الجديد، وأضاف أن هذا المحور يُراد له أن يتصدى للمحور الآخر الذي يمثل روسيا والصين وإيران.
وقال عطوان إن حرب اليمن الآن أصبحت عنصراً رئيسياً في استراتيجية أمريكية وفي استراتيجية مضادة والتي هي إيرانية روسية صينية.
وأكد بأن شعوب الخليج أصبحت أدوات بكل معنى الكلمة لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية، مستشهداً في طرحه بما تعرضت له الإمارات من ضربات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وقال بأنها أصبحت أداة رئيسية في هذه الاستراتيجية التي أكد أن إسرائيل أصبحت منخرطة فيها.
حيث قال إن إسرائيل أصبحت جزء أساسي من الاستراتيجية الأمريكية في الخليج ولذلك اختاروا الإمارات، وفجأة نرى هجمة إسرائيلية تطبيعية غير عادية هدفها أنه يُراد لإسرائيل أن تكون هي الصديق الأقرب للخليجيين بدليل أن الإمارات الآن تطلب من الإسرائيليين رادارات وهذه الرادارات الهدف منها أن تتنبأ بالصواريخ والمسيرات قبل ما تقلع من اليمن.
وأضاف عطوان إن دخول ألوية الوعد الحق العراقية على الخط يعني توسع المواجهة وتشتيت العدو الصهيوني لأن الأخيرة ستركز راداراتها على الإمارات للتنبؤ بإطلاق وإقلاع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية من اليمن “لكن الآن هناك فصيل عراقي مجهول وقد نفذ هذا الفصيل هجمة على أبوظبي بطائرات مسيرة قالت أبوظبي إنها أسقطتها، ولكن الرسالة هنا خطيرة جداً مفادها أن هذه الدول المتحالفة مع إسرائيل وأمريكا ضد البلدان العربية لن تكون مستهدفة فقط من اليمن بل ومن بقية دول محور المقاومة”، متوقعاً أن تتوسع أهداف الضرب على مناطق أخرى وبلدان أخرى إن تطلب الأمر.