مقالات مشابهة

الضربة الثالثة للإمارات.. تحولات دراماتيكية ومتغيرات استثنائية

في مشهد يعكس حجم ما وصلت إليه الصناعات العسكرية والقدرات الهجومية الجوية الصاروخية والمسيره لقوات صنعاء من تطور نوعي وتقدم كبير .. تكررت عملية ” إعصار اليمن ” بنسختها الثالثة موجهة ضربة عسكرية جديدة يبدو انها أشد وجعاً وإيلاماً للعمق الإماراتي .

وعلى معلاق توليفة تحالف العدوان والمصالح والأطماع والمخططات الأمريكية البريطانية التآمرية المتعددة مفاعيلها ومصادر إنتاجها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .. تأرجحت ناطحات سحاب ومؤشرات بورصة إمارات الزجاج والبروج العاجية وتجرع حكام نظامها وأمراء إماراتها مرارة هزيمة يمانية جديدة.

رغم تسخير امبراطوريات السلاح النوعي الحديث والمتطور وفي مقدمتها “واشنطن ولندن وتل أبيب” كافة إمكاناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية لدعم النظام الإماراتي في معركة تصعيده العسكري على اليمن ومحاولة إرعاب شعبه وإخضاعه وإجباره على الاستسلام .

ظلت إرادة هذا الشعب الأبي والمقاوم الرافض لمشاريع الطغيان والهيمنة العالمية .. عصية على الإنكسار واستمر صمود وثبات قيادته وقواته المسلحة بكافة تشكيلاتها راسخاً رسوخ جبال نقم وعيبان في كافة جبهات وميادين المعركة السياسية والاقتصادية والعسكرية وظل يواجه التحدي بالتحدي ويقابل التصعيد بالتصعيد.

الرؤية المستقبلية في ظل اللحظة التاريخية الراهنة أصبحت واضحة فقد استطاعت صنعاء بصمودها الصاروخي المسير واستمرارها في توجيه ردود الأعاصير العسكرية المزلزلة لعروش دبي وأبو ظبي والرياض .. أن تصنع التحولات الدراماتيكية المتسارعة وأن تفرض المتغيرات الاستثنائية المفاجئة في قواعد وقوانين معادلة الحرب والصراع.

تلك القواعد والقوانين التي ظلت لزمن طويل قواعد ثابتة ومحكومة وموجهة ومسخرة لتنفيذ مشاريع ومخططات ومؤامرات وسياسات وأهداف ومطامع منظومة الاستعمار والهيمنة والطغيان والاستكبار بشكله الجديد في احتلال الأوطان العربية ونهب ثرواتها وخيراتها أو فرض الوصاية عليها وهزيمة وإخضاع وإذلال شعوبها .

أصبح لصنعاء قراراتها المستقلة وقوانين إدارتها الخاصة لمعركة صمودها وتصديها ورفضها لمشاريع الطغيان والاستعمار والاستكبار .

تلك القرارات والقوانين التي تستمدها قيادة صنعاء من دستورها الإلهي المتمثل بالقرآن الكريم وأوامره وتوجيهاته الربانية التي لا يمكن أبداً لمن عمل بها واتخذ إجراءات تنفيذها العملية على أرض الواقع أن يقع في خطأ الحسابات وسوء التقدير ” فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ” .

وبتنفيذها لعملية ” إعصار اليمن الثالثة ” أثبتت صنعاء وقيادتها كفاءتها في إدارة الصراع وتقدير الموقف واختيار التوقيت المناسب لاستهداف العمق الإماراتي (مع ما ينطوي عليه كلّ ذلك من أبعاد استراتيجية أهمّها تَحوّل “صنعاء” إلى قوة إقليمية)، قادرة على إجبار إمارات آل زايد على التراجع، ولو مرحليا ، ووضعها أمام خيارَين لا ثالث لهما: إمّا الانسحاب، أو تحويلها إلى ساحة حرب حقيقية،

وهذا ما لن تستطيع أبو ظبي تحمّله، لا سيما بعد أن كشفت عملية “إعصار اليمن الثالثة” محدودية قدرة أبو ظبي على الصمود الذاتي، وهشاشة خيار ركونها واعتمادها على مظلّة الحماية الخارجية، الأميركية أو الإسرائيلية.

طلال الشرعبي