وفي كلمة له اليوم السبت، تدشيناً للذكرى السنوية للشهيد بحضور رسمي وشعبي كبير، قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي: إن الذكرى السنوية للشهيد مناسبة مجيدة يحييها شعبنا كل عام بكثير من الأنشطة الثقافية والخيرية تعبيراً عن الوعي بقيمة مدلول هذه المناسبة.
وأضاف: أن إحياء هذه المناسبة يعطي القيمة الأخلاقية والإنسانية للشهادة والشهداء ويجسد الانتماء الإيماني ضمن أولويات وأعمال والتزام الشعب اليمني، موضحاً أن تفاعل شبعنا العزيز يعبر عن الاهتمام بقيمة هذه المناسبة الإيمانية والإنسانية والأخلاقية.
وتابع: إن “دائرة الشهداء والعطاء واسعة تشمل الكثير من أبناء شعبنا، بينما الكثير في حالة انتظار واستعداد للتضحية”، مؤكداً أن كل خطوة في سبيل التصدي للطغيان ومشاريع الاستعباد لها قيمة إنسانية تبعث على الفخر والاعتزاز في نفس الإنسان.
وأوضح السيد القائد أن “عطاء الشهداء هو أسمى العطاء في سبيل الله ونصرة للمستضعفين ولأمتهم، وهذا العطاء قابله الله بكرمه الواسع”، لافتاً إلى أن “النظرة إلى الشهادة على أنها مصيبة وفاجعة ومحنة وألم هي نظرة سلبية بعيدة عن الوعي الإيماني والقرآني وهي تفصل مسألة الشهادة عن جانب الموقف”.
الطغاة يريدون استعبادنا كي نتحرك وفق مصالحهم:
وأشار قائد الثورة إلى أن قوى الشر والطغيان لا تتركنا أن نعيش أحرارا كما أراد الله لنا، مشدداً أن ذلك يستوجب علينا أن نتحرك وفق خيارنا الإيماني كشعب يتوق للحرية والاستقلال.
وأكد السيد عبدالملك أن الطغاة يريدون احتلالنا ونهب مقدراتنا وأن يستعبدونا كي نتحرك وفق مصالحهم، مشيراً إلى أن مشكلة الأعداء معنا أنهم يسعون لكسر إرادتنا بجبروتهم بما يمارسونه من عدوان وقتل وحرب شاملة عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا.
ولفت إلى أن المسلمين في كل بلدانهم أمة مستهدفة من الأعداء بالمؤامرات العسكرية والأمنية والاقتصادية وبالحرب الناعمة، موضحاً بقوله: “أعداء الأمة يريدون سلبها حريتها وكرامتها واستقلالها وهذه أهم ثمرات الإسلام”.
وشدد السيد عبدالملك أنه “لا قيمة لإسلام يكون فيه الإنسان عبدا للطواغيت وذليلا أمام المجرمين”، مؤكداً أن “قيمة الإسلام هي أن يعيش الإنسان حرا أبيا شامخا، فيتحرك وفق تعليمات الله ويحظى برضوانه في الدنيا والآخرة”.
جيلنا الناشئ اليوم جيل حر عصي على الاستعباد:
كما أكد السيد القائد أن سر البطولات التي يسطرها شبابنا في الميدان هو الروحية العظيمة التي ينطلقون بها إلى الجبهات، مشيراً إلى أن “جيلنا الناشئ اليوم هو جيل يعشق الشهادة ولذلك هو جيل حر عصي على الاستعباد وعصي على الذل والاستسلام”.
وأشار إلى أن الأعداء يرون كيف يذهب شبابنا إلى الجبهات بكل جد وصبر وثبات وكيف يسطرون المواقف البطولية في الميدان، لافتاً أن الناس في كل البلدان يتفاجؤون بصمود وتضحية شبابنا في ميدان المعركة حتى وهم حفاة.
ورأى السيد عبدالملك في شهدائنا مدرسة متكاملة جسدت القيم والأخلاق في المواقف والأفعال، معتبراً “قيمة الشهادة أنها تعزز فينا حالة الصبر والصمود مهما كانت التحديات”.
كما أكد قائد الثورة على العناية بأسر الشهداء، مضيفاً بقوله: “تقع علينا مسؤولية الاهتمام بالأسر الفقيرة وهذا حق لها وواجبٌ علينا”.
ولفت إلى أن ما نقدمه لأسر الشهداء رسميا وشعبيا ليس ثمنا لعطاء أسر الشهداء، معتبراً أن الثمن الوحيد الذي يرتقي إلى مستوى عطائهم هو رضوان الله والجنة.
وشدد على أن “مسؤوليتنا كبيرة في مواصلة المشوار بكل جد، وأن نحمل الراية بكل ثبات، وأن نتحرك بروحية عالية في الاستعداد للبذل والعطاء”، لافتاً بقوله: “قدمنا في موقفنا أغلى الرجال، أولئك الذين عندما نستذكرهم نخجل من أن نفرط وأن نقصر بعد أن وصلوا في عطائهم إلى التضحية بأرواحهم”.
لن نقبل بصفقات ومساومات يبقى فيها الحصار الخانق على شعبنا:
وفيما يتعلق بالعدوان والحصار المستمر على بلدنا، أكد قائد الثورة السيد عبدالملك أن المجريات اليوم تشهد بأن تحقيق أهداف العدوان أصبح في حكم المستحيل.
وأشار إلى أن “كل العالم يقول لهم لا مصلحة في عدوانكم، وقد فشلتم فيه، ولن تصلوا إلى أهدافكم”، موضحاً أن “استمرارنا في الدفاع عن شعبنا وحريتنا هو موقف حق وقضية عادلة وموقف صحيح وحكيم ومشروع بكل الاعتبارات”.
ولفت بقوله: “تُنزع الأرواح من أجسادنا دون أن تُنزع العزة والكرامة من أخلاقنا ومبادئنا وقيمنا، هذا هو الشعب اليمني”، مؤكداً أن “الحالة التي نفرط فيها بكرامتنا ونقبل فيها بالسحق ومصادرة الحرية ليست قبولا بالسلام، بل هي استسلام”.
وجدد التأكيد بأننا “نقبل السلام ولا نقبل الاستسلام، ولتحقيق ذلك عليهم أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم وينهوا احتلالهم”، موضحاً بقوله” “نحن لسنا شعبا عدوانيا، بل هذه حالة تحالف العدوان، لأنهم هم المعتدون علينا بلا مبرر ولا حق”.
كما شدد السيد القائد عبدالملك أننا “لن نقبل بصفقات ومساومات يبقى فيها الحصار الخانق على شعبنا ويبقى فيها بلدنا مستباحا ويستمر بها تدخلهم في شؤون شعبنا”، مؤكداً الاستمرار في التصدي للعدوان كمسؤولية إنسانية إيمانية أخلاقية وكجهاد مقدس.
وأضاف: “نحن في العام السابع وهم يستمرون في عدوانهم وحصارهم، ونحن في الموقف المشروع قرآنيا وفي كل القوانين الدولية بالتصدي للعدوان”، مشيراً إلى أن “شعبنا بهويته الإيمانية يأبى الله له أن يقبل بالذلة، ويأبى له إلا أن يكون عزيزا حرا كريما”.
وتابع: “لا يقبل الله منا الخضوع والاستسلام وأن نمكنهم من رقابنا وأن نصادر معهم حريتنا واستقلالنا”، مشدداً أن “موقفنا موقف حق في التصدي للعدوان وللاحتلال والإجرام وما يفعلونه من حصار جائر”.
وفي ختام كلمته، قال قائد الثورة: “نفتخر بكل عطاء وتضحية نقدمها وستفتخر بها الأجيال القادمة التي ستنعم بثمرة هذا الصمود والعطاء بالاستقلال والحرية”، داعياً للعناية بالأنشطة المعتادة في مناسبة ذكرى الشهيد، وللاستمرار بدعم الجبهات بالرجال والقوافل.