خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، للتنديد بقرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وبينما ردت السلطات بإغلاق جميع الجسور في وجه المحتجين جددت دول غربية رفضها الإجراءات الأحادية للعسكر، وطالبت الأمم المتحدة بالإفراج فورا عن المعتقلين.
وأطلق العسكريين غاز مسيّل للدموع على المتظاهرين، وانتشر منذ الصباح الباكر في شوارع الخرطوم وأمّ درمان جنود وقوات الدعم السريع بكثافة، وسدّوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.
وقالت لجنة أطباء السودان في بيان إن “متظاهرًا قُتل في أم درمان برصاص المجلس العسكري الانقلابي”، مضيفة أن آخرين جُرحوا “بالرصاص الحيّ” الذي أطلقته قوات الأمن. ولم يكن ممكنا التأكد من ذلك من مصدر مستقل.
وقد اندلعت مظاهرات في العاصمة السودانية تلبية لدعوة من تجمع المهنيين الذي أكد مضيه قدما في التصعيد ضد قائد الجيش. وخرجت المظاهرات تحت عنوان “مليونية 13 نوفمبر”، وطالب المحتجون برحيل البرهان وعودة الحكومة المعزولة.
من جانبها، أغلقت السلطات جميع الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة، وفرضت إجراءات أمنية، ونشرت قوات مدججة بالسلاح، فيما أبقت 3 جسور مفتوحة.
وأغلقت القوات السودانية شارع أفريقيا الموازي لمطار الخرطوم عند محطة “لفة الحريف” وتمنع العبور من هناك باتجاه وسط الخرطوم. كما نشرت السلطات قوات حول المؤسسات الحكومية والأسواق وسط الخرطوم.
وتأتي المظاهرات الجديدة بعد يومين من إعلان البرهان ترؤسه مجلسا جديدا للسيادة يضم عسكريين ومدنيين من مختلف أقاليم السودان.
موقف أممي
من جانبه، حذر المبعوث الأممي الخاص إلى السودان فولكر بيرتس من أن قرارات البرهان قد تعقد الأزمة السياسية، وأكد أن ما سماه التعيين أحادي الجانب لمجلس سيادة جديد يزيد صعوبة العودة إلى النظام الدستوري.
ودعا المبعوث الأممي إلى إطلاق مفاوضات للتوصل إلى حل عاجل لإعادة الحياة السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها. وقال المقرر الأممي الخاص بشأن حق التجمع “أدعو القيادة السودانية إلى الإفراج فورا عن المعتقلين”.
كما حث بيرتس الجيش على اتخاذ إجراءات لبناء الثقة تشمل استعادة حمدوك حريته، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإعادة خدمة الإنترنت.
وما زال حمدوك -الذي أطاح به الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- قيد الإقامة الجبرية في منزله، ويركز جزء من جهود الوساطة -التي يشارك فيها بيرتس- على إعادته لتولي رئاسة حكومة تكنوقراط.