كشف الاعلامي صاحب الحضور الكبير في جبهات القتال بمأرب يحيى الشامي في مقال له بعنوان “ربيع النصر: مداراة واقتحامات” سر تحرير مساحات شاسعة من مأرب وشبوة وتفاصيل أخرى شيقة حول تحرير أربع مديريات في ست ساعات فقط.
نص المقال:
استوى التحضير حضورًا بشرياً زاحفا وعزمًا إيمانيًا صلبا، رمى الجمع بنظره أقصى الجبهة ووُضعت المساراتُ من حيث لا يظن العدو الضربةَ فكانت الفجأةُ أول شروط الزحف التي تحققت من جنوب مارب لا من الكسارة ولا من طلعتها الحمراء؛ حيث ترسمت أحدثُ خطوط الدفاع المتقدمة، في آخر المعارك على تخوم المدينة.
قاتل أبناءُ مارب في مقدمة صفوف الجيش واللجان.. كثيرٌ منهم شاقهم العودُ إلى مدينتهم المحتلة، وشق عليهم فراقها بعد طول نزوح وتهجير قسري، ولأن أهل مارب أدرى بجبالها وبراريها فقد سهل الأمر كثيرا من العمليات الحربية على صعيد جغرافيا الأرض أما ديموغرافيتها فقد كانت القيادة العسكرية من موقع الإدارة والقيادة تنسق وتتواصل بالأعيان والوجاهات القبلية وأصحاب الرأي والنفوذ في مديريات مارب التي يعتزم الجيش واللجان البدء بعمليات تحريرها، بالإضافة إلى مشاركة الجهات الأمنية سيما جهازي الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية في التهيئة والتمهيد وتبصرة القوات بمكامن القوة لدى العدو ونقاط الضعف.
مداراة العدو نصف النصر إلقاء للحجة وإسقاطا للوم وتخفيفا من الدم جيء بالمشايخ وتدخل الوسطاء وأفسح المجاهدون المجال لكل صوت عاقل وكلمة سواء فأفشل كبرُهم كل الجهود وأجهض جميع المبادرات لتعود الكرة في رسم المسارات العسكرية وفي أيدي الأحرار من أبناء مارب ومستضعفيها ممن اكتووا بنيران المحتل والغزاة.
وصلت كثيرٌ من الوساطات إلى طريق مسدود وحين أحس المشايخ منهم الكبر عزمَ المؤمنون إصراراً على النصر فما وهنوا في ابتغاء القوم ولا استصعبوا الطريق ولا استثقلوا المهمة، فالتفّ الزحفُ من أطراف البيضاء إلى بيحان شبوة، وعسيلانها وعينها واستوى بعد ست ساعات نصراً في حريب مارب، ولم تستقر طلائع الرجال إلا في خطوط العبدية ووسَطَ واسط الجوبة.
في ست ساعات تحرّرت أربع مديريات بأكملها على هامش معارك مارب وفي الطريق إليها حيث سرى الرعب أمام المجاهدين، بعدها لم يطل أمد المعارك ولم يأخذ المجاهدون استراحة محارب بل كانت الفرصة تلو الأخرى تمنحُ للمشايخ للتدخل والتوسط ودرء الدم ليقضي اللهُ بعد ذلك في العبدية وجبل مراد أمراً كان مفعولا.
أضاف المراديون في الجبل الى لائحتهم انجازًا آخر، حين أخذوا العبرة من العبدية ورحبة واختاروا السلم على الحرب، أما الجوبة فما حيلة المجاهدين مضطرين إلا حسمها عسكريا وبأقل خسائر في عملية نصفها اقتحام ونصفها مداهمة لفكفكة عقد ما عحزت الوساطات عن حله، لتذكر في خاتمتها بحرب حريب التي رحبت بالمجاهدين وهللت استبشارًا بقدومهم وفرحًا بالتحرير.
سريعاً ارتفعت رايةُ العفوِ تعلو رايةَ النصر
فدخل الكلُ تحت ظلالها، شيوخاً ووجهاء مقاتلين وجرحى صنعاء تداوي الجميع وتأويهم رغم غور جراحها وجور الجور عليها.