Home أخبار وتقارير تسريب معلومات مرعبة.. استغلال المغترب اليمني بالسعودية وعرض عسكري بصنعاء يتسبب بتخطيط “حرب اليمن” عام 2000 وأموال الحج تخصص لحرب اليمن بإدراجها في صندق أسود سري (التفاصيل)

تسريب معلومات مرعبة.. استغلال المغترب اليمني بالسعودية وعرض عسكري بصنعاء يتسبب بتخطيط “حرب اليمن” عام 2000 وأموال الحج تخصص لحرب اليمن بإدراجها في صندق أسود سري (التفاصيل)

0
تسريب معلومات مرعبة.. استغلال المغترب اليمني بالسعودية وعرض عسكري بصنعاء يتسبب بتخطيط “حرب اليمن” عام 2000 وأموال الحج تخصص لحرب اليمن بإدراجها في صندق أسود سري (التفاصيل)
تسريب معلومات مرعبة.. استغلال المغترب اليمني بالسعودية وعرض عسكري بصنعاء يتسبب بتخطيط "حرب اليمن" عام 2000 وأموال الحج تخصص لحرب اليمن بإدراجها في صندق أسود سري (تفاصيل يجب على كل يمني إدراكها)

خلال العقود الزمنية الماضية اعتاد المواطن العربي أن يستمع إلى خبر دآبت القناة الرسمية السعودية على بثه، هذا الخبر يتكرر بصورة دائمة كل عام وفي توقيت معيّن.

يتضمن الخبر قيام الحكومة السعودية بتقديم منحة المعونة السنوية إلى اليمن الشقيق تُقدر بستمائة مليون ريال لدعم التنمية في اليمن، اليمنيون وتحديداً المغتربين منهم الذين كانوا يحظون بامتيازات خاصة في الإقامة كانوا يستقبلون الخبر بالترحاب، هذا كان يحدث في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي ،يوم كان سكان اليمن الشمالي في الحد الأعلى لا يزيد عن عشرة ملايين نسمة مع وجود قرابة مليون ونصف المليون منهم يعملون في السعودية.

في ذلك الحين تراوحت عائدات البنوك اليمنية من المغتربين ما بين 3- 4 ثلاثة إلى أربعة مليار دولار سنويًا وبلغت مكاسب البنوك الحكومية السعودية التي تستقطع نسبة كبيرة من عائدات المغتربين المرسلة لذويهم في اليمن، وهذه النسبة هي 20% تتراوح مابين 600 إلى 800 مليون دولار كانت المملكة تقوم بدفع جزءً منها كمساعدات سنوية أو منحة للشعب اليمني.

الزعيم اليمني الوحيد الذي عرف أهمية الدور الهام للمغترب اليمني هو الرئيس ابراهيم الحمدي

فما أن اعلنت السعودية قرارها منتصف السبيعينات من القرن الماضي حتى اقلع بلا تنسيق وبلا بروتكول الى جده ليلتقي الملك خالد ويؤكد له رفضه للقرار السعودي وضرورة الغائه فوراً، مالم فأنه سيقوم بإعادة المغتربين اليمنيين إلى وطنهم خلال فترة زمنية لا تتجاوز الشهر ،طريقة تعاطي الرئيس الشاب مع القرار السعودي أربكت المسؤلين في المملكة لقد كان الحمدي يعي جيداً أن المغتربين اليمنيين مصدر دخل هام وحيوي للاقتصاد السعودي.

وانه يمكن استيعابهم في بلدهم لتحقيق التنمية والنهوض بوطنهم، حاليًا ومنذ شهر مارس 2015م تشن المملكة السعودية حربً على اليمن وخلال الخمس سنوات تجاوزت الطلعات الحربية والغارات الجوية لسلاح الجو السعودي الثلاثمائة الف غارة، في الأيام الأولى للحرب خرج العديد من اليمنيين يحملون صورة الملك السعودي مذيلة بعبارة شكراً سلمان نكاية في الميلشيات الحوثية الزاحفة نحو الجنوب والتي اسقطت المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى، لا يمكن لأي دولة أن تدخل في حرب طويلة مالم يكن لديها أدواتها الخاصة بتمويل تلك الحرب.

وهنا سأتطرق إلى مسألة غائبة عن كثير من اليمنيين البسطاء منهم والساسة المغفلين السذج، المملكة السعودية ومنذ خمسة عشر عامًا سبقت الحرب وتحديداً منذ مجيئ الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى اليمن ومشاهدة العرض العسكري الضخم في الذكرى الأربعين لثورة 26 سبتمبر اليمنية!!

صندوق سري

قامت بتأسيس صندوق سري ضمن المصروفات الخاصة الهدف منه في البداية هو تحريك بعض القوى المناوئة للحكم في اليمن بهدف اضعاف الجيش اليمني، حتى لا يتكرر معها نفس المشكلة التي حدثت مع الجيش العراقي زمن صدام حسين وتتم عملية استنزاف الموارد والعائدات المالية الضخمة الناجمة عن عائدات النفط، كما حدث في حرب الخليج الثانية وحرب احتلال العراق.

فقرر السعوديون اعتباراً من العام 2000، وبتوجيهات من الملك عبدالله بن عبدالعزيز تأسيس صندوق للحرب على اليمن حيث ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو صاحب فكرة الحرب على اليمن وليس الملك سلمان بن عبدالعزيز، الغريب هو ليست طريقة تشكيل الصندوق السري بل مصادر التمويل والضخ لذلك الصندوق الذي سيصبح بعد عشر سنوات لديه القدرة على تمويل وتحمل أعباء الحرب الطويلة على اليمن دون المساس بالميزانية السعودية.

أما المصادر فهي تعتمد بنسبة 90% على اليمنيين أنفسهم وتحديداً اليمنيين المقيمين في السعودية الذين يزيد عددهم على الميلونين نسمة وهنا حتى لا نذهب بعيداً ونتهم بالمبالغات علينا ان نحذف مليون ونبقي فقط على المليون الآخر سنتعامل مع العدد على كونه مليون فقط ،اليكم آلية التمويل وأدواتها.

عدد اليمنيين الذين يقومون بتجديد اقاماتهم السنوية مليون شخص، الرقم التقريبي لكل اقامة هي سبعة الأف ريال، المبلغ السنوي الذي يتم ادخاله الى صندوق الحرب هو سبعة مليار ريال سعودي سنويًا.

رسوم كفاله من ثمانية الاف على كل يمني مغترب تحصل الدولة السعوديةعلى ستة الاف ريال ، المبلغ السنوي لذلك هو ستة مليار ريال سنويًا تذهب للصندوق.

تجديد اقامة مبلغ خمسة الاف ريال سنويًا الاجمالي خمسة مليارات ريال سعودي، رسوم نقل كفاله لنسبة 30% لنقل 300 الف المبلغ هو عشرة الاف ريال كمتوسط ،المبلغ ثلاثة مليارات ريال سعودي.

تجديد رخص القيادة لعدد 280000 الف يمني يمتلكون مركبات سبعة الاف ريال للفرد الواحد، الاجمالي مليار وتسعمائة وستة وتسعون مليون ريال سعودي.

هذه فقط في عشر سنوات يمكن الخروج بالمبلغ الأتي في العام الواحد وهي ارقام تقديرية في حدها الادنى عشرين مليار ريال سعودي، وبعد اضافة مبالغ خاصة بأداء الحج والعمرة يصل المبلغ إلى خمسة وعشرون مليار ريال سعودي سنويًا، تذهب للصندوق الاجمالي في عشر سنوات هو مبلغ 250 مليار ريال سعودي مضافًا اليها نصف المبلغ في سنوات الحرب الخمس الأخيرة 125 مليار تكون أجمالي عائدات الصندوق 375 مليار سعودي.

مضافًا اليها اربعمائة مليار تم مصادرتها من 200 من كبار الاثرياء اليمنيين رجال الأعمال اليمنيين. يكون بمعدل 95% من ثرواتهم يكون عائدات الصندوق المخصص لتمويل الحرب على اليمن 775 فقط سبعمائة وخمسون مليار ريال سعودي.

قامت السعودية بصرف مانسبته خلال الخمس سنوات 500 مليار ريال من الصندوق عندما علم الرئيس الامريكي دونالد ترامب بأنه حتى مشتريات السلاح من الولايات المتحدة ومصاريف الاربعة الاف خبير عسكري يتم تمويلها من الصندوق السري استشاط غضبً وهو ماجعله يطلب من محمد بن سلمان مبلغ اربعمائة وخمسون مليار دولار.

لقد قال لهم بالحرف الواحد نحن نحميكم وعليكم ان تدفعوا والا لن تستطيعوا البقاء في الحُكم لأكثر من أسبوعين، التقرير الذي وصل إلى الرئيس ترامب من وكالات الاستخبارات تم بحضور السفير الأمريكي في السعودية ورئيس وكالة المخابرات الامريكية ونائبه ومجموعة من الخبراء المعنين بالشأن السعودي الغرض من انشاء الصندوق هو الحيلولة دون استمار المخزون النفطي الهائل بالاضافة الى اضعاف الجيش اليمني.

بالطبع هذه الارقام مرعبة ومفزعة وسواءً كان هناك صندوق أولم يكن فإن الأرقام المذكورة تقديرية والأرقام الدقيقة يمكن أن تكون أكبر من ذلك بكثير، فهناك ضرائب واستقطاعات تم فرضها على اليمنيين في السنوات الأخيرة لم يتم التطرق لها، من ذلك مايلي رسوم المرافقين والتي تقدر بنصف مليار ريال سنويا.

رسوم على رجال الاعمال واصحاب حرف والتي تصل شهرياً إلى “1050000000”أي مليار وخمسون الف يقوم اليمنيون بدفعها لعدد تقديري ثلاثمائة وخمسون الف مواطن سعودي حسب قوانين السعودة التي تلزم كل يمني يمتلك منشأة يعمل بها ثمانية أفراد على دفع مرتبين والذي يمتلك منشأة تضم 16 عامل فهو ملزم حسب القانون على دفع اربعة مرتبات بواقع ثلاثة الاف ريال سعودي التقارير تتحدث عن أن الذين ينطبق عليهم القانون ويقومومون بدفع المرتبات هم 350 الف يمني.

وبمعادلة بسيطة يمكن اخذ الحد الأدنى لعدد المواطنين السعوديين الذين يتم دفع اجور السعودة لهم من قبل اليمنيين بواقع 75% يدفعون لعاملين فقط وال25% يدفعون لاربعة سعوديين اي ان الاجمالي الذي يتم تحصيله من اليمنيين في الحالتين شهريًا 80 الف يمني اذا فترضنا هم الخمسة والعشرون في المائة تقوم بدفع رواتب لثلاثمائة وعشرون الف مواطن سعودي شهرياً بواقع ثلاثة الاف ريال الاجمالي الشهري لهذه الفئة يساوي تسعة مليار وستمائة مليون ريال سعودي.

الفئة التي تقوم بدفع مرتبين العدد 270000×2= 540000 مواطن سعودي مستفيد اجمال المبالغ شهريا اذا قمنا بضربها في ستة الاف ريال سعودي يكون ما يدفعه اليمنيون مباشرة لهذه الفئة هو 324000000 ثلاثة مليار ومأتين واربعون مليون ريال سعودي.

اجمالي المدفوع للفئتين شهريا مبلغ اثناعشر مليار وثمانمائة واربعون مليون ريال سعودي الاجمالي في العام الواحد مبلغ مائة واربعة وخمسون مليار ريال سعودي في العام الواحد اذا افترضنا ان الرقم مبالغ فيه وان العدد فقط نصف ذلك فهذا يعني خمسة وسبعون مليار ريال، وتعتبر النخب السياسية اليمنية التي ربطت مصيرها بالسعودية هي اليد التي استطاعت المملكة ضرب اليمن من خلالها وإغراقه في بحر من الدم ، المحصلة هي أن السعودية تقتل اليمنيين بأموالهم بكدهم بعرقهم.

الإمارات المتحدة كل ماقامت به هو هو تخصيص جزء من الاحتياطي المالي من شركة موانئ دبي اعتباراً من العام 2005 وهو العام الذي وضعت فيه يدها على ميناء عدن، اما الدولة الاماراتية فلم تتكفل بشيئ من هذا القبيل موانئ دبي هي الجهة الممولة للحرب في اليمن من الجانب الإماراتي.

هنا يتساءل المرء إلى أي مدى كانت النخب اليمنية مغيبة عن الحقائق البلد التي كانت عنوان لحضارة المنطقة وامجاده ارض الحكمة اليمانية، البلد التي مدنها وحواضرها قلاع العلم والادب كيف تسنى لها أن تُخدع وتنخدع من قبل من هم خارج التاريخ، البلد التي عرفت المشاريع النهضوية الحديثة كيف تم وضعها في هذا المأزق التاريخي فقط من حقنا أن نسأل والإجابة متروكة للنخب اليمنية.

_______________________
عبدالباري طاهر/ كاتب صحفي
رئيس المركز الدولي للإعلام والعلاقات العامة