نفذت جماعة أنصار الله “الحوثيين” سلسلة من الغارات الجوية ضد هادي، حيث باتوا يعتمدون بشكل متزايد على مصانع الأسلحة المتطورة لديهم.
تحت هذه الكلمات نشرت صحيفة “لاكروا” الفرنسية تقريرًا عن المخاوف التي تثيرها القدرات العسكرية المتزايدة للحوثيين، خاصة بعد مقتل عشرات الجنود في هجوم على أكبر قاعدة جوية للبلاد في محافظة لحج جنوب اليمن.
ما هي القدرات العسكرية للحوثيين؟
وتساءلت الصحيفة ما هي القدرات العسكرية للحوثيين؟، مشيرة إلى أنها ليست الضربة الأولى، وكذلك لن تكون الأخيرة، إذ أسفر هجوم على قاعدة العند الجوية قرب مدينة عدن عن مقتل أكثر من 30 من القوات الحكومية يوم الأحد 29 أغسطس/ آب.
وأشارت إلى أنه بينما لم يتم تأكيد المسئول عن العملية، فإن ارتباطها بالحوثيين، وهم جماعة زيدية إسلامية في حرب مفتوحة منذ سبع سنوات ضد القوات الحكومية ليس موضع شك.
وقاعدة العند العسكرية افتتحت في مارس/ آذار 1979، في ظل الصراع بين القطبين العالميين في ذلك الوقت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وكانت مهمتها حماية الممرات المائية ومضيق باب المندب.
وتقع القاعدة العسكرية بين محافظة تعز ولحج وتحتوي على العديد من معسكرات التدريب ولواءات الجيش المتنوعة ما بين المدفعية والصواريخ، ويُراهن التحالف اليوم على السيطرة على تلك القاعدة، التي تعد خط الدفاع الأول تمنع الوصول إلى محافظة عدن.
وبحسب الصحيفة اليومية الفرنسية فإن الهجوم الحوثي جاء بعد أيام فقط من إطلاق صاروخين مشابهين من النصف الشمالي لليمن الذي تسيطر عليه هذه الجماعة المتمردة، على بلدتي يافع وبيحان، لكن على الرغم من أن الوسائل العسكرية للحوثيين محدودة حتى الآن، فإن انتشار هذه الهجمات يثير القلق.
ويقول عبد الغني الإرياني، الخبير في الصراع اليمني بمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: طائراتهم بدون طيار تعد أمر أساسي في القتال، كما استخدموها في التفجيرات، إضافة إلى صواريخهم متوسطة المدى، فلم يمر أسبوع هذا العام دون هجوم”.
من أين تأتي أسلحة الثوار؟
وحول الجهة التي تأتي مها أسلحة الحوثيين، تنوه الصحيفة، بأن الحوثيون يقفون في مواجهة التحالف الموالي للحكومة منتصرين عسكريا، رغم التقليل من شأنهم منذ فترة طويلة.
ويشير عبد الغني الإرياني إلى أن “الحوثيين يعتمدون منذ فترة طويلة على المساعدة الفنية من الإيرانيين، لكن على مدى السنوات الثلاث الماضية، يبدو أنهم اكتسبوا هذه الخبرة ونجحوا في نقل التكنولوجيا”.
ففي تصريحاتهم، يلفت الحوثيون بشكل منتظم إلى مصانع الأسلحة الموجودة في صعدة، وهي مدينة في الشمال، ويوضح الإرياني: “إنهم يشترون قطع الغيار من السوق السوداء الدولية”.
ووفقا لنتائج لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن عام 2020، فإن “الحوثيين زادوا بشكل كبير من وتيرة هجماتهم الجوية، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية”.
كما أن أحد أكثر طرازات الطائرات بدون طيار تطوراً أصبحت في حوزتهم، وهو طراز صمد -3 الإيرانية الصنع، والتي تمتاز بأنها قادرة على الوصول لمسافات طويلة المدى تصل إلى 1000 كيلو متر، وهو ما يكفي لضرب البلد كله وحتى يمكنها الوصول إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
وماذا عن جبهة مأرب؟
وأوضحت صحيفة “لا كروا” أن الجبهة الرئيسية للصراع اليمني في المنطقة القبلية بمأرب يبدو أنها استقرت منذ الربيع حول السهول الصحراوية التي تحد غرب المدينة.
فبحسب عبد الغني الإرياني: الحوثيون مسيطرون في الجبال، وقد نجوا من الضربات الجوية. قادهم هجومهم إلى أرض منبسطة ومفتوحة التقدم تباطأ، لهذا يصعدون هجماتهم من الجو على جبهات أخرى”.
لكن يبدو أن الحوثيين يتمتعون بالأفضلية، تكتب الصحيفة الفرنسية، حيث يحتل خصومهم قبائل مأرب أرضًا يقارب عدد سكانها مليون نسمة، ويحكم الحوثيون قرابة 20 مليون نسمة في المناطق التي يسيطرون عليها.
ويحلل الباحث: إنهم يحظون بتأييد السكان المعارضين للعدوان السعودي. الناس يقاتلون إلى جانبهم ليس من أجل أيديولوجية، ولكن من أجل سنتات من اليورو”.
هجمات الحوثين لم تقتصر على اليمن فقط، فقبل نحو أسبوع أعلنت الجماعة عن استهداف منشآت تابعة لشركة أرامكو وقواعد عسكرية في المناطق الشرقية والغربية والجنوبية للسعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لأنصار الله ، يحيى سريع، إن الهجوم استهدف “منشآت تابعة لشركة أرامكو في رأس تنورة بمنطقة الدمام في السعودية”. بواسطة 8 طائرات مسيرة من نوع “صماد 3” وصاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار”، مبيناً أنه تم قصف منشآت لأرامكو أيضا في جدة وجازان ونجران بـ5 صواريخ باليستية من نوع بدر وطائرتين مسيرتين من نوع “صماد 3”.
وهدد الحوثيون السعودية بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية إن لم توقف “العدوان” على اليمن مؤكدين “حقهم في الدفاع عن وطنهم”.
ويشن تحالف بقيادة السعودية غارات جوية على أهداف للحوثيين بهدف إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لسدة الحكم، منذ 26 مارس / أذار 2015.
المادة تم نقلها من المصدر: صحيفة لاكروا La-croix الفرنسي
ترجمة قوقل