قال موقع ”ميدل إيست آي“ البريطاني: لقد مرت 6 سنوات منذ أن قادت السعودية تحالفها مع عدد من الدول العربية لمهاجمة اليمن، ومنذ ذلك الحين، توفي أكثر من 230 ألف شخص، بينما يحتاج حوالي 24 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية ويقع أكثر من 13 مليون على حافة المجاعة.
وأكد أن منذ البداية، كانت هذه الهجمات القاتلة مقبولة بالنسبة للحكومة البريطانية، حيث دعمت حكومة كاميرون الملك سلمان عندما أعلن الحرب في السادس والعشرين من شهر آذار/ مارس2015، وبعد ذلك أعلن وزير الخارجية آنذاك ”فيليب هاموند“ أن بريطانيا ستدعم الرياض بكل الطرق والوسائل الممكنة.
وأفاد الموقع أنه رغم وجود أكوام من الأدلة على ارتكاب جرائم حرب، فإن بريطانيا أكدت أنه لا توجد أدلة جادة على انتهاك السعودية لقوانين حقوق الإنسان في اليمن، في الحقيقة كانت بريطانيا في طليعة الحماية الدبلوماسية الواسعة للسعودية، فقد عرقلت بشكل حاسم مبادرة كندية هولندية لإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب التي ارتكبها تحالف العدوان.
ومع ذلك لماذا كانت بريطانيا مستعدة لمواصلة هذا التدمير وتقديم الدعم غير المشروط للسعودية في صراعها المدمر؟ أهم وأقوى سبب لذلك هو مبيعات الأسلحة البريطانية..حيث أنه يوجد أدلة تشير إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من المملكة المتحدة يستهدف المدنيين في اليمن في انتهاك صارخ لقوانين الحرب.
وأكد الموقع أنه تم التسامح مع هذا الوضع خلال إدارة ترامب، لكن بعد أن تولى جو بايدن مقاليد الحكم قطع جميع مبيعات الأسلحة للسعودية التي يمكن أن تستخدمها في عمليات عدوانية..لقد قامت دول أخرى بالعمل نفسه مثل إيطاليا وألمانيا، لكن حتى الآن ما زالت الحكومة البريطانية تصدر الأسلحة وتدعم السعودية.
وفي الوقت نفسه تستمر الحرب مسببة معاناة لا يمكن وصفها، ومع تصاعد معدل سوء التغذية الشديد وسط جائحة عالمية، فأن توقعات الأمم المتحدة لليمن عام 2021، تبدو مروعة، فأكثر من 400 ألف طفل تحت عمر 5 أعوام يعانون من خطر الموت جوعاً، بينما من المتوقع أن تواجه 1.2 مليون امرأة حامل أو مرضعة و2.3 مليون طفل تحت 5 سنوات سوء تغذية حاد.
قالت الأمم المتحدة إن اليمن أصبح أكبر أزمة إنسانية في العالم، في حين أن هناك العديد من الأسباب لتلك المعاناة إلا أن السبب الأكثر وضوحاً وتدميراً هو القصف السعودي للمدن والبنية التحتية الاساسية والمستشفيات والأسواق والقرى.
وأورد أن بريطانيا أعلنت أنها ستقطع المساعدات الإنسانية لليمن في 2021-2022 لأكثر من النصف، مع استمرار مبيعات السلاح بمليارات الدولارات..ومع ذلك اتهمت منظمة أوكسفام الحكومة البريطانية مؤخراً بإطالة أمد حرب اليمن بالسماح بتصدير معدات عسكرية وطائرات تقوم بتزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو ، من شأنه هذا الأمر يساعد السعودية على مواصلة قصفها العشوائي.
وكشف الموقع أن هناك تناقض مقلق للغاية، منذ بداية حرب اليمن لعبت بريطانيا دور حامل القلم حيث تفاخر وزير الشرق الأوسط جيمس كليفرلي مؤخراً بذلك في البرلمان قائلًا إن بريطانيا قامت بهذا الدور للمساعدة في تحريك عملية السلام في اليمن للأمام، والعمل مع شركائهم وحلفائهم بالأمم المتحدة لضمان أن يكون اليمن أولوية لدى المجتمع الدولي.
الموقع رأى أن بريطانيا تواجه تضارباً كبيراً في المصالح، فمن ناحية تستفيد من الحرب وذلك من خلال تجارة الأسلحة ومن ناحية أخرى كحامل للقلم .
ويختم الموقع حديثه بالقول: إذا كان المجتمع الدولي يرغب حقاً في تحقيق السلام باليمن، فقد حان الوقت لإرسال رسالة إلى بريطانيا مفادها إما التوقف عن بيع السلاح للسعودية وإما التخلي عن دور حامل القلم لليمن، فالجمع بين الدورين أمر غير أخلاقي وخيانة لكل ما تدعي بريطانيا أنها تمثله أمام المسرح الدولي.