بدأت السعودية ، السبت، تحركات دبلوماسية وعسكرية في ملف اتفاق السويد في الحديدة عشية تداول تقارير إعلامية نبأ تعيين سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن هانس جرودنبرغ مبعوث اممي إلى اليمن كبديل للبريطاني مارتن غريفيث، فهل تعترض السعودية على تعيين جرودنبرغ أم محاولة لفرض اجندة معينة على طاولة الاتحاد الأوروبي؟
على الصعيد الدبلوماسي، بدأت السعودية محاولات للتقارب مع الولايات المتحدة بإيفاد نائب وزير دفاعها خالد بن سلمان الأسبوع المقبل، بعد توتر كاد يصل بالحليفتين في الحرب على اليمن إلى مفترق طرق، وذلك بعد نجاحها بتقليص الفجوة بينها وروسيا باتفاقيات في سوق النفط ..
هذه التطورات تتزامن أيضا مع تحركات عسكرية برزت خلال الساعات الماضية بتصعيد عسكري في الساحل الغربي لليمن والمحمي أصلا باتفاق رعته السويد قبل سنوات ويعد إنجازها الوحيد في ملف اليمن الذي تتجاذبه اطراف دولية عدة، وجميعها مؤشرات على أن السعودية التي تزامنت تحركاتها الجديدة مع تسريب اسم المبعوث الجديد إلى اليمن ، تحاول الاعتراض على تعين جرودنبرغ الذي يعمل منذ سنوات سفير للاتحاد الأوروبي.
الأمر لا يبدو انه يتعلق بجرودنبرغ شخصيا بل بالاتحاد الأوروبي الذي تربطه علاقات وثيقة الصلة بإيران خصوصا السويد، وهو ما يشير إلى مخاوف سعودية من تداعيات تنصيب جرودنبرغ مبعوثا إلى اليمن لاسيما في ظل التصريحات الألمانية الأخيرة بصفتها احد اهم دول الاتحاد الأوروبي والتي ربطت ملف اليمن بملف المفاوضات النووية مع ايران..
مع أن الأمم المتحدة لم تنفي أو تؤكد التقارير الإعلامية بشأن تعيين امينها العام لجرودنبرغ مبعوثا إلى اليمن الإ أن التصعيد السعودي يحمل عدة رسائل في هذا التوقيت ابرزها محاولة دعم اطراف مؤثرة في مجلس الأمن كروسيا التي قدمت سفيرها كمرشح لمنصب المبعوث إلى اليمن وسبق لها وان اعترضت على المرشحان البريطاني والسويدي وكذا الولايات التي تلعب دور في قرارات الأمم المتحدة، لكنها في نهاية المطاف تشير من خلال التصعيد إلى عدم تعاونها مع السفير الأوروبي كمبعوث اممي جديد بل وتلوح بنسف الإنجاز الوحيد لبلاده المتمثل في اتفاق ستوكهولم في الحديدة وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف لإبرام صفقة من نوع ما سبق لعضو المجلس السياسي في صنعاء محمد الحوثي وأن تنبأ بها بالحديث عن ارتباط اجندة المبعوث الأممي الجديد بأجندات خاصة وهو ما قد يقعد طريقه مستقبلا.