المشهد اليمني الأول| متابعات
في تطور جديد للمشهد اليمني يتضح منه ولو بشكل إفتراضي أنه بالفعل تم التوصل الى تفاهمات أو إتفاقات شبه رسمية مابين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والسعودية بخصوص حل الأزمة اليمنية ، وهذا يمكن استنتاجه من خلال التوافقات التي يكشف النقاب عنها بالتدريج.
والتي تشير إليها اللقاءات التي جرت بين وفد حركة أنصار الله مع سفير السعودية لدى اليمن ، ولقاءات وزير الخارجية الأمريكي مع وفد المؤتمر الشعبي العام ، في إطار المحادثات التي تجري بين الأطراف اليمنية حالياً في الكويت ، وان ذلك فإنه يدل بالفعل على أن تقارباً ما يحدث حالياً بين الدول الإقليمية وتحديداً نعود ونذكر هنا بالسعودية وإيران والولايات المتحدة ، وبطبيعة الحال سوف ينعكس على الأطراف التي تساندها هذه الدول في خطها السياسي وحتى الميداني.
ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها هنا كثيرة جداً وأهمها تلك التساؤلات التي تتحدث عن حدوث تفاهم مابين السعودية وايران بخصوص كيفية التعامل مع الملفين اليمني والسوري ،,ان كل طرف منهما قد يكون إتفق وبرعاية أمريكية على أن يكف يده الى حد متفق عليه في سورية واليمن حسب ماجاء على لسان ضيفنا ، لكن في ظل التطورات الميدانية الحالية وخاصة في الجنوب في عدن والمكلا وغيرها من المناطق التي توجد فيها عناصر تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين .
مالذي يمكن فهمه من التحركات العسكرية البحرية وعمليات إنزال الجنود الإمريكان والبريطانيين الى هذ المنطقة ؟ وهل من مخطط جديد أو لعبة جديدة للولايات المتحدة في هذه المنطقة في الوقت الذي تظهر النوايا الحسنة في التقريب بين الأطراف والقوى السياسية في الكويت؟
بطبيعة الحال لايمكن أبداً أن يؤتمن جانب الولايات المتحدة ، التي لايمكن أن تقوم بأي عمل الا إذا كان في خدمة مصالحها السياسية والإقتصادية بالدرجة الأولى ، اذاً قد تكمن القصة في إعادة عملية تقسيم اليمن في ظل وجود أصوات جديدة في الجنوب ترتفع وتطالب بإستقلالها الكامل فهي لاتريد أن تكون في ظل حكم الرئيس هادي ولا الطرف الأخر ، ولاتريد أن تتبع لعدن ولا حتى لصنعاء ، الوضع يمكن أن يكون أكثر تعقيداً في ظل سعي الولايات المتحدة ومعها بريطانيا بالدرجة الأولى والغرب بشكل عام السيطرة على المياه الإقليمية في اليمن في البحر الأحمر وبحر العرب.
كذلك الأمر مضيق باب المندب ، ولايمكن ذلك الا أذا بقي اليمن في حالة من عدم الإستقرار. أما السعودية فهمها وهاجسها الوحيد هو الخوفوالرب مما تسميه التمدد الإيران ، ووصول ايران الى حدودها. علماً أنه وفق التعابير السياسية المادية لايمكن أن يكن تفكير إيران بهذه الطريقة ، ولو أنها تسعى بالفعل الى تحقيق ماتتخوف منه السعودية.