أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، تقريراً حول الدول والجماعات المسلحة المنتهكة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات خلال عام 2020 حيث أدرج فيه أنصار الله على اللائحة السوداء للجماعات لانتهاكها حقوق الأطفال، وتجاهل تحالف العدوان السعودي على اليمن.
وأكد التقرير المزعوم أن إدراج أنصار الله جاء “لقتلهم أو تشويههم أكثر من 250 طفلاً خلال سنة 2020″، مع عدم إدراج تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن.
كما اكد التقرير أنه “على الرغم من انخفاض عدد الانتهاكات التي تستهدف الأطفال مقارنة بعام 2019، فإن الأمم المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء عدد الأطفال الذين قُتلوا وشوهوا، بما في ذلك من خلال استخدام الذخيرة الحية أثناء عمليات إنفاذ القانون”.
ولم تدرج الأمم المتحدة، منذ يونيو 2016، اسمي السعودية وتحالف العدوان في “قائمة العار” بتقريرها السنوي عن الأطفال والصراعات المسلحة لعام 2015، بعد أن هددت الرياض بسحب كل مساهمتها المالية في المنظمة الدولية.
ولاقى قرار أمين الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد أيام من تجديد ولايته لخمس سنوات أخرى، إدانات واسعة واستغراب الشعب اليمني كونه أغفل قتلة الأطفال الحقيقيين في اليمن واتهم أطراف وطنية تقاتل من أجل حرية أوطانها في وجه غزاة ومحتلين.
قرار مُشترى بالمال
حيث قال رئيس حكومة الإنقاذ الوطني عبدالعزيز بن حبتور، إن قرار الأمم المتحدة ضد أنصار الله مدان منا ومن كل أحرار العالم وهو قرار مُشترى بالمال. وأضاف بن حبتور: السعودية خلال العدوان على شعبنا اليمني أشترت بالمال قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
وأكد أنه على الرغم من وحشية جرائم العدوان على شعبنا إلا أن أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية التزموا أخلاقيات الحرب ولم يستهدفوا في السعودية مواطناً مدنيا واحداً فضلا عن الأطفال. وشدد على أن قرار الأمم المتحدة هو محاولة للضغط علينا كطرف وطني للقبول بقرارات مخفية ومجحفة.
بدوره أدان مجلس النواب، القرار الأممي ضد أنصار الله وأكد أنه في الوقت الذي يقتل فيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن يومياً على مدى سبع سنوات، لم تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن ساكناً تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومجازر وانتهاكات وحصار.
قرار على حساب دماء وأشلاء أطفال اليمن
من جهته قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان: مؤسفٌ جداً أن تكون الأمم المتحدة التي يعول عليها في التزام الحياد أن يصل بها الحد للمساومة وشراء المناصب على حساب دماء وأشلاء أطفال اليمن.
وأضاف: لا نعرف كيف يقيس العالم الذي رأى مجزرة بحق أكثر من خمسين طفلاً قصفتهم السعودية داخل حافلة مدرسية ثم يقول بأن دول العدوان لا تنتهك حقوق الأطفال.
إدانة الضحية وتغاضي عن الجلاد
کما أكد وزير الخارجية هشام شرف، أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة يمثل المسمار الأخير في نعش الآلية التي أنشأها مجلس الأمن من أجل ردع منتهكي حقوق الأطفال، مشيراً أنها أصبحت تدين الضحية وتتغاضى عن الجلاد. واستنكر وزير الخارجية عدم إدراج تحالف العدوان في قائمة منتهكي حقوق الأطفال وتعمد الأمم المتحدة إدراج أنصار الله في القائمة بشكل مقصود.
بدوره استنكر وزير الصحة العامة والسكان طه المتوكل القرار وأوضح أن وزارة الصحة وثقت في سجلاتها أكثر من 3 آلاف طفل قتلتهم قوى العدوان وجرحت أكثر من 4 آلاف آخرين بعضهم أصيبوا بإعاقات دائمة أمام مرأى ومسع العالم.
ونوه إلى أن منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة أوقفت كل أوجه الدعم للطفولة في اليمن في ظل وجود أكثر من 400ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد منهم 80 ألف مهددين بالموت.
وبين أن هناك أكثر من 3 آلاف طفل بحاجة لعملية قلب مفتوح لاستبدال صمامات في ظل الحصار الجائر على بلدنا الذي يمنع دخول صمام واحد إلى البلد في ظل صمت الأمم المتحدة التي تشهد الزور وتشارك في القتل.
وأشار إلى أن قرابة 300 طفل يمني يموتون بشكل يومي جراء الحصار المطبق على بلدنا جواً وبراً وبحراً وفي ظل الصمت المخزي للأمم المتحدة.
ولقت إلى أن لدينا في الولادة السنوية حوالي مليون طفل ولا توجد لدينا سوى 200 حضانة، فماذا قدمت الأمم المتحدة التي تتشدق بالطفولة والإنسانية لأجل إنقاذ أطفال اليمن؟
صفقة ابتزاز لإعادة غوتيريش أميناً عاماً
كما أستنكر عضو المجلس السياسي الأعلى “محمد علي الحوثي”، قرار غوتيريش وأكد أن القرار الأممي ضد أنصار الله لا يستند إلى حقائق ميدانية ولا تقارير لجان مستقلة.
وأضاف الحوثي أن القرار يؤكد صفقة ابتزاز لإعادة غوتيريش أمينا عاما للأمم المتحدة كما ابتز بان كي مون سابقا لإلغاء تصنيف السعودية من قائمة العار.
الأمم المتحدة بوق رخيص
هذا وأكد المكتب السياسي لأنصارالله” بالقول: كان الأحرى بالأمم المتحدة أن تلتزم الحياد وألا تتحول إلى بوق رخيص يردد ترهات وسخافات تحالف العدوان”.
واستنكر المكتب السياسي لأنصار الله، التصنيف الجائر، معتبرا ذلك التصنيف باطلا لا يستند إلى أي حجة، مؤكدا أن الأمم المتحدة بتصنيفها ذلك قطعت ما تبقى لها من همزة وصل مع شعبنا وأعلنت نفسها طرفا إلى جانب تحالف العدوان.
وأوضح البيان أن تحالف العدوان تدينه آلاف الفيديوهات التي وثقت مجازره الرهيبة بحق أطفال اليمن طيلة السنوات الماضية إضافة إلى تداعيات الحصار. وتابع بالقول: كان على الأمين العام للأمم المتحدة لو لديه ذرة من إنسانية أن يرفض التجديد له بولاية ثانية إذا كان المقابل أن يتقلد العار ويبيع ضميره بثمن بخس.
من جهتها أدانت أحزاب اللقاء المشترك بأشد العبارات، قرار الأمين العام للأمم المتحدة، وأكدت رفضها لهذا القرار واعتبرته خطوة مقصودة ومدفوعة الثمن.
وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي بالتزامن مع استبعاد الكيان الصهيوني المحتل من قائمة منتهكي حقوق الأطفال في فلسطين، وكذا عدم إدراج تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الذي يشن عدوانا ظالما، منذ نحو سبع سنوات ويستبيح دماء اليمنيين بما فيهم الأطفال.
بدوره قال رئيس الوفد الوطني والناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبدالسلام، إن الأمم المتحدة تعمل منصة لصالح الدول الكبرى وتصنيفاتها غير محايدة. وأضاف أن “الولايات المتحدة غير جادة في إيقاف العدوان ورفع الحصار على اليمن”، مشيرا إلى أن واشنطن تريد تنفيذ مشاريعها في اليمن ولا تهمها المعاناة الإنسانية.
وتابع: “ارتكبت دول العدوان أبشع الجرائم بحق الأطفال ولم يتم إدراج السعودية ضمن قائمة انتهاكات حقوق الأطفال”. وصرح بأنه سأل أمين عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون خلال مفاوضات سابقة عن سبب رفع السعودية من قائمة قتلى الأطفال، فأجاب “ضغطوا علينا”.
من جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى الأُستاذ عبد القادر المرتضى، في تغريدة له ان الاف الجرائم ارتكبتها دول العدوان بحق أطفال اليمن طلية أكثر من ست سنوات. لكن الامم المتحدة وأمينها العام غضوا الطرف عنها وآثروا المال السعودي.
وأضاف: أثناء مفاوضات الكويت في العام 2016 اعترف بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة حينها بأنه رفع السعودية من قائمة قتلة الأطفال لأنها هددت بقطع الدعم عن منظمات الامم المتحدة.
وتابع: من قتل كل هؤلاء الأطفال لا يستحق ان يكون في قائمة قتلة الأطفال بنظر الأمم المتحدة لأنه يمتلك من المال المدنس ما يخرس ألسنتهم.. قامت دول العدوان بتجنيد الاف الأطفال والزج بهم في جبهات القتال وتم اسر الكثير منهم وسلمناهم لمنظمة اليونيسيف للإفراج عنهم لكن الامم المتحدة تجاهلت ذلك كله لان المال السعودي والاماراتي عندهم أهم من دماء أطفال اليمن.
قرار غوتيريش ضد أنصار الله هذا قدم دليلاً واضحاً على أن هذه المنظمة الدولية ليست هي إلا مجرد منصة تستغلها الدول النافذة لتحريف الحقائق ومصادرة حقوق الشعوب المستضعفة حيث يمكن قراءة هذا التصنيف كورقة ضغط أمريكية عبر المنصة الأممية بعد فشل الأمريكيين في استدراج صنعاء إلى لعبة المساومات ودفعهم إلى التنازل عن المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن.