قالت مجلة فورين بوليسي الامريكية ان الوضع في المملكة العربية السعودية أسوأ بكثير مما يعتقده معظم الناس بالنظر للوضع المعيشي والتعليمي والاجتماعي والسياسي الذي يزداد سوء لدى غالبية السكان.
واكدت في مقال للكاتبة (باسيل مارين) امس الثلاثاء انه في الوقت الذي بشر فيه محمد بن سلمان ولي العهد عن مشروع نيوم المنبثق عن رؤية 2030 لاتزال المملكة في حقيقة الامر تعيش وضعا اسوأ. واشارت الى ان نصف سكان المملكة الذين هم من فئة الشباب دون سن 25 ، 35٪ بطالة وعاطلون عن العمل بسبب انعدام الخطط الاقتصادية لاستيعابهم و هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها وانخفاض احتياطيات العملة.
واوضحت بان الدولة السعودية لا تستطيع توفير ادنى الحماية الاجتماعية لشبابها ولا تلبية الاحتياجات الاقتصادية لهم لافتة الى ان خبراء سياسة يحذرون من أن انفجار الشباب الذين اصبحوا عامل خطر رئيسي ينذر بثورة. وقالت: والوضع كذلك ليس أفضل بالنسبة لفئة النساء مشيرة الى ان 32٪ من السعوديات عاطلات عن العمل ايضا وتعاني هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع من ظلم كبير.
واكدت ان الوضع سيئ جدا في المناطق الشرقية خصوصا لدى المواطنين في محافظة القطيف والتي يحظر على المرأة أن تصبح معلمة مواد دينية او أن تصبح مديرة مدرسة. كما لا يستطيع المواطن في القطيف الإدلاء بشهاداتهم في المحاكم، ولا يمكنهم أن يكونوا قضاة في المحاكم العادية ، ويحظر قبولهم في الأكاديميات العسكرية وتقلد مناصب رفيعة في الحكومة، بما في ذلك أن يصبحوا طيارين في الخطوط السعودية.
واشارت الى ان مايزيد هذه المشاكل سوءا فجوة التوظيف بين الرجال والنساء التي تتزايد بشكل مستمر كما هو الحال بالنسبة لفجوة التوظيف بين الشباب وكبار السن من الرجال، أو بين الشيعة والسنة.
وما يؤكد صدق المخاوف من انفجار ثورة في المملكة ما حدث بين عامي 2011 و 2012، رأت المملكة العربية السعودية في احتجاجات الربيع العربي والذي شكل تهديدًا وجوديًا لاستقرارها السياسي. ففي عام 2017، أغلقت حدودها مع قطر لأن الإمارة لم تتخذ موقفًا متشددًا ضد هذه الاحتجاجات نفسها مؤكدة انه تبع هذا الإغلاق عامين من الاضطرابات في محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية.