هيرست: نصر “إسرائيل” الزائف سيمرغ في شوارع القدس

354
إسرائيل
إسرائيل

قال الكاتب البريطاني المعروف، ديفيد هيرست، إنه لطالما تخلى العالم عن الفلسطينيين وأهملهم وغدر بهم. وبات مصيرهم الآن معلقا بأيديهم وحدهم، وهكذا كان على الدوام.

وأضاف هيرست، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” أن تكون فلسطينيا يعني أن تتلقى الضربة تلو الأخرى، من قبول أمريكا بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل إلى وجود رئيس جديد في البيت الأبيض كان قد قال ذات مرة إنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لتوجب على الولايات المتحدة أن تخترعها، إلى الاندفاع نحو الاستثمار في إسرائيل والاتجار معها حتى من قبل بلدان عربية لم تعترف بوجودها بشكل رسمي بعد.

وفي حديثه عن التطورات الأخيرة في باب العامود، أشار هيرست إلى أن هناك وقودا في الجو، ولن يطول المقام حتى يجد شرارة أخرى. القدس على شفا الانفجار، مشيرا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين باتت حدثا يوميا.

وأكد أن كيان الاحتلال يوما بعد يوم أكثر تطرفا في فرض سيادتها على الشعب الفلسطيني، متسائلا: “إلى متى سيتمكن بايدن من الدفاع عن نظام يتوقف وجوده على الاستخدام اليومي للقوة ضد شعب يشكل عشرين بالمائة من مواطنيه ويشكل أغلبية البشر الذين يعيشون ما بين النهر والبحر؟”.

نص المقال:

لم يكد يمر شهر واحد على إعلان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، بأن الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى.

فقد كتب جاريد كوشنر في صحيفة ذي وول ستريت جورنال معلناً أن “الزلزال السياسي” الذي أحدثته آخر موجة من عمليات التطبيع العربية مع إسرائيل لم ينته. وبالفعل احتفى كوشنر بحماسة بقيام ما يزيد عن 130 ألف إسرائيلي بزيارة دبي منذ أن استضاف ترامب حفل التوقيع على اتفاقيات أبراهام في سبتمبر / أيلول الماضي.

فطبقاً له كانت علاقات صداقة جديدة تزهر بين العرب واليهود، وما عليك إلا انتظار انطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين المغرب وإسرائيل، والتحاق المملكة العربية السعودية بالركب، حتى كتب كوشنر بنشوة المنتصر يقول: “إننا نشهد آخر آثار ما كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي.”

لم يحصل أن كتبت شخصية أمريكية بمثل هذا الأسلوب المتغطرس وكانت مخطئة إلى أقصى حد منذ أن هبط الرئيس جورج دبليو بوش على سطح حاملة الطائرات بعد غزو العراق ليرفع عقيرته بشعار “المهمة أنجزت”. وهو الزعم الذي أجبر العبوات الناسفة للمقاومة العراقية جنود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ابتلاعه لسنوات عديدة فيما بعد.

لا يشعر كوشنر بالأسف على شيء. فهو “متأكد” أنه على حق لأنه على يقين بأن الرب يقف في جانبه! ولكن حتى في أوساط القوميين العلمانيين، ليس كوشنر أبداً الوحيد الذي يظن بأن الصراع المستمر منذ سبعة عقود قد انتهى ولم يبق منه إلا الصراخ.

حكم الأقلية

أن تكون إسرائيلياً يعني أن تحرز نصراً تلو آخر على الأرض – من مرتفعات الجولان إلى القدس الشرقية إلى المستوطنات التي تحيط بها وإلى وادي الأردن. كانت دولة إسرائيل تتمدد في كل عام لتقطن المزيد من “أرض إسرائيل”، هو الاسم اليهودي التقليدي الذي يطلقونه على المنطقة الممتدة ما وراء حدود عام 1967.
لقد نصبت إسرائيل نفسها منذ وقت طويل كدولة وحيدة في المنطقة الواقعة بين النهر والبحر، وهي دولة لا قبل لها بالتسامح مع وجود أي هوية سياسية أخرى إلى جوارها. كان هذا هو حلهم للصراع، حل يتمثل في أن تفرض الأقلية اليهودية نفسها على الأغلبية العربية وتحكمها رغماً عنها.

وأن تكون فلسطينياً يعني أن تتلقى الضربة تلو الأخرى – من قبول أمريكا بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل إلى وجود رئيس جديد في البيت الأبيض كان قد قال ذات مرة إنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لتوجب على الولايات المتحدة أن تخترعها، إلى الاندفاع نحو الاستثمار في إسرائيل والاتجار معها حتى من قبل بلدان عربية لم تعترف بوجودها بشكل رسمي بعد.

قيادتهم معزولة ومنقسمة لدرجة تبعث على البؤس. ويوم الخميس أعلن محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، رسمياً عن تأجيل أول انتخابات منذ خمسة عشر عاماً. وكانت حجته في ذلك رفض إسرائيل السماح للمقدسيين بالتصويت، حيث قال عباس في خطاب متلفز: “حالما توافق إسرائيل {على السماح للفلسطينيين بالتصويت في القدس} فسوف نجري الانتخابات خلال أسبوع.” ولكن، وكما يعرف الجميع، يكمن السبب الحقيقي في التأجيل إلى أجل غير مسمى في خشيته من الضربة المؤكدة التي سوف يتلقاها فيما لو سمح بإجراء الانتخابات. فحزبه، حركة فتح، انقسم إلى ثلاث قوائم، وقائمته من بينها جميعاً هي القائمة الأقل شعبية بين الناس. يبدو أن سعي عباس للحصول على التفويض الشعبي لم يعد ميسراً.

إذن، هذا هو شكل نهاية الصراع. فطبقاً لحسابات كوشنر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنما هي مسألة وقت قبل أن يدرك الفلسطينيون أن مصلحتهم تكمن في الاستسلام، ناهيك عن أن الفلسطينيين لديهم الآن دولة خاصة بهم تسمى الأردن.

في الانتصار تكمن المخاطر الأكبر

وكله مجرد تظاهر بالغ الخطورة. لم يحصل أن كان مشروع إقامة إسرائيل كدولة يهودية في خطر كالذي هو فيه الآن، حينما يظن أنه مشرف على تحقيق النصر. وذلك أن الزلزال الذي يهدر ليس ذلك الذي يؤشر على انتهاء الصراع، ولا ذلك الذي يهدر في الضفة الغربية وغزة، بل الذي يهز إسرائيل، في القدس وداخل الأراضي التي استولت عليها في عام 1948.

إنه بين الفلسطينيين – والذين هم إما مواطنون إسرائيليون أو مقدسيون – والدولة نفسها، والقدس في المركز منه. ولن يحمي إسرائيل من عواقبه لا جدار ولا نقطة تفتيش.

للمرء أن يتأمل في العبارات التالية المتبادلة بين أحد المتظاهرين الفلسطينيين ومراسل قناة تلفزيونية يهودية، وقد تم تسجيل اللقاء أمام بوابة دمشق في البلدة القديمة في القدس مؤخراً. سأل الفلسطيني المراسل اليهودي: “أين ولد جدك؟” فأجاب المراسل: “تسألني أين ولد جدي؟ في المغرب.” فرد عليه الفلسطيني: “ليس في هذه الأرض، صحيح؟ لم يكن هنا. ولم يأت إلى هنا من قبل. صحيح؟”.

فيقول المراسل: “إذن، ماذا تعني؟ يرد عليه الفلسطيني: “أما أنا فجدي ووالد جدي ولدا هنا.” يقول المراسل الإسرائيلي: “هل يجب أن أرجع إلى المغرب؟ هل هذا ما تعنيه؟” فأجابه الفلسطيني: “هذه الأرض ليست لكم… هذه أرضنا نحن. القدس لنا، وهي إسلامية.”

كانت الشرارة التي أشعلت المواجهة هي قرار منع الفلسطينيين من الجلوس في الساحة وعلى الدرج المقابل لبوابة دمشق، حيث تعود الفلسطينيون على الجلوس بعد الصلاة داخل المسجد الأقصى. كان السبب في الإغلاق المستمر هذا العام هو كوفيد 19، ولكن ذلك أثار سخط المتظاهرين الذين تساءلوا: “هل عملوا إغلاقاً عندما كانت أعياد المساخر والفصح عند اليهود؟”.

حملة التطهير العرقي

يواجه المقدسيون أخطاراً كثيرة أخرى تهدد حياتهم، ولكن يبدو أن محاولة الإغلاق هذه كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. يواجه المقدسيون حملة تطهير عرقي. فإما أنهم يجبرون على هدم بيوتهم التي أقاموها بدون تصاريح بناء أو يواجهون الطرد من منازلهم. ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من الطرد من حي الشيخ جراح في الثاني من مايو / أيار، والتي قد تتحول هي الأخرى إلى شرارة لانطلاق تظاهرات حاشدة.

في هذه الأثناء اندلعت مواجهات على الساحل في يافا بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأسباب أخرى مختلفة، وهي بيع ما يسمى بأملاك الغائبين للمستوطنين. وهذه العقارات في يافا كان أصحابها العرب قد خرجوا في النكبة في عام 1948 ويقطنها الآن سكان فلسطينيون بعقود إيجار دائمة.

في عام 1948، صادرت دولة إسرائيل الناشئة هذه العقارات في يافا، والتي كانت حينذاك تشكل 25 بالمائة من العقارات في البلد. على مدى ثلاثة أعوام كانت شركة الإسكان أميدار التي تملكها الدولة في إسرائيل تعرض على المستأجرين حق شراء المنازل التي يقطنون فيها ولكن بأسعار لا قبل لهم بها.

أحدث البيع نقطة تماس مباشرة، والآن منذ أسابيع يتجمع الفلسطينيون في يافا للاحتجاج، حيث تشاهد على الجدران كتابات بالعربية والعبرية تقول “يافا ليست للبيع”. ثبت أن الغاية الحقيقية هي استبدال سكان المدينة العرب بمستوطنين يهود.

اندلعت الاشتباكات بين الجيش والمستوطنين وفلسطينيي يافا بعد أن قام فلسطينيان من عائلة يافاوية، وهما مهددان بالطرد من المبنى السكني في حي العجمي، بالاعتداء، كما يُدعى، على مدير المدرسة الدينية الحاخام إلياهو مالي بينما كان يسعى لمشاهدة العقار، حيث تخطط أميدار لطرد السكان الفلسطينيين من العقار وبيعه للحاخام الذي يرغب في تحويله إلى كنيس يهودي.

وفي مدينة أم الفحم وغيرها من بلدات المثلث والجليل في الشمال، هناك قضية أخرى يجري حولها الاحتجاج، حيث تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مدى ثماني جمع متتابعة ضد تسويف الشرطة وتقاعسها في مواجهة عنف العصابات. وفي كل واحد من تلك الاحتجاجات كان العلم الفلسطيني يرفرف وكانت الهتافات موجهة ضد الاحتلال رغم أن الحدث يجري ضمن حدود 1948 في إسرائيل نفسها.

ومن الهتافات الجماعية التي صدح بها المتظاهرون هناك: “من أم الفحم تحية.. لقدسنا الأبية.. سامع يا صهيوني سامع.. جاي تسكير الشوارع.. دوار الزمن دوار.. وبعد الليل بييجي نهار.. من تحت الردم بنقوم.. بنولد من تحت الدمار.. جنة جنة جنة.. تسلم يا وطننا.. من أم الفحم تحية.. لأهل القدس الأبية.”

جيل جديد

المتظاهرون من الشباب، بدون خوف وبلا قيادة، فلا فتح ولا حماس لها موطئ قدم هنا. كلهم هنا لا يعتبرون أنفسهم مواطنين إسرائيليين وإنما فلسطينيون سلبتهم الدولة الإسرائيلية أرضهم وصادرت حقوقهم. تصدح حناجرهم بالشعارات الوطنية الفلسطينية.

في هذه الأثناء في النقب، جنوبا، حطمت الجرافات الإسرائيلية ما يشبه الرقم القياسي، فقد دمروا نفس القرية، العراقيب، 186 مرة. لقد غدا التوتر ظاهرة عامة على مستوى البلاد، فهو في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب. مركز هذه الثورة الآخذة في الانتشار ليس أم الفحم ولا يافا وإنما القدس. كل فجر تصل الحافلات محملة بالناس من البلدات الفلسطينية داخل حدود 1948 لأداء الصلاة، وهؤلاء يطلق عليهم “المرابطون”، إنهم حماة المسجد الأقصى.

الشعارات التي تأتي من شفا عمرو هي: “يا قدس لا تهتزي.. كلك عروبة وعزة.” ومن القدس: “بلا سلمية بلا بطيخ.. بدنا أحجار وصواريخ.. يا أقصى إحنا جينا.. والشرطة ما تثنينا.”

هؤلاء المتظاهرون ليسوا سواء، وليسوا جميعاً مدفوعين بالحمية الدينية، وليست غالبيتهم من المحافظين اجتماعياً. بالتدريج تتشكل حركة احتجاج وطنية، تماماً كما حدث في الانتفاضة الأولى، ولكنها هذه المرة لا تحدث في الضفة الغربية أو في غزة وإنما داخل القدس وداخل حدود 1948 في إسرائيل نفسها.

هنا جيل جديد يعيد اكتشاف الحاجة للخروج إلى الشوارع، ويتشكل محور جديد لا يتوجه شرقاً من القدس إلى رام الله وإنما غرباً من القدس إلى يافا. ولا تعرف قوات الأمن في إسرائيل كيف تتعامل مع الحدث. طبقاً لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليومية هناك خلاف بين الفروع المتعددة لقوات الأمن حول كيفية الرد على ما يجري.

وقالت الصحيفة إن كبار المسؤولين في الجيش وأجهزة المخابرات أعربوا عن “خيبة مهنية في تصرف الشرطة داخل القدس أثناء المواجهات الأخيرة، فلم يكن هناك استعدادات كافية كما أن التعامل مع الأحداث الأولى أثار العواطف.”

وقالت الصحيفة إن أجهزة المخابرات حذرت الشرطة من إغلاق الدرج المؤدي إلى باب العمود “بسبب الانفجار الذي كان سينجم عن ذلك في المنطقة.” ما لبثت السلطات بعد ذلك أن تراجعت عن إغلاق الحيز الذي يقع أمام بوابة دمشق، فانطلقت الاحتفالات على أثر ذلك.”

على شفا الانفجار

هناك وقود في الجو. ولن يطول المقام حتى يجد شرارة أخرى. القدس على شفا الانفجار.

هل سيركن حلفاء إسرائيل الدوليون ويجلسون بانتظار الموت وسفك الدماء الذي لا مفر من أن يرافق اندلاع انتفاضة جديدة؟ لقد أعلن جو بايدن أنه سيستعيد ريادة الولايات المتحدة من خلال انتهاج سياسة خارجية ادعى أنها تقوم على دعم حقوق الإنسان. يذكر أن إدارته كانت الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تعترف بإبادة الأرمن.

ولكن فيما لو أراد بايدن أن يتميز، فليس الماضي هو ما ينبغي أن يتحدث عنه وإنما ذلك الذي يجري الآن أمام سمعه وبصره. إذا كان تمسك هذا الرئيس الجديد بحقوق الإنسان حقيقياً وليس مجرد نوع من الاستعراض، فلا ينبغي عليه أن يتحدث عن التاريخ وإنما يتوجب عليه أن يصنعه. ينبغي على بايدن أن يبدأ في التصدي لأكبر منتهك لحقوق الإنسان: إنها إسرائيل.

لم يعد ثمة شك على الإطلاق في أن ما يرتكب من مظالم وما يمارس من تمييز ينطبق عليه التعريف الدولي لمصطلح الأبارتايد (الفصل العنصري). وها هي منظمات حقوق الإنسان تصدر الواحدة تلو الأخرى تقارير مفصلة وعلمية تشهد بوجود هذا الأبارتايد. في الشهر الماضي فعلت ذلك منظمة بيتسيلم، وهذا الشهر جاء الدور على منظمة هيومان رايتس واتش. هل يملك بايدن تحدي هذه الأدلة؟ هل يتفق مع إسرائيل في زعمها أن هذه التقارير وهمية؟

لم يعد بالإمكان تجاهل هذه الأدلة الدامغة، فانتهاكات حقوق الإنسان باتت حدثاً يومياً.

يوماً بعد يوم، تصبح دولة إسرائيل، وليس فقط مستوطنوها أو التيار اليميني المتطرف فيها، أكثر تطرفاً في فرض سيادتها على شعب كانت قد سلبت منه أرضه ودياره. إلى متى سيتمكن بايدن من الدفاع عن نظام يتوقف وجوده على الاستخدام اليومي للقوة ضد شعب يشكل عشرين بالمائة من مواطنيه ويشكل أغلبية البشر الذين يعيشون ما بين النهر والبحر؟

ما اتفاقيات أبراهام التي أبرمتها إسرائيل مع دول عربية إلا وهم. ظن نتنياهو أن إقامته علاقات مع الدول العربية سوف يمكنه من تجاوز الدولة الفلسطينية وتجاهل حقوق الفلسطينيين. لقد أخطأ خطأ جسيماً في الحسبتين.

بالنسبة للفلسطينيين، لم يعد مهماً كيف سيتصرف بايدن وبقية العالم. أما وقد تخلى عنهم المجتمع الدولي وتجاهلتهم وسائل الإعلام وغدرت بهم الدول العربية، وتجاهلتهم قيادتهم التي لم تعد مهمة بالنسبة لهم، فقد بات مصيرهم معلقاً بأيديهم وحدهم، معلقاً بالشوارع، كما كان دوماً كذلك.

ولكن لا تتظاهروا حينما ينفجر الصراع في القدس بأنكم لم تنذروا.