قال وزير خارجية سلطنة عمان السابق يوسف بن علوي، إن هناك ظروف مهيأة لاندلاع ربيع عربي ثاني في الخليج العربي “شبيه بالربيع العربي الأول”.
وقال يوسف بن علوي خلال استضافته في برنامج “ليل مسقط” من تقديم الإعلامي موسى الفرعي، إن وضع الخليج ربما سيحتاج لربيع ثاني.
وأوضح يوسف بن علوي أنّ الأسباب الموضوعية التي أدت لجذوة تلك الأحداث تبدو موجودة الآن بالخليج.
وأضاف الوزير العماني الذي كان يلقب بــ”أبو الدبلوماسية”: “ربيع واحد لا يكفي المنطقة العربية، والآن الوضع تغير والمنطقة محتاجة لربيع ثاني، والأمران بينهما تشابه كثير”.
وتابع: “هناك إشارات لإمكانية اندلاع ربيع عربي ثاني وأسأل الله أن يحمينا”
تصريحات الوزير العماني البارز أثارت تفاعلاً واسعاً دفع المغردين إلى اطلاق هاشتاج يوسف بن علوي، بعد انتهاء حوار وصف بـ “التاريخي”، تحدث فيه عن جزء من حياة الراحل قابوس بن سعيد، إضافة إلى تجاربه في وزارة الخارجية العُمانية.
يوسف بن علوي فتح قلبه خلال الحوار الشيق متحدثاً عن رحلته قبل عام 1970 وحتى تركه الوزارة في العام الماضي.
وخلال الحوار تحدث بن علوي عن تشكيل وفد الصداقة في عام 1971، وهو وفد أمر السلطان الراحل، قابوس بن سعيد، بتشكيله لحشد التأييد العربي لصالح عُمان.
واستذكر بن علوي مقولة للسلطان الراحل ذكر أنه لن ينساها أبداً، وهي: “ظُفار جزء من قلبي”، رداً على أحد الأشخاص الذي سأله إن كان سيتخلى عن ظفار، مؤكداً أن هذه الجملة لن ينساها و”بها إحساس بالأمان من السلطان الراحل لأبناء ظفار”.
وفي العلاقات الدبلوماسية للسلطنة أوضح بن علوي أن معظم وزراء الخارجية في الدول العربية وغير العربية لديهم ثقة في النظرة العُمانية، وهو ما جعل للسلطنة ثقة في حل العديد من القضايا.
وحول الاعتصامات في عام 2011، بيّن أن السلطان الراحل أمر بعدم تدخل الجيش والشرطة لفك الاعتصامات، بل وقف في صف الشعب.
التصريحات التاريخية التي تحدث بها يوسف بن علوي أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال الإعلامي العماني موسى الفرعي إن اللقاء مع يوسف بن علوي كان فتحاً معرفياً وإنسانياً كبيراً، مضيفاً :” لست أدري كيف يمكن أن نشكره عليه بما يليق به”.
فيما قال المهندس سلطان الجهوري معلقاً على تصريحات بن علوي..:” #يوسف_بن_علوي استشعرنا فيك حجم المسؤوليه الصعبه جداً التي كنتم تكافحون بها الزمان من أجل توطيد العلاقات مع مختلف شعوب العالم لكي تنعم بلادنا بالاستقرار والأمان حتى أصبحنا بلد ذات تاريخ عريق وسياده قويه فما زالت عُمان ملاذ لمن فقد الأمان وطرف وسيط لحل الخلافات الخارجية”.
عمرو موسى والربيع العربي
وفي وقت سابق، اعتبر الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الجزء الثاني من كتاب “كتابيه”، أن العمل العربي المشترك لم يكن فاشلا، ولكن يمكن القول إنه “لم يكن هناك نجاح مشترك مشهود”.
وقال موسى خلال الملتقى الفكري الذي نظمه معهد البحوث والدراسات العربية لمناقشة الجزء الثاني من كتابه الذي يتناول سنوات الجامعة العربية: “اقترحت على ملوك ورؤساء الدول العربية آنذاك، بفتح الحديث مع تركيا وإيران وإسرائيل فيما يتعلق بالقضايا المهمة في المنطقة”.
وأضاف: “النزاع العربي مع إسرائيل ليس تاريخيا، عكس إيران وتركيا أردوغان ورغبتها في إعادة أمجاد الدولة العثمانية”.
وفي ما يتعلق بثورات الربيع العربي، قال: “الحكم العربي لم يكن رشيدا ولذلك قامت ثورات الربيع العربي في الكثير من البلاد العربية، فمعمر القذافي لم يدرك حقيقة التيار الثوري الذي اجتاح قبله تونس ومن ثم مصر”.
ويمثل “كتابيه” شهادة حية على الكثير من الأحداث الهامة مصريا وعربيا لرمز من رموز الدبلوماسية من موقع “المشارك” في صنع هذه الأحداث، يستعرض الكتاب نشأته السياسية، ودوره في معارك الدبلوماسية المصرية، دوليا وعربيا.
أبوظبي والربيع العربي
وفي وقت سابق، قالت دراسة أوروبية إن النظام الحاكم في الإمارات استغل ثورات الربيع العربي منذ انطلاقها عام 2011 لسحق أي معارضة داخلية.
وذكرت دراسة أصدرها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، أن الإمارات استخدمت بين عامي 2011 و2013 حجة الثورات العربية لتبرير القمع الوحشي واسع النطاق لحركة المعارضة المحلية الصغيرة المرتبطة بالإصلاح.
وأبرزت الدراسة تورط الإمارات بشكل رئيسي في قيادة الثورات المضادة لثورات الربيع العربي خشية على مستقبل نظامها المستبد.
وذكرت الإمارات بررت دعمها للانقلاب على الرئيس مصر السابق محمد مرسي باعتبارها مسألة تتعلق بالأمن القومي وذلك من خلال رسم الروابط بين جماعة الإخوان المسلمين ومطالب الإصلاح في الدولة.
بموازاة ذلك سعت الإمارات لإعادة تسمية نفسها كقوة حديثة ورائدة عربية عبر حملات دعائية للتغطية على انتهاكاتها بحسب الدراسة.
إذ صورت أبو ظبي حملتها لتعزيز “التسامح” – التي توصف بدقة أكثر بأنها “التعددية الدينية” – على أنها معارضة مباشرة لجبهة إسلامية تمثل تقليدًا طويلاً من الظلامية الدينية وذلك من خلال استضافة البابا فرانسيس وبناء كنيس ضخم في عام 2019، وللترويج لحرية المسيحية واليهودية في الإمارات.
وذكرت الدراسة أن الإمارات روجت لهذه الرسائل نفسها لعقد من الزمن من خلال جهود الضغط المكثفة في أوروبا والولايات المتحدة.
والشهر الماضي أبرزت منظمة العفو الدولية حدة القمع في دولة الإمارات وسحق المعارضة فيها ضمن حكم استبدادي.
وقالت العفو الدولية الربيع العربي عام 2011 تحول إلى شتاء طويل لدعاة التغيير من النشطاء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم سجناء الرأي.
وأشارت المنظمة إلى أن العشرات الذين عبروا عن آرائهم سلميًا والذين ناضلوا من أجل حقوق الإنسان الأساسية، يقضون فترات سجن طويلة تصل إلى السجن مدى الحياة في دول أبرزها الإمارات.
ولفتت إلى أنه في دول مجلس التعاون، يقبع ما لا يقل عن 52 سجين رأي خلف القضبان، مسجونون لمجرد ممارسة حقهم المشروع في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع وهم يضحون بسنوات من حياتهم بسبب دعوتهم إلى التغيير والإصلاح.
ولم يؤد سجنهم إلى إسكاتهم فحسب، بل امتدّ تأثيره المخيف بشكل فعّال في جميع أنحاء المنطقة، حيث لم يتبق سوى فسحة بسيطة، إن كان هناك أي فسحة على الإطلاق، لأيّ حرية تعبير.
وأبرزت المنظمة أن الإمارات – لجأت إلى قوانين غامضة الصياغة، وأحكام فضفاضة في قوانين العقوبات وقوانين الإجراءات الجنائية وجرائم الإنترنت وغيرها من القوانين لاحتجاز الأفراد ومحاكمتهم ومعاقبتهم.