قال جنرال إسرائيلي إن القبة الحديدية أثبتت عدم فعاليتها، وعجز في قدرتها على إيقاف صواريخ المقاومة الفلسطينية.
وذكر الجنرال يوسي لانغوتسكي أنه “يحظر على إسرائيل أن تعتمد فقط على نظام دفاع فعال يعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الاعتراضية، من أجل توفير استجابة فعالة للتهديدات الصاروخية، التي قد تلحق أضرارا بالغة بالحرب المستقبلية في الجبهة الداخلية، ومنشآتها الاستراتيجية وقوات الجيش ، وتشمل هذه التهديدات الطائرة وصواريخ وقذائف”.
وأضاف لانغوتسكي قائد الوحدة 81 للتكنولوجيا، في مقاله بصحيفة معاريف، أن “العناصر المعادية ذات الصلة بتهديد الجبهة الداخلية لإسرائيل هي حماس في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، وكذلك إيران في حالة اندلاع حرب كبرى، في حين أن القبة الحديدية لا توفر سوى رد جزئي قصير المدى مع “ثقوب”، وبكميات محدودة”.
وأكد أن “نظام القبة الحديدية له العديد من القيود، بما في ذلك نطاق الاعتراض الفعال للصاروخ قصير الاعتراض، لأنه في كثير من الحالات يتم الاعتراض فوق منطقة الاستهداف، وكذاك لديه قيود في اعتراض الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها على المديين المتوسط والبعيد، وغير قادرة على التعامل مع صواريخ العدو القابلة للمناورة والدقيقة، بحيث تبلغ تكلفة كل إطلاق صاروخ القبة الحديدية أكثر من مئة ألف دولار”.
وأوضح أنه “أحيانا يتم إطلاق صاروخين لاعتراض صاروخ فلسطيني واحد، ما يتطلب إعداد مخزون كاف لصواريخ منظومة القبة الحديدية، مع التهديد بمزيد من الصواريخ، وسيتطلب عدة مليارات من الدولارات، لذلك لن يتمكن الجيش من نشر عدد محدود فقط من الصواريخ التي ستكون كافية لتشغيل أنظمة القبة لفترة محدودة فقط، وسيستغرق إنتاج الصواريخ الجديدة فترة زمنية طويلة، وإلا ستفتقر خلالها الدولة للدفاع عن نفسها”.
وأشار إلى أنه “لا يمكن لإسرائيل بناء الدفاع الاستراتيجي على تقنية واحدة، مهما كانت جيدة، ومن البداية، كان على المؤسسة العسكرية أن تبني دفاع ضد هذا التهديد الاستراتيجي بالاستناد على تقنيتين مختلفتين على الأقل، لأنه لا يمكن إلا لمجموعة مدمجة من الليزر المحمول جوا وبرا أن تتصدى لهذه التهديدات بشكل فعال، بدلا من الشواهد التي تؤكد فشل المؤسسة العسكرية بتنفيذ حل ممتاز يحمي إسرائيل من تهديد أول صاروخ”.
وأضاف أن “هناك الكثير من الحقائق الموثقة التي تشهد على هذا الفشل الكبير، لأنه نتيجة سقوط صواريخ حزب الله على كريات شمونة عام 1996، ناشد رئيس الوزراء شيمون بيريس الرئيس الأمريكي بيل كلينتون تقديم المساعدة العاجلة للدفاع عن الجبهة الداخلية، ولذلك تم توقيع اتفاق تعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبموجبه تم تطوير نموذج أولي لنظام ليزر كيميائي”.
وأشار إلى أن “إسرائيل أضاعت فرصة الاستفادة من ثمار العمل لتطوير منظومة دفاعية مستقرة، وبعد أكثر من عشر سنوات على استثمار أكثر من 400 مليون دولار بالاشتراك مع الولايات المتحدة، لم يتم توضيح من المسؤول عن هذا القرار، رغم التهديد الذي تتعرض له إسرائيل، والسؤال هو: كيف لم تستغل إسرائيل هذه الفرصة لتجهيز نفسها بالنظام الدفاعي المعني، في حين أن تهديد الصواريخ في الشمال وغزة ما زال قائما”.
وأوضح أن “المعطيات التهديدية الواردة من مختلف الجبهات المحيطة بإسرائيل تبرز سخافة قرار وزارة الحرب بالانسحاب من مشروع تطوير المنظومات الدفاعية، بزعم أنها لن تقدم حلا للتهديد، وسيكون تنفيذه إفلاسا وطنيا، ناقلا عن موشيه آرنس وزير الحرب الأسبق في 2018، بعد عدة سنوات من الخبرة في تشغيل القبة الحديدية، بأنها ليست علاجا لهجوم بآلاف الصواريخ”.
وأشار إلى أن “الحروب الإسرائيلية على غزة منذ 2008-2009، وصولا إلى الحرب الأخيرة 2014، شهدت إخفاقات كبيرة في عدم التصدي للصواريخ الفلسطينية، ودفعنا أثمانها، وسندفع الكثير بسببها في المستقبل، بسبب أوجه القصور المتراكمة في هذه المنظومة، ما قد يحقق سيناريو الرعب بسبب الخطأ في النظام التشغيلي، وهو أمر مقلق للغاية”.
وختم بالقول إن “كل ذلك يتطلب من صانعي القرار الإسرائيلي على جميع المستويات الحكومية، ومجلس الأمن القومي، ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع، ووزارة الحرب، والجيش، التحذير والاستعداد بشكل مناسب لإحباط التهديد الاستراتيجي المتمثل بالصواريخ، خاصة في ظل عدم التكامل بين أنظمة القبة الحديدية والعصا السحرية والسهم، وإيجاد حل شامل لهذا التهديد بعيدا عن قصر النظر، والتجاهل غير المقبول”.
وأوضح أن “التهديد الصاروخي الهائل هو تهديد حقيقي وكارثة على إسرائيل، التي يجب أن تتحرك لمنعه ضمن خطة الطوارئ، لأن الظروف الحرجة السابقة أثبتت أن منظومة القبة الحديدية غير عملية في مواجهة بدائل الحلول الحركية، وغير مناسبة من الناحية التشغيلية”.