سعوديون يطالبون برحيل ابن سلمان ومحاكمته

418
ابن سلمان
ابن سلمان

أطلق ناشطون على موقع تويتر، حملة للمطالبة برحيل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومحاسبته على جرائمه التي تورط فيها منذ وصوله إلى سدة الحكم بالمملكة.

وعدد الناشطون عبر مشاركتهم في وسم الحملة “#مبس_ارحل”، الأسباب التي تدفعهم للمطالبة برحيل ابن سلمان ومنها قمعه للحقوق والحريات وتكميمه للأفواه وزج أصحاب الرأي والدعاة والأكاديمين في السجون والمعتقلات، وتوجيه القضاء لإصدار أحكام تعسفية.

وأشاروا إلى توريط ولي العهد المعروف في الإعلام الأجنبي باسم مختصر هو “مبس MBS”، المملكة في الحرب على اليمن التي بدأها منذ مارس/آذار 2015، واستنزفت موارد المملكة وتسببت في أكبر أزمة إنسانية باليمن.

كما تحدث الناشطون عن الأزمات السعودية الداخلية من ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وغيرها.

تحت عنوان “لقد حان أوان رحيله” كتبت المديرة التنفيذية لمنظمة “الديمقراطية الآن” للعالم العربي سارة لي ويتسن والعضو المؤسس لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض عبد الله العودة، مقالا أكدا فيه أن الوقت حان للاعتراف بأن دور ابن سلمان المستمر كمسؤول رفيع في الحكومة يمثل عائقا وخطرا على شعب المملكة.

وأوضحا في مقالهما أن الشعب السعودي يستحق أن يعيش في وطنه دون خوف من إسكاته أو احتجازه أو منعه من السفر أو طرده أو تعذيبه، أو حتى قتله لمجرد نزوة فرد مستبد همجي وغير سوي.

وأشار الكاتبان إلى أن إزالة هذا الخوف يعني إرساء حكم القانون في السعودية بمعايير ديمقراطية تمنح الشعب السعودي صوتا في انتخاب قادته واختيار سياسات حكومته والتخلص من القادة الذين يفشلون في تحقيق مصالح الشعب.

وبينا أن أفضل طريقة لاتخاذ خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه هي أن يتحد جميع السعوديين، من المعارضين إلى النخبة الملكية، ويدفعون هذا العائق الرئيس في البلاد محمد بن سلمان إلى التنحي عن المشهد للأبد.

وبدورها، قالت لينا الهذلول شقيقة الناشطة لجين المفرج عنها مؤخرا : “كل أكاذيبك مكشوفة.. خلاص #مبس_ارحل ورد لنا وطننا”.

وعدد ناشطون الأسباب التي تدفعهم للمطالبة برحيل ولي العهد السعودي. وذكر الناشط عمر عبد العزيز، من بينها “بطالة، غلاء، فقر، ضرايب، تضخم، أهان العلماء وشيوخ القبائل، تحرش بالنساء وعذبهن، أوقف خدمات العسكر وهدم بيوتهم، وغدا سيسرح ملايين الموظفين الحكوميين”.

وقالت الناشطة السياسية علياء أبو تايه الحويطي: “سيكتب التاريخ عن عصرك باختصار أيها المنشار: (فقر، سجن، تهجير، قتل، ترويع، إرهاب، نشر فساد، تبديد ثروة، اضطهاد، نسفت دستور البلاد واستعبدت العباد، من بعد أن كانت بلاد الحرمين هامة لا تقارن، سلمتها أقزاما يقودونها! استعديت العالم وشيطنت المسلمين وتريد أن تحكم الحرمين!”.

وكتبت أريج شقيقة الناشط الإغاثي المعتقل عبدالرحمن السدحان والذي حكم عليع بالسجن 20 عاماً ومثلها منع سفر : “ما جبت لنا إلا القمع والقهر والظلم”.

وسخر المغرد رضا قائلاً: “حمودي فشل في تنويع مصادر الدخل، تخفيض البطالة، إنهاء أزمة الإسكان، مشروع الإنتاج العسكري، مشاريع السياحة، مشروع الطاقة الشمسية، جذب استثمارات خارجية، إنهاء حرب اليمن وغيرها الكثير”.

وصعد ناشطون من مطالبهم بمحاسبة ابن سلمان ومحاكمته على جرائمه، وأبرزها تورطه في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، معلنين عدم اكتفائهم برحيله.

ورأى المغرد زهير الهناهي أن ابن سلمان يجب أن يحاكم لأنه انتهك حقوق الإنسان وأمر باعتقال الناشطين وقتل خاشقجي ولا يزال يمارس الظلم بكل عنجهية ووحشية ولا يزال مستمرا في قصف أطفال اليمن وارتكاب انتهاكات مخالفة لكل مواثيق حقوق الإنسان وهو سبب أساس في استمرار الحرب، وفق قوله.

واقتبس أحد المغردين تغريدة للمغرد أحمد بن راشد العبيد يدعو فيها لترحيل ابن سلمان، معقبا عليها بالقول: “محاسبته على سرقته قبل ترحيله يجب أن نسأل ولد العجمية من أين له المليارات حقه اليخت واللوحة.. موظف الدرجة السادسة يجب أن يسأل من أين لك هذا”.

ونشر مغرد آخر صورة لابن سلمان مكتوب عليها “نكبة 2030″، قائلاً: “الجميع في المملكة يعلم أنك لن تصل لمرحلة الملك وحتى الدائرة المحيطة بك تعتقد ذلك منذ اليوم الأول لولايتك للعهد، أما وقد فعلت ما فعلت فقد أيقن الجميع مدى خطورة غبائك على البلد وعزموا أمرهم على رشدهم وللرجال والنساء الصادقين قوة لن يحميك منها أحد من خلق الله”.

وأكد المغرد سعود، أن “حاجز الخوف انكسر، واليوم نتنفس حرية، والفأل بتمكيننا من محاكمة المجرم خاين الوطن مبس”.

وكتب د. محمد الدوسري: #محمد_بن_سلمان_عدو_السعودية لقد أنهك البلد في حرب اليمن وحول هذه الدولة الفقيرة لأكبر كارثة إنسانية في المجاعة والفقر

وقال الدوسري: جنودنا في الحد يحاربون وتزداد معاناتهم من الديون التي تثقل كاهلهم والسنوات الطويلة من الحرب، بينما هو على اليخت في المالديف ! #مبس_ارحل

ودون الكواكبي: الشعب يطالب برحيلك، الشعب لا يكل نحوك أي هيبة أو احترام أو محبة، وهذا بسب نتيجة تصرفاتك الغير طبيعية الأقرب إلى الجنون

وقال: مبس قاتل أيضا، وأدخلت البلد في حرب لم تحقق فيها ربع انتصار، ومشاكل اقتصادية وارتفاع في معدل البطالة، ياخي أنت ايش تبغى تعمل فينا أكثر ؟؟

وكان موقع (Middle East Monitor) الأمريكي قال إن ولي العهد محمد بن سلمان حاكم مستبد بغطاء إصلاحي مزعوم لا يمت للحقيقة بصلة.

وذكر الموقع أن ابن سلمان يحب الثقافة الأمريكية, مثل لعبة “Call of Duty” وتناول البرغر وماكدونالدز ومنتجات “آبل” لكنه في الوقت ذاته ينتهج نمط “الحكم” الصيني الذي يضمن وصول المستبد للعرش بأي ثمن.

وأبرز الموقع أنه بالنسبة للحكم فإن ابن سلمان “ينظر إلى الصين ويجد نموذجاً يمكنه أن يقف وراءه, نموذجاً يضمن مكانه على العرش والحفاظ على بيت آل سعود الحاكم”.

يدرك ابن سلمان أهمية إرضاء جمهوره الغربي. لهذا السبب وصف نفسه على المسرح العالمي بأنه شخصية تقدمية وعلمانية من داخل عائلة ملكية تقليدية محافظة ويمكن التنبؤ بها ولدعم هذه الصورة, قدم وسائل ترفيه أجنبية إلى الساحة المحلية السعودية بما في ذلك الحفلات الموسيقية والمسارح وحتى الأحداث الرياضية النسائية.

من الناحية الاقتصادية, قدم رؤية 2030 , وهي جهد استمر عقداً لتنويع وإصلاح اقتصاد البلاد المعتمد على النفط ومع ذلك, تتوقف محاولاته للإصلاح عند هذا الحد, إذ ينتهج القمع والاستبداد فقد طغت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الداخل والخارج على الإصلاحات الطفيفة.

شهد عهد ابن سلمان زيادة حادة في عدد أحكام الإعدام كسلاح سياسي ضد المنشقين والمعارضين في المملكة.

ويجد نشطاء حقوق الإنسان والمعارضون السياسيون وعلماء الدين وحتى أبرز أفراد النخبة الملكية أنفسهم مسجونين بشكل تعسفي بتهم مثل المنشورات “المثيرة للجدل” على تويتر أو دعم الإصلاحات الديمقراطية. إن مثل هذه التهم الموجهة إلى سجناء الرأي هؤلاء لا أساس لها من الصحة ومضحكة كما يجد الصحفيون والأكاديميون أنفسهم مختنقين وغير قادرين على التعبير عن أنفسهم.

يمتد طغيان ابن سلمان إلى ما وراء حدود المملكة في اليمن فعلى سبيل المثال, أعلنت الأمم المتحدة عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم, ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الحصار الذي تقوده السعودية والقصف المستمر.

تتنكر محاولات ابن سلمان لتحويل وتحرير الاقتصاد السعودي والمشهد الثقافي السعودي في صورة إصلاحات إيجابية وثورية لكنه لا يبذل مثل هذا الجهد لإصلاح وتحرير النظام السياسي في بلاده وبدلاً من ذلك تم خنق المجالات السياسية والاجتماعية للمملكة مستوحاة من نموذج الحكم للحزب الشيوعي الصيني.

في الواقع, يرى الحاكم السعودي الفعلي في الصين نظام الحزب الواحد المقترن باقتصاد مزدهر وحكم استبدادي بشكل متزايد.

في المملكة, يعمل على تكرار ذلك مع استمرار هيمنة العائلة المالكة على القطاعات السياسية والاقتصادية, إلى جانب محاولات إحياء الاقتصاد المتدهور, والأهم من ذلك, أنه يرى عرضاً فردياً بقيادة الرئيس شي جين بينغ.

في عام 2018, وافق البرلمان الصيني بالإجماع على إلغاء الحد من فترتين للرئاسة مما سمح فعليا لشي جين بينغ بالبقاء في السلطة مدى الحياة.

بشكل سيئ السمعة, خلال رحلة تجارية إلى بكين في عام 2019 أعلن ابن سلمان دعمه لـ “حق” الصين في فرض تدابير “مكافحة الإرهاب” و “إزالة التطرف”, في إشارة إلى احتجاز الحزب الشيوعي الصيني لنحو مليوني مسلم من الأويغور في معسكرات الاعتقال في شينجيانغ.

في نفس الرحلة, وقعت السعودية والصين 35 اتفاقية تعاون اقتصادي بقيمة 28 مليار دولار.

إن تعزيز تصميم ابن سلمان على تعزيز سلطته هو العلاقة الثنائية الغريبة بين الولايات المتحدة والسعودية والتي هي إلى حد كبير اتفاقية النفط مقابل الأمن.

يتطلع ابن سلمان إلى الغرب لضمان أمن عرشه وحماية آل سعود الحاكم. وفي الوقت نفسه, فإنه يحاكي حكم منافس أمريكا المهيمن هي الصين, علاوة على ذلك, لم تشجع الولايات المتحدة على الإطلاق الإصلاح السياسي داخل المملكة.

ولسوء الحظ, تعتقد واشنطن أن مصالحها أكثر أماناً في ظل الاستبداد منها في ظل الحكم الديمقراطي بحسب الموقع الأمريكي.

لقد تعززت مكانة الولايات المتحدة كشريك أمني رئيسي للسعودية على مدى عقود فقط, وكان آخرها بيع إدارة دونالد ترامب لأسلحة تزيد قيمتها عن 450 مليار دولار إلى النظام الملكي السعودي.

إن صفقات الأسلحة التي تحطم الرقم القياسي واتفاقيات الدفاع واتفاقية النفط مقابل الأمن الممتدة لعقود من الزمن تعني فقط أن ولي العهد السعودي يمكنه الاستمرار في إساءة استخدام منصبه كعملاق نفطي على المسرح الدولي, وعرض وجوه مختلفة لكل من الحلفاء والشركاء.

من الضروري أن يبرز فجر جديد في التعبير عن عدم الرضا الأمريكي عن سلوك ابن سلمان الاستبدادي, لذلك يجب على الإدارات الأمريكية أن تقبل أن مصالحها الوطنية أقل أماناً مع أمثال ابن سلمان, وأنه في الواقع, يجب على حلفاء أمريكا أن يعكسوا قيم أمريكا, وليس قيم منافسيها.