قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) الأمريكية إن خرق إيران التزاماتها تجاه الغرب بموجب الاتفاق النووي -خاصة مسألة إنتاج معدن اليورانيوم الذي يدخل في تصنيع الأسلحة النووية- يثير تساؤلات بشأن إصرار طهران التأكيد في كل مرة على أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة من هذا النوع.
وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد كشف في 10 فبراير/شباط الماضي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة -أي بعد إعلان السلطات الإيرانية وقف السماح لمفتشي الوكالة بدخول منشآتها النووية- أن طهران بدأت في إنتاج معدن اليورانيوم، وهو مادة حيوية لتصنيع الأسلحة النووية.
وقد أثارت الخطوة الإيرانية -التي جاءت للضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لرفع العقوبات التي فرضها سلفه دونالد ترامب على طهران، ودفع واشنطن للانضمام مجددا للاتفاق النووي الذي انسحبت منه في مايو/أيار 2018- “قلق” المسؤولين الغربيين بشأن ما إذا كانت إيران بصدد استئناف أنشطتها من أجل تصنيع سلاح نووي، خاصة بالنظر إلى الفائدة المدنية المحدودة لمعدن اليورانيوم.
كما اتخذت طهران في يناير/كانون الثاني الماضي واحدة من أكبر خطواتها حتى الآن خرقا للاتفاق النووي الموقع عام 2015 -بحسب الصحيفة- حيث أعلنت بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20%، وهو تجاوز لأحد الخطوط الحمراء التي حددتها سابقا القوى الأوروبية التي لا تزال طرفا في الاتفاق.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن السلطات الإيرانية راكمت منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق مخزونا من اليورانيوم منخفض التخصيب يبلغ 2968 كيلوغراما، أي أكثر بـ14 ضعفا من الكمية المسموح بها بموجب الاتفاق، وفقا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية صادر في فبراير/شباط الماضي.
آراء خبراء
ويعتقد خبراء أن أقصى درجة نقاء للمخزون الحالي هي 20%، لكن إذا تم تخصيبه لدرجة كافية تسمح بإنتاج سلاح نووي (أي 90%) فإن إيران ستمتلك حينئذ مواد كافية لصنع 3 أسلحة نووية. لكن هؤلاء الخبراء مختلفون بشأن المدة التي ستستغرقها إيران لإنتاج سلاح من هذا النوع، ويرى بعض المسؤولين الغربيين أن الأمر سيتطلب من طهران سنتين إلى 3 سنوات لإنتاج رأس حربي نووي دون أي تدخل خارجي.
في المقابل، يعتقد آخرون مثل ديفيد أولبرايت مفتش الأسلحة السابق رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن أن إيران يمكن أن تجري اختبارا نوويا في غضون 9 أشهر، وأن تصنع سلاحا نوويا أساسيا خلال عام، وتثبت رأسا حربيا على صاروخ باليستي بعد ذلك بسنتين.
لكن نقطة التساؤل الكبرى -تختم الصحيفة- تبقى معرفة إلى أي حد سمحت أنشطة طهران النووية السابقة لها بإتقان بناء وتركيب رأس نووي على صاروخ باليستي، حيث أظهرت عملية استخباراتية إسرائيلية عام 2018 استهدفت أرشيف إيران النووي أن طهران احتفظت بالكثير من خبرتها في مجال الأسلحة النووية من برنامج تسلحها السابق.