محاولة جديدة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحسين سمعته المشوهة، وهذه المرة عن طريق تصوير نفسه بانه المدافع عن البيئة والطبيعة.
في بحث عن دور ريادي يثبت به شرعيته ويضمن لنفسه مكانه بين قادة العالم اطلق ولي العهد السعودي الغر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتي تهدف حسبما اعلن اعلامه الرسمي، بالشراكة مع دول المنطقة، الى زراعة 50 مليار شجرة كأكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
وكان ولي العهد قد كشف سابقا عن برنامج يهدف لزراعة عشرة مليارات شجرة بالسعودية خلال العقود القادمة فضلا عن التعاون مع دول عربية أخرى لزراعة 40 مليار شجرة أخرى لخفض انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي. وهو جزءا من رؤية 2030 لخفض اعتماد بلاده على عائدات النفط وتحسين جودة الحياة حسب زعمه.
ويبدو انه ولي العهد السعودي قلق حقا على البيئة وهو ما يكشفه الغارات الجوية المكثفة على اليمن فهل هذه الصواريخ صديقة للبيئة ام هي صواريخ ورقية لا تقتل الاطفال ولا تشرد الاسر ولا تهدم المنازل، ام ان دعم السعودية للجماعات الارهابية في بلاد عده منها سوريا يهدف لاطلاق حمام السلام في تلك البلاد بدلا من تخريبها، ام انه يساعد على تخفيض التعداد السكاني عن طريق قتل المعارضين؟!.
الحقيقة ان المشاريع والاصلاحات المزعومة سواء داخليا او خارجيا التي يدعو ويسوق لها بن سلمان لا تطال ابدا الملف السياسي، فلا زال نظام الحكم بيد العائلة المالكة، كما تراجعت حقوق الإنسان في السعودية، خصوصا الحق في حرية التعبير بشكل مهول، وتمّ اعتقال الكثير من النشطاء دون محاكمات، لمجرد أن رفضوا تأييد نهج بن سلمان.
ويسعى بن سلمان لتبرئة نفسه من خلال انشاء قطاع الترفيه والترويج للمشاريع الغير اقتصادية وبذلك تكون مبادرة الشرق الاوسط الاخضر خطوةٌ يأمل منها تلميع صورته، وربما إخفاء عدد كبير من القضايا والتجاوزات التي يُتّهم بها بحسب المنظمات الحقوقية.
كما انه من الواضح بأن السعودية تحاول الترويج لمكانتها كوجهة عالمية من أجل غسل سمعتها السيئة عالميا بسبب انتهاكاتها الحقوقية والتي كان أبرزها اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول عام 2018.
مع سقوط ترامب علاقات بن سلمان في منعطف غير مريح
ويرى بعض المحللون ان تلك الخطوة ترجع لادراك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة دخلت منعطفا “غير مريح” مع انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومجيء جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وهو ويسعى لتحسين صورته لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، واستعاده بعض النفوذ الذي خسرته بلاده في أعقاب اتهامات صريحة له بالمسؤولية المباشرة عن اغتيال جمال خاشقجي، وتوقيف المعارضين والناشطين والمفكرين، والحرب في اليمن.
وبغض النظر عن الدافع وراء هذه القرارات، فأن الإصلاحات السعودية هي اصلاحات وهمية،كما ان اي مبادرات تطلقها لاتنفذ على ارض الواقع ولا تهدف لمصلحة احد سوى حرف النظر عن جرائم بن سلمان التي وصلت اصداؤها للقاصي والداني.
نحو 1.5 مليار دولار استثمرتها السعودية “لغسل سمعتها”
كشفت منظمة “غرانت ليبرتي” لحقوق الإنسان، أن السعودية استثمرت نحو 1.5 مليار دولار من أجل “غسيل سمعتها” والتغطية على سجل انتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية أن هذه الأموال استثمرت لاستضافة ودعم أحداث رياضية عالمية، مشيرة إلى أن السلطات المختصة في السعودية وقعت صفقة مع هيئة الفورملا1 وتبلغ قيمتها 650 مليون دولار على مدى عشر سنوات.
ورأت “غرانت ليبرتي” أن حجم الاستثمارات الهائل للمملكة العربية السعودية في تلك الأحداث هو ضمن ما بات يعرف بـ”الغسيل الرياضي” أو “التبييض الرياضي” بهدف “تحسين سمعة السعودية في مجال حقوق الإنسان”، والترويج لها كوجهة سياحية عالمية رائدة.
وقالت منظمة “غرانت ليبرتي” إن الأرقام المبلغ عنها للصفقات جرى رصدها من خلال تحليل العقود التي وقعتها منظمات ومؤسسات حكومية، ولا تتضمن أي اتفاقيات وقعها أو أنجزها أفراد العائلة المالكة، مشيرة إلى أن “هذا يعني أن المبالغ التي أنفقت على الغسيل الرياضي قد تكون أكبر بكثير من مليار ونصف المليار دولار”.