صُدمت السعودية وهي تتعرض للهجوم الأول من اليمن، فلاذت بالسياسة الأنكار هروباً من الأسئلة وعلى أمل ان تعيد ماتسقطه الطائرات والصواريخ من الهيبة والسمعة ولتتمكن من مصادر الهجوم وتبعد الخطر.
تقدير خاطئ جداً كانت تقترفهُ الرياض ضمن خطوط متشابكه من الأخطاء جرتها الى الحرب في اليمـن، أضافت اليها بيانات تقارير متقربة ومتشددة بان مصادر الصواريخ والطائرات المسيرة تم تدميرها، في حين أن ما يحصل كان مغايراً.
الاستهداف الصاروخي اليمـني تمدد في العمق السعودي بينما انكمشت الادعاءات وغير تحالف العدوان متحدثاً جديداً لم يكرر الحتم والحسم عشرات المرات.
وبعد عاماً من الحرائق والخسائر وفشل الدفاعات الجوية السعودية رغم حداثتها، اضطرت الرياض للاعتراف بمرارة بان ما تتعرضهُ ليس مقذوفات وطراطيع بالهجة الدارجة بل صواريخ تحرق وتدمر وتعكس خسائر وتداعيات واحراجاً امام الراي العام الداخلي والخارجي، لكنها ركبت موجة التهريب وادعاءات اخرى لكسر الانظار لاخفاقها العسكري في اليمن ليس هجوماً بل دفاعاً.
الصناعات العسكرية اليمنية مع تصاعدها وتطورها تشكل احراجاً أكبر للتحالف السعودي الأمريكي وتزيل الشكل باليقين للراي العام العربي الدولي والاقليمي وتؤكد مجدداً الغرق السعودي الامريكي في اليمن، علاوةً على ان لا تفتح مخاوف عديدة من تصاعد الهجمات كماً ونوعاً ودقةً
وبمروحية تغطي مساحة السعودية وجيرانها وما هو ابعد مسافة وهي معادلة لم تكن ثمة حسابات لها وتخلق وضع سياسي وعسكري مختلف عن العقود الماضية بدأت تنعكس من تبدل المطامع والرغبات السعودية والامريكية الى مخاوف من مستقبل اليمن المستقل والمتحرر بقدرات عسكرية عالية وتوجه سياسي مناهض واسناد شعبي واسع.
وهي ضروف تمنح الدولة لحجز مكاناً ثقيلا في توازنات القوة في المنطقة.