“ينبغي أن تتوقف هذه الحرب.” هذه الكلمات للرئيس جو بايدن حول الحرب المريع في اليمن مرحب بها لكن النطق بها أسهل من ترجمتها إلى فعل.. ذلك ما أكد عليه صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها, مشددة على أنه ينبغي أن يتركز اهتمام الغرب الآن في جلب الاستقرار إلى اليمن وإطلاق عملية سياسية قابلة للاستمرار.
وأضافت الصحيفة :” تقول الأمم المتحدة إن اليمن سيواجه أسوأ مجاعة شهدها العالم على مدى عقود، ما لم يتمكن المانحون من إيجاد 3.85 مليار دولار (ما يعادل 2.8 مليار جنيه إسترليني) الأسبوع القادم. ينبغي على الدول الغنية التقدم. تقول أوكسفام إن الوعود الحالية لا تصل إلى المستوى الذي يلبي احتياجات البلد المتزايدة. وإذا لم يتم إطفاء الحرائق في اليمن، فسوف تستمر في الاشتعال وتجبر مزيدا من الناس على النزوح والتشرد، ولسوف تعم الفوضى أرجاء البلاد”
وطالبت الغارديان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفع من أجل إصدار قرار جديد عن مجلس الأمن، كبديل للقرار الحالي الذي يتصور حدوث أمر غير واقعي، يتمثل في حكومة ( المرتزقة ) تمارس صلاحياتها من داخل فندق سعودي, كما طالبت بمغادرة جميع القوات الأجنبية من اليمن, وأكدت أن المطلوب هو عملية تفاوضية تشتمل على أصوات محلية تمثل جميع الأطراف.
الصحيفة “الغارديان”أشارت الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تعتبره المخابرات الأمريكية مشاركا في جريمة القتل المريعة التي راح ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي, وأكدت انه ومعه حاكم الإمارات محمد بن زايد هما من أعلنا الحرب على اليمن، ثم شغلا الغرب وموسكو فيما بينهما لضمان تمرير قرار لمجلس الأمن يوفر لهما الغطاء للمضي قدما في ارتكاب المذابح، ثم احتلا أجزاء مهمة استراتيجية من أراضي اليمن.
ونبهت الصحيفة الى ان فريق بايدن مطالب بتصويب الخطأ؛ بوصفهم جزءا من إدارة أوباما، لأنهم وفروا غطاء عسكريا ولوجستيا ودبلوماسيا للحملة التي يشنها السعوديون والإماراتيون على اليمن.
واختتمت صحيفة الغارديان بالقول؛ إنه “ما فتئت المكونات المتعددة والمنوعة للمجتمع في اليمن قادرة على التوصل إلى تسويات فيما بينها. ليس بوسع السيد بايدن حل مشاكل اليمن، ولكن بإمكانه، بل ويتوجب عليه، أن يلم شمل اليمنيين حتى يقوموا هم بحل مشاكل بلدهم”.