كلمة “مومياء” يمنية الأصل.. أسرار التحنيط ومراحله عند اليمنيين القدامى

1532
كلمة "مومياء" يمنية الأصل.. أسرار التحنيط ومراحله عند اليمنيين القدامى
كلمة "مومياء" يمنية الأصل.. أسرار التحنيط ومراحله عند اليمنيين القدامى

عرف اليمنيون القدماء التحنيط منذ وقت مبكر قديم وهم من الشعوب الأوائل في العالم الذين عرفوا أسرار هذا الفن العلمي الطبي الإنساني العظيم والعريق. وهناك دولتان في المنطقة العربية عرفت التحنيط وهم اليمن ومصر وقد وجد في اليمن العديد من المومياوات في العديد من المناطق منها محافظة صنعاء ومحافظة المحويت وذمار والجوف وشبام الغراس وكوكبان وغيرها وقد مارس اليمنيون القدماء التحنيط.

كما وجدت معظم المومياوات اليمنية ملفوفة بالكتان داخل أكياس جلدية بعضها في حالة قرفصاء في مقابر صخرية في مناطق وعرة من الجبال وتعد اليمن من أفضل الدول عالمياً في إستخدام أفضل طرق التحنيط ومصر وتشيلي كذلك وكان اليمنيون يستخدمون في عملية التحنيط الزبيب ودهن الجمل و بعض أوراق النباتات حسب إفادة البروفيسور ألن فرومانت مدير مجموعة متاحف الإنسان بباريس وكبير خبراء البعثة الفرنسية التي زارت اليمن في مارس 2009م.

وأيضا من مواد التحنيط اليمنية المشتقة من النباتات والمواد المتوفرة والموجودة في الأراضي اليمنية و هذه النباتات والمواد الرئيسية في عملية التحنيط وهي: اللبان والبخور والمر والصمغ العربي والراء والصبر والقار والزفت والزنك والراتنجات وهي تشبه اللبان ومادة “الحنوط” وهي مادة عبارة عن تركيب مجموعة من المواد مثل الصندل والحناء والعنبر ومن كلمة مادة الحنوط التي تعني التحنيط جاء إسمها وأي مادة الميمياء أي (المومياء) وتعنى (الجثة المحنطة) وهي معروفة لدى أهل اليمن منذ وقت مبكر وقديم ويسمونها باللهجة الدارجة الميمياء وهي مادة عضوية تستعمل لأغراض طبية تشبه القار وكما تستخدم أيضا كمطهر للجروح وقاطعة للنزف في تحنيط الجثث.

وقد أثبت المعمل المختص في فلوريدا أن هناك بعض المواد التي إستعملت في تحنيط المومياوات اليمنية هذه المادة المشهورة جدا في اليمن والمعروفة لدى عامة الناس وإستعمال لفظ (ميمياء) على المستوى الشعبي وإستخدامها كمادة طبية منذ زمن طويل في عملية تحنيط موتاهم وأصل الكلمة (Mummy مومياء) هي في الأصل يمنية قديمة وهي مشتقة ومأخوذة من لفظ إسم مادة الميمياء المتداولة شعبيا حتى اليوم في اليمن.

يقول الباحث اليمني الأستاذ عبدالكريم الياجوري إكتشف مكونات مادة التحنيط وحصل على براءة إختراع في ذلك يقول: مادة التحنيط التي كان يستخدمها اليمنيون تتكون من 42 عنصراً منها الكبريت والكالسيوم والبروتين والانثيوتيك والزنك وغيرها وهي نفس المواد التي كان يستعملها المصريون القدامى وهذه المواد المكونة لمادة التحنيط موجودة بشكل عام في اليمن.

وقد أظهرت النتائج النهائية للمسوحات الأثرية الميدانية التي نفذتها الهيئة العامة للآثار بمحافظة المحويت على خمس مراحل إكتشاف 200 مقبرة صخرية تحتوي على موميأت محنطة يرجع تاريخها إلى مراحل متقدمة جدا من فترات ما قبل الميلاد ومرحلة العصر الحجري القديم وبينت الإكتشافات عن رقي حضاري وثقافي كبير في مناطق الجبال المسنمة و الهضبة اليمنية الوسطى والتي تقع في نطاقها محافظة المحويت هذه المقابر حفرت على شكل فتحات مستطيلة في أعالي الجبال الشاهقة وتفتح إلى الداخل بشكل أوسع وهي بهيئة غرفة واحدة وأحيانا إثنتين أو أكثر حسب إحتواء المقبرة الصخرية للجثث المدفونة فيها سواء لأفراد أو جماعات أو عائلات.

وأشار الياجوري إلى أن أبعاد هذه المقابر تصل أحيانا إلى 2,5 متر في 3 متر، فيما يصل إرتفاعها إلى 1,5 متر – 2 متر و إستاعها إلى 1 – 1,20 متر وحفرت في جدرانها الداخلية كوات توضع فيها الأثاث الجنائزي والذي يضم الأدوات والأواني الفخارية والحربية للمتوفين وهي موضوعة بإسلوب فني مميز يضمن بقائها أعواما ودهورا طويلة.

ولفت الياجوري أن هذه المقابرالصخرية وجدت في مناطق مختلفة من مديريات شبام كوكبان والمحويت والرجم وملحان وحفاش وبني سعد والطويلة وجميعها تعود لمراحل ما قبل الميلاد بآلاف السنيين ومن هذه المكتشفات النادرة إكتشاف مقتنيات آثرية نادرة في مديرة بني سعد يزيد عددها عن ألف قطعة آثرية لمراحل قديمة من العصر الحجري القديم والذي يعود تاريخه إلى ما قبل 300 ألف سنة قبل الميلاد.