مقالات مشابهة

عدن.. بين تكتيكات أبو ظبي الخبيثة وجلافة الرياض

مشتبه من يعتقد أن التعزيزات السعودية للسيطرة على مدينة عدن تنم عن خلافات مع الامارات بالمعنى التقليدي، لأنه لا يمكن الحديث عن وجود مصالح صرفة للسعودية أو الامارات في المحافظات المحتلة وفي مقدمتها هذه المدينة اليمنية الساحلية الاستثنائية في موقعها الجغرافي وطبيعتها التي خلقها الله عليها لتكون واحدة من اهم موانئ العالم.

النظامان السعودي والاماراتي ليسا الا وكلاء ومنفذين لأجندة تخص من اوجدهم ونعني هنا الاستعمار الغربي وتحديداً بريطانيا ثم أمريكا واخيراً ثالث الاثافي كيان العدو الإسرائيلي.

أخيرا, تناقلت وسائل اعلام مرتزقة العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي السعودي الاماراتي عن وصول تعزيزات جديدة لتامين حكومتهم في قصر المعاشيق وبعض المواقع في مدينة عدن ومنها قلعة صيرة القريبة في البحر من مكان تواجد حكومة الرياض وأبوظبي الشرعية كما يطلقون عليها خشية من إعادة سيطرة المجلس الانتقالي على المدينة وانهاء وجود هذه الحكومة التي لأسباب تكتيكية آنية يريدها المحتل السعودي أن تبقى وفقاً لمتطلبات أجندته التي تعطيه دوراً لدى الأطراف التابعة لهم.

لاسيما المستجد الأهم إسرائيل وقطع الطريق على الاستفراد الاماراتي بالهيمنة على هذه المحافظة التي يعتقدون أنها باتت تحت السيطرة ولن يبقى الا من يبتلع الجزء الأكبر منها ليكون له الحظوة عند سيده الأمريكي والصهيوني.

يبدو أن التحركات السعودية في عدن ومحيطها لم تقتصر على تجنيد مرتزقة جدد والتعزيز بالأسلحة والمدرعات بل تجاوزت الى إيجاد جيشها المتمثل في العناصر التكفيرية الوهابية الإرهابية, وهذا يفسر إعادة نشرها للمعاهد السلفية في عدن والمحافظات المحيطة بها لاسيما محافظة لحج والمناطق الساحلية المطلة على الممر المائي ومضيق باب المندب. ومن خلال هذا ربما فطنت الى انها محتاجة الى قوات عقائدية وهابية تطيعها باعتبارها هي الموثوقة والمجربة لتحقيق أهداف النظام السعودي التدميرية بالمنطقة العربية والإسلامية.

لا ندري الى أي مدى صحة المعلومات حول سيطرة ما يسمى باللواء الرئاسي على قلعة صيرة وربما لا يكون الحديث عن تمركز هذا اللواء في هذه القلعة التاريخية الا غطاء لتواجد قوات سعودية وأدوات مؤدلجة وهابية لتامين السيطرة السعودية على بحر وبر عدن ليصبح للنظام السعودي اليد العليا في إدارة الأدوات وفرض ادارتها على المدينة والمحافظات المحتلة بحيث يكون لها اليد العليا.

وهذا لن يحصل لأن المشغلين الرئيسيين للسعودية والامارات يفضلون تكتيكات أبو ظبي الخبيثة على جلافة التصرفات الحمقاء للسعودية في عدوانها على اليمن والذي فشل ويوشك أن يهزم بعد ستة أعوام من الحرب العدوانية القذرة والحصار على الشعب اليمني الذي آن اوانه لوضع حد لكل هذا.

وهنا, نأتي الى ضرورة انتقال المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة من الحالات المطلبية الى الثورة الشعبية العارمة لطرد الغزاة والمحتلين لتتكامل الثورة الوطنية التحررية في اليمن كله ضد الاحتلال والهيمنة والوصاية الخارجية, وبدون ذلك ستستمر الأمور في هذه المحافظات من سيء الى أسوأ وهذا لن يستمر.