قامت الدنيا ولم تقعد حين انهمرت القذائف الإرهابية مستهدفة مطار عدن حال وصول “حكومة الفنادق”، في رسالات عديدة شملت الداخل والخارج وتلاعبت بنتيجة تواجد شخصيات “حكومة الفنادق” في “قصر المعاشيق” بعدن، وأوضحت المشهد المرعب التي تعاني منه المحافظات الجنوبية، والتي تتواجد فيها الأنظمة الإرهابية، التي تحركها دول العدوان لاثارة الصراع بين مرتزقتها في الداخل والخارج.
فبعد التفجير حمي وطيس ابواق العدوان، وبُثت البرامج المباشرة، لتستضيف شخصيات محسوبة على تحالف العدوان، فاحد الضيوف قد دق ناقوس القلق، وأخر وجه أصبع الاتهام “للحوثيين” حد قوله!! أما توكل كرمان فقد وجهت الإتهام لدويلة الإمارات التي تتحرك من خلف ستار الإنتقالي والذي هو الأخر يشعر بالحساسية من تواجد المحسوبين على “الشرعية” المحسوبة على “الرياض”.
يمكنا القول بانه قد رجع الجمل بما حمل، وتمت العملية بنجاح، أما عن التغطية الإعلامية لأبواق العدوان؛ ليست إلا مواصلة لتمثيل المشهد المسرحي لا غير، كما بامكاننا تفصيل خطوات الحادثة بشكل دقيق.
فـقبل الإنطلاق من فنادق الرياض إلى مطار عدن قد تم رسم المخطط وحكومة الفنادق لديهم إشعار مسبق بما سيحدث، حيث ولم يصب احدا منهم بأي أذى، ولهذه دلالات تحسب عليهم، فـ العدو أصبح يحرك الأوراق بشكل متعاقب، بينما مرتزقة العدوان هم المطية الوحيدة لتحقيق الاهداف، حيث تم استخدمهم كمنديل ناعم لاعاده الورقة السياسية إلى واجهة الصراع.
ومن ثم استخدمهم كخشبة خشنة لاعادة الصراع العسكري بين الإنتقالي وقوات الشرعية إلى الواجهة من جديد.. وهذا ما يريدونه.
هكذا أصبحت عدن غير أمنة وصالحة لتواجد “حكومة الفنادق” لذلك فالمكان المناسب لهم هي العودة إلى الفنادق، لياكلون ويشربون وينامون!! بينما القوات “السعوإمارتية” هي من ستقوم بالمهام الخاصة بالحكومة بـدلا عنهم، حيث بامكنهم أن يصولوا ويجولوا في أرجاء المحافظة بكل راحة وحرية، بينما الطرف الأخر مستهدف!! وهذا ما نقلوه ودجنوا به الرآي العام.
حتى وإن كانت الفرضيات غير دقيقة، وكانت الجريمة هي حرب بين الإنتقالي وحماة الشرعية والوية حماة الجمهورية، فالمصلحة قد صبت في المجرى الخاص بـ العدو لـتمدده في المنطقة دون أي مسألة، وإلا لماذا لم يُصب احد من المحسوبين على حكومة الفنادق باي أذى؟!
فهذه الخطوة هي ذاتها لعبة النار، وهي ورقة جديدة لاحتدام الصراع في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية القابعة لسيطرة الاحتلال، لكن مرتزقة حكومة الفنادق لم يحسبوا حساب مابعد الحادثة والتي ستنفي وجودهم من المحافظة بشكل عام كـ “حكومة”، ومن جانب أخر.. قد أرادت قوى العدوان أن تقدم هذه الحكومة بانها حكومة غير مرغوب بها، وإن القوى الإرهابية التي اصبحت تشغل حيزا من الفراغ في المحافظات الجنوبية لن تترك هؤلاء المرتزقة وشأنهم.
ولعل قوى العدوان اصبحوا يتفقون مع التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش” أكثر من “حكومة الفنادق” والذين اصبحت تحركاتهم الخادمة والداعمة لتحالف العدوان، كلها تحت الضغط ولا رغبة فيها.. خاصة وقد أصبحوا في أنظار العالم مجرد “روبوت الكتروني” يعمل قيد نظام تنفيذ الأوامر فقط.
________
إكرام المحاقري