المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    محلية الصنع.. القوات اليمنية تزيح الستار عن ثلاث “قناصات” وتهديها لقناصي غزة

    أزاحت القوات اليمنية، اليوم السبت، الستار عن ثلاث “قنّاصات...

    ابتزاز النساء.. أحدث طرق بن سلمان وبن زايد لخنق حرية الرأي والتعبير

    المشهد اليمني الأول/

    في صفعة جديدة لقادة الخليج المستبدين، قامت المذيعة بقناة الجزيرة “غادة عويس”، الأربعاء، برفع دعوى قضائية في المحاكم الأمريكية ضد ولي العهد السعودي بن سلمان ونظيره الإماراتي وعدد من المسؤولين الآخرين بزعم استهدافها في عملية اختراق وتسريب.

    وفي دعواها التي رُفعت في المنطقة الجنوبية لفلوريدا، قالت عويس إن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، إلى جانب مجموعة أخرى من المسؤولين السعوديين والإماراتيين والمواطنين الأمريكيين اشتركوا في عملية تجسس على حياتها الشخصية كان الهدف منها تقويض مسيرتها الصحفية وذلك انتقاماً منها بسبب التقارير النقدية التي نشرتها عويس ضد حكومتي السعودية والإمارات.

    وجاء في الدعوى، التي ضمت نحو 20 متهماً، أنهم تعاونوا واشتركوا في عملية اختراق وتسريب لمعلومات وصور شخصية لعويس، كنوع من الابتزاز لمساومتها على التراجع عن نشر مزيد من المعلومات التي تفضح انتهاكات وممارسات المسؤولين السعوديين والإماراتيين.

    من بين المتهمين في الدعوى المُشار إليها شارون كولينز المقيم في فلوريدا وحسام الجندي، اللذين زُعم أنهما متورطان فيما وصفته المحكمة بـ “أعمال مؤذية” ضد عويس، بما في ذلك نشر معلومات مسروقة من هاتف عويس، والاشتراك في “مؤامرة” أحيكت ضد الصحفية.

    ومن الجدير بالذكر أن المتهمين في قضية عويس هم نفس المتهمين الذين رُفعت ضدهم دعوى بزعم اشتراكهم في ممارسات مشابهة ساهمت بصورة أساسية في جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي التي نفذت بصورة وحشية في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

    وزعمت عويس في وثيقة المحكمة، التي رفعتها نيابة عنها شركة المحاماة ماركوس نيمان راشباوم وبينيرو، أن السلطات السعودية بدأت في الانتباه إليها بعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، وذلك بسبب نشرها المستمر عن ملف هذه القضية وحديثها عن ضرورة معاقبة المسؤولين.

    كما وصفت وثيقة المحكمة استهداف حكومتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لعويس بأنه “هجوم متعمد يهدف إلى تدمير سمعتها وحياتها الشخصية ومسيرتها المهنية”.

    وكتبت عويس عن الهجوم في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق من هذا العام، يشرح بالتفصيل عملية قرصنة برعاية الجهات سالفة الذكر، نجحت في سرقة صور شخصية لعويس بملابس السباحة من هاتفها، وفبركتها كي تبدو عارية، ومن ثم نشرها على تويتر.

    وأشارت عويس إلى أن بعض تلك الصور المزيفة أعيد تغريدها أكثر من 40 ألف مرة في غضون ساعات، وأن معظم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي أعادت التغريد، تم الكشف أنها ذات صلة بولي عهد المملكة العربية السعودية بن سلمان  وولي عهد الإمارات العربية المتحدة، وعدد من كبار المسؤولين المقربين منهما.

    وأضافت عويس “على الرغم من أنني كنت هدفًا لهذا الهجوم الأخير – لأنني أقدم بلا شك تقارير انتقادية عن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – فإنني لم أكن الهدف الوحيد من هذا الهجوم… الرسالة في الأساس موجهة إلى الصحفيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط: لا تنتقد ولي العهد… خاصة وأن الكثير من الصحفيين تم استهدافهم من قبل لذات الأسباب وبذات الكيفية”.

    في حواره مع صحيفة “The Hill”، قال دان راشباوم، أحد أعضاء فريق الدفاع في القضية، إن الهدف الرئيسي لعويس من رفعها هذه القضية، هو تسليط الضوء على كيفية استهداف الصحفيين من قبل هؤلاء المسؤولين في تلك البلدان، مضيفاً أن القضية تشتمل على أهداف أخرى، أولها محاسبة هؤلاء الأشخاص، و”توعية الجمهور في العالم عموماً وفي الولايات المتحدة خصوصاً بما تفعله هذه الأنظمة”.

    وأشار راشباوم إلى أنه هو وفريقه يخططون لمتابعة القضية “بقوة” في فلوريدا، مشددًا على أن “بعض الأنشطة الأكثر فظاعة قد حدثت هنا… ما فعلوه أساسًا هو أنهم شاركوا الآن في جعل المواطنين الأمريكيين يستخدمون بشكل أساسي وسائل التواصل الاجتماعي لمضايقة وإساءة معاملة أفراد مثل عويس”.

    من الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء في البلاد، بارتكاب مخالفات في المحكمة.

    في وقت سابق يوم الأربعاء، ذكرت وكالة رويترز أن محامي ولي العهد بن سلمان طلب من محكمة أمريكية إسقاط دعوى رفعها ضده سعد الجبري- مسؤول سابق في المخابرات السعودية، والتي تزعم أن ولي العهد أرسل “فرقة اغتيال” إلى كندا عام 2018 في محاولة فاشلة.

    كما اتُهم ولي العهد  بن سلمان باختراق هاتف جيف بيزوس الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، وبحسب الخبراء، فإن حادث القرصنة تم انتقاماً من حملة الانتقادات التي قادتها صحيفة واشنطن بوست التي يمتلكها بيزوس ضد السعودية وولي العهد في أعقاب حادث مقتل خاشقجي الذي كان أحد كتابها.

    إضافة إلى ما سبق، قامت خطيبة خاشقجي أيضاً برفع دعوى في المحكمة الجزئية الأمريكية في مقاطعة كولومبيا في أكتوبر / تشرين الأول، حيث زعمت الدعوى أن ولي العهد السعودي و28 شخصًا آخر خططوا لقتل خاشقجي بعد اختراق هواتف شركائه والتعرف على أنشطته المؤيدة للديمقراطية والمدافعة عن حقوق الإنسان.

    spot_imgspot_img