في ذكرى إستقلال الجنوب.. من الإستعمار للإستحمار.. ومابعدهما هوية إيمانية خالدة

523
الإستعمار للإستحمار
الإستعمار للإستحمار
المشهد اليمني الأول/  “خاص”

في يوم 30 نوفمبر 1967م وبعد 129 عام من الإستعمار البريطاني، وفي مطار عدن الدولي ومن على سلم طائرة الوفد المفاوض ظهر رئيس الوفد قحطان الشعبي وأعضاء الوفد عبد الفتاح إسماعيل وفيصل عبد اللطيف وإخرون، ومعهم وثيقة إستقلال جمهورية اليمن الشعبية الجنوبية، بالتوازي مع إنزال علم الإستعمار ورفع علم الهوية اليمنية الوطنية للجنوب ورحيل آخر جندي “دي مورجان” من أرض الأحرار وبرع برع يا استعمار الخ..

حينها كان الخطاب الثوري التحرري السائد هو يساري قومي متاثر بثورات “ماوتسي تونغ” بالصين أو ماركس ولينين الإتحاد السوفيتي السابق، والتي أطاحت بالرئيس قحطان الشعبي في زمن إرتماء الشمال في أحضان الوصاية السعودية وهزيمة العرب في يونيو 1967م ودورات العنف تعصف بالرفاق جنوباً.

ومن بين الركام كانت دائماً وابداً تنبثق الإرادة الوطنية اليمنية الواحدة رغماً عن الشرق والغرب والإقليم السعودي المعادي، فتم اغتيال وحدة إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي “سالمين” 11 أكتوبر 1977م، وتم خنق وحدة عبد الفتاح إسماعيل الجوفي وعلي عبد الله صالح إبريل 1980م، وقتلت وحدة علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح يوليو 1994م بشعار الوحدة أو الموت وجحافل القوات الموالية لشرعية صالح بفتاوى قوى الردة والانفصال.

وكذلك من بين ركام العنف والتشظي أوشكت الإرادة اليمنية في مؤتمر حوار موفمبيك إلى إنجاز توافق واتفاق بين الأخوة الأعداء فشن عدوان مارس 2015م من أمريكا وبلسان العدو السعودي، وكان ماكان بقوى وعصابات عنصرية مناطقية تشطيرية، جنوباً تردد معزوفة الإستعمار البريطاني بالجنوب العربي والفيدرالية وبالضابط السعودي والإماراتي والسلاطين الجدد فكان حقاً استحمار بالبعران والبعرة والبعير.

ندم بعد فوات الاوان

ندم شائع هادي على قتله الرئيس سالم ربيع علي وهو متجه للمنفى جمهورية إثيوبيا الإشتراكية، كمخرج لتلافي عزل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد حادثة اغتيال رئيس الشمال أحمد حسين الغشمي، بحقيبة مفخخة مرسلة من الجنوب للشمال حيث عُلقت عضوية اليمن الجنوبي في جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي يلوح باعتبار نظام الجنوب إرهابي فكانت توصية السوفيت بتصفية سالمين من المشهد السياسي كمخرج، فكانت التصفية من الحياة الدنيا للشهداء الحمدي وسالمين من الشرق والغرب معا وكذلك ندم علي عنتر على تحالفه مع علي ناصر محمد ضد الرئيس عبد الفتاح إسماعيل وبالورقة العنصرية شمالي – جنوبي.

فكان الإنتقال إلى عنصرية جنوبي – جنوبي التي أجهضها علي عنتر باعادة العدو الشقيق “فتاح” من المنفى وبالواحدية اليمنية سقط عنتر وفتاح شهداء برصاص الغدر 13 يناير 1986م، واعتدل نظام الجنوب وترنح وشيع في يوليو 1994م وكانت رصاصة الرحمة في بيان الحزب الإشتراكي الرسمي المؤيد للعدوان الذي صنع واقع على ميدان الجنوب بالإستحمار الإماراتي والسعودي.

فقال السفير البريطاني: ان المجلس الإنتقالي يمثل شرعية الجنوب العربي، وهو مفهوم بريطانيا الإستعمار بسلاطين القرن العشرين وذكرى الاستقلال لم تعد كذلك بالإستحمار الجديد عشية ذكرى الاستقلال 30نوفمبر 2020م.

مابين ندم الامس واليوم.. هناك فرق

بالأمس ندم شائع وعنتر وحياتهم كانت الثمن للتصويب والتصحيح بالواحدية اليمنية واليوم نرى ندم يكاد يكون مماثل ولكن اقوى من الماضي بالهوية الإيمانية كسياج قوي ومتين سينتحر عليه أعداء الماضي والحاضر والمستقبل.

واقع حال الخوان عشية الذكرى، يحتفل الخوان بظل أعلام الإستحمار والسلاطين الجدد ورايات التكفير وخطاب كراهية ممزقة للنسيج الاجتماعي اليمني بالسياسة والدين والوطنية والقومية كذلك بضل خيانة التطبيع لقيادة العدوان فندم النادمون وفي صنعاء اليمن الإحتفال بالذكرى بدين الرحمة العالمين، الذي لايتغير بالأعمار والتقلبات والسنون حتى يقضي الله أمر كان مفعولاً.

الرجال مواقف

نعم الرجال مواقف بالعنوان العام فأمريكا واليهود وبن سعود أعداء، والرئيس عبد الفتاح إسماعيل الجوفي أيد ثورة الإمام الخميني فبراير 1979م فتدفق النفط الإيراني إلى مصافي عدن وتحسن الإقتصاد جنوباً وكذلك الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد بالوقوف مع ثورات المستضعفين ضد الإستكبار العالمي ومن يدور في فلكهم.

في الذكرى الثالثة والخمسين لإستقلال ثرى جنوب اليمن نتذكر الثوار والثورة والتي لا ولم ولن تكون في أحضان الإستعمار ولا حتى الإستحمار، ومالم يحققه الإستعمار في 129عام، لن يحققه الإستحمار في زمن أكثر أو أقل.. فالإراداة اليمنية تصنع المستحيل فما بال البعض بالهوية الإيمانية اليمانية.. المجد والخلود لكل ثوار وثورات اليمن الخالدة ضد الإستعمار وامريكا واليهود ومن دار في فلكهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي