المشهد اليمني الأول/
تعيش المحافظات الجنوبية من الوطن فوضى أمنية ووضعاً كارثياً على مختلف الأصعدة الخدمية والأمنية والصحية وغيرها خاصة مدينة عدن التي كانت مدينة للبخور الذي يفوح من شوارعها وأزقتها حيث أصبحت اليوم مدينة منكوبة تتقيأ الموت وتختنق بلهاثها ونحيب سكانها، فالمسميات كثيرة التي تبعثر كيان عدن ، بعد أن استوطنها الاحتلال وأدواته والانفلات والأوبئة والاغتيالات، واستباحوا حرمتها وقدسيتها، وحولوها إلى مدينة للاغتيالات والموت.
الفوضى الأمنية التي تشهدها عدن والمحافظات الجنوبية بسبب قوى الاحتلال تنسج خيوطها بشكل يومي، جراء غياب أبسط المعايير المطلوبة لتواجد سلطات الدولة، وفي ظل حضور واسع للمليشيات المتناحرة متعددة الولاءات، بالإضافة إلى عناصر تنظيمي القاعدة وداعش إحدى أدوات تحالف العدوان والحرب على اليمن
فجرائم الاغتيالات التي تمارسها قوى العدوان في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي هي واحدة من أسوأ جرائم الاحتلال في مدينة عدن المحتلة، حيث كشفت حجم الفوضى التي وصلت إليها تلك المحافظات مع تصاعد وتيرة الصراعات بين أدوات الاحتلال، ما أدى ذلك إلى انتشار الخوف والرعب في أوساط المواطنين.
وتشهد المحافظات المحتلة انفلاتاً أمنياً غير مسبوق واغتيالات وحالة شديدة من الفوضى التي تعيشها دون توقف، حيث انتشر الرعب والخوف وإقلاق السكينة العامة وانتهاك الحقوق والحرمات وقتل النفس المحرمة واعتقال المدنيين العزل ومداهمة منازلهم وغيرها من الجرائم.
عدن تحكمها العصابات
يتنوع سجل دولة الإمارات الأسود، وبارونات الدم فيها، الذين اتخذوا منها دار إقامة لتنفيذ مشروعهم العبثي والتشطيري في اليمن، الممزوج بالسلوك العنفواني العابر للحدود والذي سعت الإمارات من ورائه الى جر عدن إلى مربع الفوضى، عبر رفع مؤشر الاغتيالات التي ترفع من منسوب المناطقية والتحريض، لترسيخ نفوذها وتقليص نفوذ الرياض العسكري الذي بدأ في التنامي خلال الفترة الأخيرة.
عباءة مزيفة
وبرزت أولى جرائم الاغتيالات واختطاف واغتصاب النساء والفتيات في مدينة عدن، مع سيطرة قوات الاحتلال الإماراتي على المدينة، منذ أغسطس 2015م، التي اتخذت من شعارات الإنسانية عباءة لتغطية جرائمها، ودغدغة عواطف المواطنين، والعزف على احتياجاتهم المعيشية.
ورصدت منسقية مناصرة ضحايا الاغتيالات في عدن، عدد 200 جريمة اغتيال طالت خطباء وأئمة المساجد وشخصيات أمنية وعسكرية حتى 2019م.
ووثقت تقارير حقوقية حدوث أكثر من 500 عملية اختطاف واغتصاب للفتيات في عدن، ممن تقل أعمارهن عن 20 عاما، دون الحالات المعلنة التي تزيد عن 109 حتى نهاية 2018م، عن طريق شبكة من مليشيات “الانتقالي”، وإهدائهن كسلع رخيصة للضباط الإماراتيين..
الفوضى الأمنية
كما برزت الفوضى الأمنية والجرائم المنظمة، في المحافظات الجنوبية من قبل الاحتلال ومليشياته ، حيث يعمل الاحتلال على محاولة افراغ تلك المناطق من المؤثرين السياسيين والعسكريين والأمنيين، لصالح توجهات تتماشى مع مساعيه لنهب الثروات واستغلال الموارد البشرية من أبناء المحافظات الجنوبية وتحويلهم لمجرد مليشيات يقتاتون على الفتات ويتقاتلون في ما بينهم، وفق صراع المصالح الإماراتي -السعودي.
جرائم متنوعة
وتتواصل عمليات الاغتيالات والقتل والتفجيرات والصراعات في المحافظات الجنوبية شهرا بعد آخر منذ دخول قوات الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي إليها قبل ست سنوات، حيث تشهد هذه المحافظات بشكل شبه يومي جرائم متنوعة للاحتلال تقوم بها أدواته في الميدان كالقاعدة وداعش والمرتزقة،
كما تستمر الصراعات بين مرتزقة العدوان في وقت يستكمل الاحتلال مؤامراته ضد اليمن بتسليم المدن الجنوبية رسميا لعناصر القاعدة وداعش ونهب الثروات النفطية والمعدنية وتدمير البنية التحتية للدولة يقابل ذلك نقص في خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والرواتب ومتطلبات المعيشة للمواطن التي طالما كان يعد بها الاحتلال أبناء عدن والجنوب.
فشل أمني
وفي ظل الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظات الجنوبية ، انتشرت عصابات ترويج المخدرات والحشيش بشكل مخيف والذي يعد أحد ملفات الفوضى الأمنية والذي انتشر في ظل سيطرة قوى العدوان.
وتوكد الكثير من المصادر أن الحشيش والحبوب المخدرة انتشرت بشكل كبير في أوساط شباب عدن، الأمر الذي زاد من معدل جرائم القتل والاغتصابات والخطف والانفلات الأمني وإقلاق السكينة العامة.
يأتي ذلك وسط انتشار عصابات المخدرات والحشيش في عدن، في ظل فشل الحملات الأمنية المتتالية لمكافحة المخدرات ، واتهامات متبادلة بتواطؤ قيادات امنيه ومسؤولين مع هذه العصابات، التي تعمل مع قوى على إدارة هذا الملف الذي يعد جزءاً من ملفات الفوضى الأمنية الذي تدعمها الإمارات.
سنوات مرعبة
ومنذ ذلك الوقت وحتى اللحظة لا تزال مدينة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية تعيش حالة انفلات امني وفوضى عارمة منذ سيطرة قوى العدوان وحلفائها عليها أمنياً وعسكرياً، حيث تعيش فصولاً مرعبة مع حوادث الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من الأشخاص، وظلت شبحاً يلاحق أعداداً غير قليلة من الضباط والقيادات المحلية والشخصيات الاجتماعية،
بما في ذلك خطباء وأئمة المساجد والدعاة على نحوٍ خاصٍ، لتبدأ التحقيقات المسربة أخيراً بالكشف عن معلومات خطيرة، تشير بالاسم والتفاصيل الدقيقة إلى جانب من الجرائم المنظّمة التي مارستها أبوظبي والرياض في اليمن، عبر أذرعهما الانفصالية المحلية، بعدما كشفت تقارير سابقة عن استئجار مرتزقة من “القتلة” الدوليين لتنفيذ اغتيالات في البلاد.
المصدر: صحيفة الثورة