هآرتس الإسرائيلية: أمريكا تصادق على جرائم الاحتلال بعد زيارة مايك بومبيو لمستوطنة بسغوت

442
هآرتس الإسرائيلية: أمريكا تصادق على جرائم الاحتلال
هآرتس الإسرائيلية: أمريكا تصادق على جرائم الاحتلال
المشهد اليمني الأول/

سلطت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، الضوء على الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للأراضي المحتلة، والتي سيقوم خلالها بزيارة مستوطنة “بسغوت”، ليؤكد مصادقة الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب على جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

وقالت الصحيفة هآرتس في مقال للصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، بعنوان “كأس من نبيذ بسغوت في صحة بومبيو”: “هيا نرفع كأسا من نبيذ بسغوت (مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة) في صحة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي من شأنه أن يصل هذا الأسبوع في زيارة لمصنع النبيذ”.

ونوهت هآرتس إلى أن “نبيذ بومبيو سبق وبيع في هذا المصنع منذ سنة؛ كدليل على تصريحه بأن مشروع الاستيطان لا ينتهك القانون الدولي”، مضيفا أنه “لو كان بومبيو وزيرا للخارجية في منتصف القرن العشرين، لحل ضيفا بسرور على مصنع النبيذ “لنغهام” في جنوب أفريقيا، ولرفع كأس “شيراز” في صحة مستضيفيه، وهو يقول؛ الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، هو أسلوب عادل لا يعارض القانون الدولي”.

وأوضحت هآرتس أن “بومبيو الآن سينهي منصبه برحلة لمصنع نبيذ السرقة في قلب مقاطعة أبرتهايد أخرى، وعملية تبييض المستوطنات ستتدهور لنقطة حضيض دولية أخرى، وبدلا من دبلوماسيين أمريكيين لا تطأ أقدامهم ما وراء الخط الأخضر، سنستقبل بومبيو في بسغوت”.

ولفتت الصحيفة، إلى أنه “لا يوجد شيء مثل زيارة في مصنع نبيذ “بسغوت”، الذي انتقل مؤخرا إلى “شاعر بنيامين”، الذي يعود لأرباب رأس مال يهود من فلوريدا، لتأدية التحية للأبرتهايد الإسرائيلي”، مضيفة بلغة ساخرة: “بصحتك يا وزير الخارجية، اشرب من هذا النبيذ المسروق الذي يحمل اسمك، ولأنك تأتي هنا من باريس، ستميز الفرق في المستويات بين النبيذ الفرنسي ونبيذ المستوطنين”.

وتابعت هآرتس: “مشهور مثل رئيسه في مشاعر عدالته، سيأتي بومبيو لمستوطنة الجريمة، التي يوجد في مركزها مصنع النبيذ من أجل التماهي مع السارقين، ويبصق في وجه ضحاياهم، وسيلتقي مع مدير عام مصنع النبيذ يعقوب بيرغ، الذي سيتحدث معه بروح المستوطن العادي، في حين بومبيو لن يسمع كلمة عن الأخوات من عائلة قرعان”، وهي عائلة فلسطينية تتعرض باستمرار لاعتداءات المستوطنين في “بسغوت”.

وذكرت “هآرتس”، أن المستوطن بيرغ، أقام “بصورة بربرية ضيعته الخاصة شبه التوسكانية، التي تضم بركة سباحة وكراجا للسيارات التي يجمعها الهواة، على أرض تلك العائلة”، منوهة إلى أن “الكروم المحيطة التي كتب عليها لوحات موقع مصنع النبيذ، مغروسة في أراضي حورية قرعان وفلسطينيين آخرين”.

وقالت الصحيفة: “هكذا سيحظى عمل نهب من أكثر الأعمال حقارة في تاريخ الصهيونية، الذي بدأ بهذه السرقة، منذ أيامه الأولى، بتمجيد الإدارة واعترافها به”.

وتأتي زيارة بومبيو المترقبة لـ”مستوطنة الجريمة”، في الوقت الذي “تتلعثم فيه أوروبا حول خطوة صغيرة مضحكة من أجل وسم منتجات المستوطنات، في حين تأتي أمريكا المغادرة لتقول لإسرائيل “جريمتك آتت أكلها”، وزعيمة العالم الحر تعترف بها، الإدارة القادمة صحيح أنها لن تزور مصنع النبيذ في “بسغوت” ولن تتذوق نبيذه، لكنها لن تحرك ساكنا للضغط على إسرائيل كي تعيد تلك الأراضي إلى أصحابها”.

وذكرت أن “بومبيو لن يرى أي شيء، فمضيفوه سيخدعونه بإنكارهم ودعايتهم الكاذبة المستمرة، سيسمع عن التوراة وعن أمن المستوطنين، ولن يسمع أي شيء عن أمن أبناء البلاد الفلسطينيين الذين حياتهم تتعرض لخطر أكبر، أو عن مصدر معارضتهم العادلة للاحتلال، سيسمع الكثير من الرواد الجدد، الذين يقوم متطوعون إفنغلستيون من بلاده بمساعدتهم في قطف العنب، ولن يسمع أي شيء عن أشجار الزيتون المقطوعة والمحروقة الموجودة حوله”.

وتابعت: “هو لن يسمع عن الخطف الليلي لأبرياء من قبل الجيش الإسرائيلي أو عن الاعتقالات السياسية والاعتقالات بدون محاكمة، أو عن القمع والوحشية للاستبداد العسكري الذي يسيطر على المنطقة التي تحيط بمصنع النبيذ، حتى لو أنه سمع، فإن هناك شكا كبيرا في أن تمس هذه الأمور قلبه”.

ورأت الصحيفة هآرتس أن “إدارة ترامب لم تهتم في أي يوم بالضعفاء، ولحسن الحظ، هذه الإدارة توجد الآن في مرحلة الغروب، وأهمية بومبيو هي مثل أهمية إوزة ميتة، مع ذلك، زيارة بومبيو في بسغوت ستنقش في الذاكرة”.

وقدرت أنه “لن يكون هناك حرج من مصنع نبيذ يوجد على أراض مسروقة، طالما أن سمك السلمون المرقط الذي يتم تقديمه معه ممتاز”، متسائلة: “ما هو الفرق بين من يزور مصنعا لمستوطنين ومن يسلح ويمول إسرائيل لتدافع عن هذا المصنع وعن كل مشروع النهب الذي يقع حوله؟”.