المشهد اليمني الأول/
شهدت عدن خلال الساعات الماضية تحركات لقوات الفار هادي والانتقالي في مؤشر على بدء الطرفان معركة كسر “العظم” للسيطرة على المدينة المفترض تسليمها للقوات السعودية.
وكشف المجلس الانتقالي تحركاته العسكرية والامنية في المدينة في محاولة لمنع اية اختلالات قد تسقط سلطته القصيرة التي تمتد لعام.
وبينما التقى عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي المتحجز في الرياض، بقائد القوات المشتركة لتحالف العدوان، مطلق الازيمع، زار احمد بن بريك رئيس الادارة الذاتية للمجلس مقر قادة القوات السعودية في عدن في الوقت الذي ترأس فيه المحافظ احمد لملس اجتماع طارئ لما تسمى بـ”اللجنة الأمنية.
تأتي هذه التحركات على واقع دعوات خصومه في حكومة الفار هادي لتظاهرات مليونية في المدينة، تنديدا بانقطاع الكهرباء ونصرة الجنود والضباط الجنوبيين المعتصمين أمام معسكر القوات السعودية بالبريقة، حيث توفى طيار حربي برتبة عقيد يدعى عبدالعزيز الصبيحي ويرابط منذ اكثر من شهرين في خيمة اعتصام للمطالبة براتبه التقاعدي.
وابرز الداعين للتظاهرات صالح الجبواني، وزير النقل المستقيل، وعادل الحسني القيادي فيما تسمى بـ”المقاومة الجنوبية” وهي تأتي ضمن ترتيبات كبيرة قد تشمل الحراك الجنوبي الذي يعد لحوار بين التيارات الجنوبية بغية سحب بساط الانتقالي الذي يواجه غضب شعبي جراء تدهور الخدمات مع تولي القيادي فيه احمد لملس لإدارة شؤون المحافظة.
وبينما يحاول الفار هادي اسقاط ابرز معاقل الانتقالي سلميا بتغذية الغضب الشعبي الناقم على انقطاع الكهرباء، يحاول الانتقالي ايضا استغلال الوضع الراهن لاجراء تغيرات قد تجتث هادي وسلطته، حيث كشفت مصادر محلية عن فرار مدراء عموم ومدراء مديريات إلى العاصمة المصرية بالتزامن مع تحركات لتغيرهم من قبل الانتقالي الذي يعد كشوفات لتوطين اتباعه.
في السياق، دعا محافظ الانتقالي اهالي عدن إلى الصبر والتحلي بالأمل مشيرا إلى ان سلطته ستضرب بيد من حديد ضد من وصفهم بناشري “الفوضى” في تهديد للمتظاهرين.
ويأتي هذا الحراك على واقع تعثر المفاوضات السياسية التي ترعاها السعودية منذ اغسطس من العام الماضي وهو ما ينذر بحسب مراقبين إلى احتمال انفجار الوضع بين الطرفين.