المشهد اليمني الأول/
تتزايد أطماع الإحتلال الإماراتي في الأراضي اليمنية إلى حد بات يجاهر بها على أعين ومسامع اليمنيين قبل العرب والغرب, وبالأخص جزيرة سقطرى التي دأبت الإمارات منذ أشهر على تحويلها إلى مستوطنة تابعة لها.
هذه المطامع تجاوز الجهر بها في الآونة الأخيرة حدود الحديث عبر وسائل الإعلام الإماراتية عن «تنمية الجزيرة وتأمينها والاستثمار في ثرواتها»، ليبلغ حد المطالبة باستفتاء سكان الجزيرة على الانضمام إلى الإمارات أو البقاء داخل اليمن، وفق ما دعا إليه باحثون إماراتيون عبر قناة «سكاي نيوز».
وقاحة يبدو واضحاً أن النظام الإماراتي يسعى من خلالها إلى جعل سيطرته على الجزيرة أمراً واقعاً لا مناص منه، والتوطئة لمنع التباحث بشأنها على طاولة أي مفاوضات مستقبلية.
وخاصة بعدما تمكنت أبو ظبي، على وقع العدوان والحصار الجائرين على اليمن، من تثبيت موطئ قدم لها في سقطرى، تحت ستار قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وخضوع اليمن للفصل السابع، وبذريعة عدم تحول هذا البلد إلى منطقة تهدد أمن العالم.
بعد بدء العدوان على اليمن عام 2015، سيطرت الإمارات على سقطرى بعد أن أعلنت أن الفارهادي كان قد «منحها» لها لمدة مئة عام ودون مقابل وكأنه يمنح أرضاً هي من ملكه الخاص.
ومنذ ذلك الحين بدأت المعلومات تتسرب حول أعمال عبث ونهب تتعرض لها الجزيرة, حيث سرق النظام الإماراتي النباتات والطيور والحيوانات النادرة على مستوى العالم ونقلها إلى الحدائق الإماراتية, وباع أراضي واسعة في إحدى محميات الجزيرة لمندوب «مؤسسة خليفة»، كما عمد إلى تجنيس وإغراء اليمنيين بترك جزيرتهم والعمل في الإمارات، بهدف إفراغها من سكانها.
وصول وفد إماراتي إسرائيلي الى الجزيرة
كشف مصدر يمني، بأن وفدا أجنبيا مجهول الهوية، وصل إلى جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي قبالة خليج عدن، على متن طائرة إماراتية تابعة لشركة “رويال” قبل أسابيع.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ”عربي21″ مشترطا عدم كشف اسمه، أن أربعة أشخاص أجانب وصلوا على متن الطائرة الإماراتية إلى الجزيرة بمزاعم “التدريب”.
وأكد المصدر اليمني من داخل سقطرى أنهم “قاموا بعمل دورة في مركز خاص بالإماراتيين بسقطرى”.
وبحسب المصدر، فإن المجموعة دخلت إلى أراضي سقطرى، دون أي تأشيرات، ولم يعرضوا جوازاتهم على مسؤول في “الجوازات” في مطار الجزيرة، ودخلوا بطريقة مباشرة على مرأى من الأجهزة الأمنية العاملة في المطار.
وأوضح المصدر أن المجموعة احتفلت ليلة إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات و”إسرائيل”، على ساحل نوجد الرملي، برفقة نساء أجنبيات في منطقة تقع تحت سيطرة قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا.
قواعد وغرف مراقبة
من جانبه، أفاد حاكم محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، “رمزي محروس”، بقيام الإحتلال الإماراتي بإنشاء قواعد وغرف مراقبة في جبال الجزيرة.
وقال محروس في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر” الأحد: “كنا نقاوم ونصرخ من البداية في وجه المشاريع الناعمة والقليل من أدرك ذلك، في إشارة إلى المشاريع الإماراتية في سقطرى”.
وأضاف: اليوم ها هي تتكشف تلك الحقائق بإنشاء قواعد وغرف مراقبة في جبال مهمة في سقطرى الحبيبة.
وتابع: “مؤلم جدا، أن ترى موطنك يتهالك أمام عينيك، وأنت صامت، لا تستطيع عمل شيء”.
في سياق متصل، أكد موقع “ساوث فرونت”، الذي يديره فريق من الخبراء، ويركز على قضايا العلاقات الدولية والنزاعات المسلحة والأزمات، إضافة إلى تحليل العمليات العسكرية، والموقف العسكري للقوى العالمية الكبرى، نقلا عن مصادر عربية وفرنسية، أن “الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في جزيرة سقطرى”.
وأوضحت المصادر أن “وفدا ضم ضباطا إماراتيين وإسرائيليين، قاموا بزيارة الجزيرة مؤخرا، وفحصوا عدة مواقع؛ بهدف إنشاء مرافق استخبارية”.
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، تسيطر قوات تابعة للمجلس الانتقالي، المدعوم من أبوظبي، على محافظة سقطرى، بعد اجتياحها بقوة السلاح وطردها لقوات الفار هادي.
سرقة شجرة دم الأخوين وتدمير البيئة
كشف موقع “ميدل ايست مونيتور” سرقة الإمارات أشجار “دم الأخوين” من جزيرة سقطرى اليمنية ونقلها إلى أبوظبي.
وتُظهر صور ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أشجار “دم الأخوين” المهددة بالانقراض تزين مدخل منزل رجل إماراتي، مؤكدا أن مصدرها سقطرى.
وتظهر صور أخرى أن الأشجار زرعت في الأماكن العامة في دبي.
ويرى اليمنيون أن عقدة النقص في دولة الإمارات لعدم وجود أي تاريخ وحضارة خاصة بها، تدفعها لسرقة ما تستطيع من حضارة اليمن القديمة.
وينظر السكان المحليون في سقطرى إلى الإمارات كقوة محتلة، ويتهمونها بعمليات نهب وسرقة للطيور النادرة والشعاب المرجانية وأشجار “دم الأخوين”.
ومن المعروف ان أشجار دم الاخوين التي تعتبر ايقونة الجزيرة، المعروفة محلياً أيضاً باسم “عرهيب” لديها مجموعة واسعة من الاستخدامات الطبية، والتي اشار اليها القدماء باسم “سينابار” وتم استخدامها منذ ما قبل 60 سنة قبل الميلاد. حسب الموقع.
كشف تقرير لباحث أجنبي متخصص في شؤون البيئة عن حجم الضرر الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال الإماراتي بتدميرها التراث الانساني والتنوع الطبيعي لجزيرة سقطرى، بعد أن شيدت المباني الخرسانية فيها وحولت معظم مساحاتها السياحية والطبيعة إلى قواعد وثكنات عسكرية.
وقال الكاتب المختص في شؤون البيئة فابيو بالوكو، في تقرير نشرته مجلة الاقتصاد الإيطالية المستقلة “Altreconomia”، يوم أمس الأول، إن قوات الاحتلال الإماراتي قامت بتدمير قرابة خمس عشرة منطقة في جزيرة سقطرى، بعد أن حولتها إلى ثكنات عسكرية.
وأضاف التقرير أن احتلال القوات الإمارتية والأجنبية للأرخبيل ومسارعتها لتشييد وإنشاء المباني الخرسانية والثكنات العسكرية في قلب الجزيرة وعدد من مناطقها، جاءت بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من تحالف العدوان العالمي الذي تقوده السعودية لتدمير اليمن ولاحتلال موانئه العالمية وجزره الطبيعية ومنافذه البحرية الاستراتيجية منذُ مارس 2015.
وأشار الكاتب إلى أنه منذُ ذلك الحين لم يعد بالإمكان الوصول إلى جزيرة سقطرى، وأصبحت في الواقع مغلقة أمام السياح.
وقال الباحث أن الجنة (سقطرى) التي يقارنها علماء الطبيعة بجزيرة غالاباغوس الإسبانية أصبحت في خطر شديد بسبب أعمال التدمير الذي تتعرض له منذ العدوان على اليمن.
يأتي ذلك التدمير بالتزامن مع تدشين حملات عالمية أطلقتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، بالتعاون مع منظمة أصدقاء سقطرى، لتنظيم سلسلة من فعاليات التوعية حول العالم لرفع مستوى الوعي بالتراث الطبيعي والثقافي الغني والمتميز في سقطرى.
وبحسب البيان فإن المنظمة أكدت أن الحملة ستستمر حتى نهاية ديسمبر من العام الجاري 2019، وستقوم خلالها المتاحف الكبرى والحدائق النباتية والمعاهد الأكاديمية وغيرها من المنظمات في معظم أنحاء العالم بتنظيم فعاليات ومعارض صور عن الجزيرة.
الأهمية العسكرية لسقطرى
نظرا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لسقطرى، حرصت الإمارات، منذ بدء الحرب في اليمن قبل أكثر من خمسة أعوام، على بسط نفوذها هناك.
وأرسلت الإمارات، في 2018، قواتا تابعة لها إلى الجزيرة، من دون تنسيق مع الحكومة، فاعترضت الأخيرة بشدة، ورحل رئيس الوزراء حينها، أحمد عبيد بن دغر، مع وزراء ومسؤولين إلى الجزيرة، رافضين مغادرتها قبل رحيل القوات الإماراتية، ما جعل السعودية تتدخل للوساطة بين الإمارات والحكومة، بعد توتر كبير في العلاقات.
وفي مايو/ أيار 2018، انتهت الأزمة بين الطرفين بوساطة سعودية تم بموجبها إخراج القوات الإماراتية من الجزيرة، ودخول قوات سعودية إليها بتنسيق مع الحكومة، وهي ما زالت موجودة، ولا يُعرف عددها بشكل دقيق.
وقال علي الذهب، باحث يمني في الشؤون العسكرية، للأناضول، إن “سقطرى تكتسب أهمية حيوية، كونها تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط دول الخليج العربي إلى خارج المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية عموما”.
وأضاف: “هذا الموقع الاستراتيجي لسقطرى، يُمكِّن السفن من الرسو فيها، مع ما توفره طبيعة سواحلها المتعرجة من حماية للسفن من الرياح العاتية”.
وتابع: “هناك إمكانية لاستغلال الجزيرة عسكريًّا، بأن يُتخذ منها قاعدة عسكرية متقدمة، للدفاع الاستراتيجي عن اليمن والجزيرة العربية والخليج العربي والقرن الإفريقي”.
وأوضح أن “الموقع الاستراتيجي للجزيرة يلبِّي طموحا عسكريّا لمن يسيطر عليها، لما يمكن أن تقدمه القواعد التي قد تقام على مثل هذه الجزيرة من تسهيلات للتدخل العسكري في دول بالمنطقة، لا سيما المضطربة منها”.
وذكر أن “الإمارات ليست وحدها في سقطرى، فهناك أيضا نفوذ عسكري سعودي، وما يجري من إرباك في الحرب وتشتيت الأوراق وإضعاف الحكومة الشرعية، كله يهدف إلى تفتيت اليمن والحصول على مكاسب، منها هذه الجزيرة”.
وأردف الذهب أن “وجود قاعدة عسكرية إماراتية في سقطرى يمكن أن يشكل توأمة لقواعد عسكرية موجودة في المحيط الهندي، فلدى الإمارات طموح عسكري استراتيجي، لكنها تدور في إطار الممكن والمسموح لها من الدول الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية، لأن أهدافها مختلطة ومشتركة مع بعض وتخدم المصالح المتبادلة بينهما”.
وصول سفينة عسكرية الى جزيرة سقطرى
نقل مصدر محلي يمني أن سفينة إماراتية جديدة وصلت إلى ميناء سقطرى يوم الجمعة الخاضع لسيطرة قوات المجلس الانتقالي المدعوم من الإحتلال الإماراتي.
وكشفت مصادر إعلامية عن حقيقية الحمولة التي كانت تقلها سفينة الإحتلال الإماراتي لجزيرة سقطرى يوم الجمعة والتي صرح بها مصدر تابع لحكومة المرتزقة.
ويتوقع أن تكون السفينة محملة بالأسلحة والعتاد الخاص بالإعداد والتجهيز للقاعدة العسكرية المزمع إنشائها بتعاون إماراتي إسرائيلي.
وكان مصدر قد كشف لقناة الجزيرة، الجمعة، أن سقطرى أصبحت تحت سيطرة الإحتلال الإماراتي بشكل كامل ولا يُعرف ما يحدث داخلها.
وقال المصدر إن سفينة إماراتية وصلت إلى ميناء سقطرى لا تعرف طبيعة حمولتها.
ونظرا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لسقطرى، حرص الإحتلال الإماراتي، منذ بدء العدوان على اليمن قبل أكثر من 5 أعوام، على بسط نفوذها هناك.
وأرسل الإحتلال الإماراتي، في 2018، قوات تابعة لها إلى الجزيرة، من دون تنسيق مع حكومة المرتزقة، فاعترضت الأخيرة بشدة، ورحل رئيس وزراء المرتزقة حينها، المرتزق أحمد عبيد بن دغر، مع وزراء ومسؤولين مرتزقة إلى الجزيرة، رافضين مغادرتها قبل رحيل قوات الإحتلال الإماراتي، ما جعل السعودية تتدخل للوساطة بين الإحتلال الإماراتي وحكومة المرتزقة، بعد توتر كبير في العلاقات.
وفي مايو/ أيار 2018، انتهت الأزمة بين الطرفين بوساطة سعودية تم بموجبها إخراج قوات الإحتلال الإماراتي من الجزيرة، ودخول قوات سعودية إليها بتنسيق مع حكومة المرتزقة، وهي ما زالت موجودة، ولا يُعرف عددها بشكل دقيق.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، عاش اليمن حدثا عسكريا كبيرا، وهو سيطرة قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الانفصالي المدعوم من الإحتلال الإماراتي، على جزيرة سقطرى بعد مواجهات مع قوات المرتزقة.
وجاء ذلك بعد سنوات من مساعٍ ومحاولات عديدة من الإحتلال الإماراتي لبسط نفوذه على هذه الجزيرة الاستراتيجية.
وشدد مصدر عسكري مرتزق، في تصريح لوكالة الأناضول التركية على أن الإحتلال الإماراتي مصمم على السيطرة على سقطرى، ضمن سباق في بسط النفوذ على الموانئ والمياه والمواقع الاستراتيجية اليمنية”.
ولم يستبعد المصدر، طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن يبني الإحتلال الإماراتي قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى، لتوسيع نفوذها في المنطقة.
ووصف الإحتلال الإماراتي بأنه “شرطي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهي أداة للاعبين الكبار”.
وفي 28 أغسطس/ آب الماضي ذكر موقع “ساوث فرونت” الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية والاستراتيجية أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في سقطرى.
ونقل الموقع عن مصادر عربية وفرنسية، لم يسمها إن “الإحتلال الإماراتي والإسرائيلي يعتزمان إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في سقطرى”.
وذكرت المصادر أن “وفدا ضم ضباطا إماراتيين وإسرائيليين زار جزيرة سقطرى مؤخرا، وفحص عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية”.
جزيرة سقطرى واستراتيجيتها
عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرق)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى “محافظة سقطرى”، ويطلق عليها “جزيرة سقطرى”، وتبلغ مساحتها ثلاثة آلاف و700 كيلو متر مربع.
تتمتع سقطرى بتنوع حيوي وموقع سياحي مهم، جعلها من أبرز المناطق اليمنية الجاذبة للسياح قبل الحرب، وزاها العديد من السياح الأجانب، بينهم باحثون وصحفيون وسياسيون ومسؤولون.
وتتمتع الجزيرة بتفرد عالمي، حيث تزخر بنسبة عالية من النباتات والحيوانات والطيور النادرة، ما جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تدرجها عام 2008، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
وتشتهر سقطرى بتواجد الشجرة الفريدة المسمى “دم الأخوين”، والتي لا يوجد في العالم نظير لها، ما جعل السلطات تضع صورة الشجرة على فئة من العملة النقدية المحلية.
وسُجل في الجزيرة حوالي 850 نوعا من النباتات، منها حوالي 270 نوعا مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم، وفق المركز الوطني للمعلومات (يمني حكومي).
كما يوجد في الجزيرة 190 نوعا من الطيور، وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ، حسب المصدر نفسه.