المشهد اليمني الأول/
أحيا الملايين العراقيين ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام في أغلب المحافظات والمدن والبلدات العراقية مع الإلتزام بقواعد السلامة الصحية في ظل أزمة كورونا.
ففي كربلاء المقدسة في العراق وعلى الرغم من القيود لتفادي حصول الزحام، احتشد مئات الآلاف، وأقاموا مراسيم العزاء.
كما جرت مراسم مماثلة عند المزارات المقدسة في أرجاء البلاد، خاصة في مدن النجف الأشرف والكاظمية وسامراء المقدستين في العراق، فضلا عن اقامة مجالس العزاء في غالبية المساجد والحسينيات، مع تقديم ولائم كبيرة لإطعام المشاركين في مراسيم العزاء الحسيني.
وكان وزير الصحة والبيئة العراقي حسن التميمي وجه رسالة لاصحاب المجالس والمواكب الحسينية دعاهم فيها الى مراعاة الاجراءات الوقائية من ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتعقيم اليدين وتعفير الاماكن لحماية المعزين من انتقال العدوى بفيروس كورونا فيما بينهم.
ودعا التميمي الخطباء الى الاستمرار بنهجهم التوعوي الصحي للوقاية من هذا الوباء.
والتي في هذا اليوم سجل التاريخ اروع ملحمة بطولية عرفتها البشرية وأنصع صفحة من صفحاته عندما وقف أبو الأحرار الإمام الحسين متحدّياً الظلم والاستبداد في سبيل إحقاق الحق وإماتة الباطل، قدم فيها نفسه الزكية واصحابه وأهل بيته، فأصبحت وقفته تلك خير درس لكل أمة تنشد الحرية والكرامة،التي تجلت فيها أروع دروس التضحية والإباء،
فبقيت حية في ضمائر الامة الى ان اصبح الحسين نبراسا وعنوانا وعَبرة وعِبرة لكل الاجيال ولكل الاديان ولكل الطوائف ولكل الشرائح ولكل القوميات ولكل الاحرار في العالم الذين يزداد لهب الحب والعشق للحسين في قلوبهم ..
كيف لا ومن هذه المدرسة تعلمنا أن الحسين جسد عظمة الإسلام في سلوكه ومواقفه، وجسد الانسانية بكل معانيها وتجلياتها..
فالدور الكبير لنهضته المباركة (عليه السلام) في كربلاء كانت في بناء الإنسان وقيمه الأخلاقية، وعاشوراء كانت مشروع استنهاض ووحدة ومشروعاً تعبوياً وإصلاحياً.. فكل يوم عاشوراء مع كل يوم يتفشى فيه الظلم والفساد ومع كلّ يوم يُسبى فيه الحق أسيراً إلى زنازين الظالم الذي يتربص بأمتنا ويحاول تمزيق جسد الامة وزرع الفتن وحصارها وتهديدها وتجويعها وشيطنتها ومحاربتها..
وكل يوم كربلاء مع كل يوم يصبح فيه العدو صديقاً ويصبح فيه الاستسلام والتطبيع والعمالة والخيانة مشروعة والمقاومة ارهاباً،وتصبح فيه مقدسات وثروات الامة مستباحة.. ألم يقدم الحسين نفسه لتحيا الامة ودينها واسلامها وانسانيتها بعزة وكرامة؟
هذه الامة الحاضرة دوما وبقوة في ساحة الحسين التي لا تعرف الهزيمة والاستسلام والتي لم تستطع ان تقف كل شياطين الارض امامها لتثنيها عن حب الحسين واحياء عاشوراء الحسين والسير على طريق الحسين لا بل ازداد هذا الحب تجذراً
كذلك هذا العام لم يحل وباء كورونا بين الحسين وبين محبيه الذين استجابو لنداء المرجعيات والقيادات السياسية بضرورة الالتزام بالاجراءات الصحية فغصت مواقع التواصل الاجتماعي بإحياء عاشوراء هذا العام والملايين تفاعلت لإحياء المناسبة بكل اشكالها علنا نستفيض منها ما يروي عطشنا للحسين “ع” لأن الحسين هو العنوان والهدف والبوصلة..
في مثل هذا اليوم تغص كربلاء بالملايين من كل حدب وصوب في مشهد مهيب قل نظيره، لكن احتراماً لتوصيات المرجعية الدينية والسياسية اقتصر الامر على بعض المواكب والهيئات في المرقد المقدس..
ولكن يبقى نداء الحسين صادحاً في هذا اليوم لتلبي الملايين نداءه ألا من ناصر ينصرني؟ فهو يوم تجديد البيعة والولاء للحسين وثورته ومبادئه ..
فالحسين كما ثورته وشهادته كانت لكل زمان ومكان باتت لكل عصر ولكل أمة ثورة المظلوم على الظالم وثورة الحق على الباطل وثورة الاصلاح على الفساد وثورة الجهاد على الطغيان.. فكانت بحق، كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء..
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.