المشهد اليمني الأول/
اختار الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه لنفسه الخلود وحظي بنيل شرف وسام الشهادة الإلهي ذلك الوسام الذي ظل يتمناه من أول يوم في مسيرة جهاده الطويلة.
سنرحل نحن عن هذه الدنيا لكنه سيبقى خالدا كخلود الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه بخلود آثار مسيرة عطائه وجهاده التي جمعها في مشروعه القرآني وصنع منه شمسا لا يغيب نورها عن واقع الامة وقمرا لا يأفل سناها عن وجدانها ونجوما زاهية زانت دروبها كان الصماد وسيظل واحدا من أبرز تلك النجوم.
لقد مثل الصماد رضوان الله عليه أرقى نموذج لنماذج مشروع الشهيد القائد استوطن قلوب كل الأحرار وأسر افئدتهم وحاز على حبهم بأخلاقه ومعاملته وبقيادته وادارته وبإخلاصه وشرفه وبنزاهته وتقواه ولكل ذلك كان رحيله عنهم وما زال جرحهم النازف وصارت جريمة اغتياله البشعة مأساتهم الباقية في صدورهم بكل آلامها واوجاعها، وأحزانها ولوعاتها وآنينها ودموعها، يثيرها ذكره او الحديث عنه فيشعلها كلما خمدت وستبقى فيهم وسيرثها منهم أولادهم واحفادهم إلى أن يشاء الله
ولأن مأساة الصماد كذلك فقد كان وقع حكم المحكمة الجزائية المتخصصة بالحديدة الذي أصدرته يوم أمس على قلوب كل الشرفاء والأحرار كسلاح ذو حدين فأعاد المأساة وايقض الفاجعة وآثار الألم وأخرج الزفرات وأشعل نيران الغضب على كل أولئك المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رضوان الله عليه، وكم تفاجأ الكثير منهم حينما اكتشف من الحكم أن 11 شخصا من المتورطين كانوا هم يد تحالف العدوان وعينه وأنهم كانوا من الذين تصنعوا الوطنية وتلحفوا برداء المسيرة القرآنية زيفا وتضليلا حتى أصبحوا من المقربين وهم رأس النفاق ورواد العمالة وأرباب الخيانة الذين قال الله فيهم (هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)
فهؤلاء لعنة الله عليهم جرمهم أشد واغلظ الف مرة من جرم التحالف وكل جرائمه واعدامهم هم ومجرمي التحالف والمرتزقة الف مرة لا يساوي نعل الصماد ولا حتى نعل واحد من مرافقيه
لأن اعدامهم لن يعوض خسارة الوطن للصمود ولن يكون حتى شافيا لجرح الصماد في القلوب إلا أننا جميعا نطالب أجهزة القضاء ونناشد عدالتها أن تسرع في الإجراءات المتبقية وتعجل في تنفيذ الحكم بأسرع وقت ممكن لينال اولئك المجرمجرمون الخونة جزاءهم الرادع ويكون عبرة لكل أمثالهم وليدرك الجميع أن الخائن والمرتزق والعميل والمجرم لا يكسب شيء من خيانته بل يخسر كل شيء وأن الثمن الذي قبضه ثمن خيانته تسبب بإزهاق روحه العفنة
خصوصا وأمثال هؤلاء المجرمين اليوم كثير ومننتشرين في كل مفاصل الدولة، ومتواجدين بكل المحافظات المحررة ومديرياتها ومستعدين لارتكاب اي خيانة لها ثمن ولا يحول بينهم وبين ارتكابها إلا حلول الفرصة فقط ما يعني أن على الجميع أن يحذرهم كما أمر الله وأن يطالب بتنفيذ حكم الإعدام في حق المتورطين بجريمة اغتيال الرئيس الصماد، ليكون ذلك رسالة موجهة لكل منافق خائن لعله يجمع دومان ويتوب إلى الله ويعود مخلصا إلى صف وطنه.
________
منير إسماعيل الشامي