المشهد اليمني الأول/
خلال إستماعي أمس لمقدمة النطق بالحكم في الفترة الصباحية، لاحظت وجود ثغرات كبيرة في مجريات التحقيق وخاصة حين التحدث حول شبكات الإتصالات الملونة، وقد استحصلت المحكمة على مضمون إتصالات المتهم سامي عياش الخاصة والتي لا يشوبها أية شائبة وبإعتراف المحكمة.
ولكن لم تذكر المحكمة أي شيء عن مضمون إتصالات عياش بالمجموعات المزعومة الأخرى. وقد برأت المحكمة القيادة السورية وقيادة حزب الله من التخطيط لعملية تفجير موكب الشهيد رفيق الحريري.
وقد خيّب القرار آمال الكثيرين الذي كانوا يأملون إتهام قيادة حزب الله بعد أن حولوا الإتهامات من سوريا إلى الضباط الأربعة ورست التوجهات الخارحية على إتهام حزب الله بناءاً لأوامر عليا، ووجدت أنه لا بد من إستعراض كيفية المتاجرة بالسلم الأهلي وإنتهاز إستشهاد الرئيس الحريري والرقص على دمه ودماء باقي الشهداء.
وركزت جماعة 8 آذار الإتهامات على سوريا وحلفائها، ورفع جنبلاط وزمرة 14آذار السقف إلى أعلاه بشعارهم “بدنا التار بدنا التار من لحود ومن بشار”، وكان الإتهام المباشر لسوريا بدون أي دليل مادي، ولما دعاهم حزب الله وحلفاؤه إلى التعقل ؛ إخترعوا بدعة الإتهام السياسي. وكادت الأمور أن تفلت من عقالها أكثر من مرة.
وتطور الأمر، فأراد البعض من فريق 14 آذار تصفية الحسابات مع المعارضة؛ فتم إتهام الضباط الأربعة وطالب عدد من نوابهم وبتوجيه أمريكي أن يطالبوا بمحكمة دولية خلافاً للدستور والقانون بناءاً على التشكيك بنزاهة القضاء اللبناني، ولم يصغِ جماعة 14 آذار إلى لغة العقل بل عمدوا إلى النفخ بنار الفتنة.
وحصلت عدة فضائح في التحقيقات الدولية بسبب إعتماد الشيخ سعد الحريري َوالشهيد وسام الحسن على شاهد الزور زهير الصديق، وقد زعزعت فضائح ديتليف ميليس وشهود الزور المحكمة الدولية والغاية التي أنشأت من أجلها، فتم تعيين قضاة آخرين وآخرين،وقد تم تسريب فيديو للثلاثي المذكور يبين كيف كان يتلاعب الصدّيق بالحريري والحسن وكان الحاكم بأمره، وبتوجيه خارجي تم تحويل الإتهام إلى حزب الله بناءاً على داتا الإتصالات.
ولم يسمع الحريري أو فريق 14 آذار بأنه هناك فريق آخر قد نفذ الإغتيال، وقد ألقي القبض على مجموعة سلفية عُرِفَت بمجموعة ال 13 بعدمحاولة السفر من لبنان ووُجِدت آثار مواد متفجرة على ثيابهم وعلى مقاعدهم في الطائرة، واعترفوا صراحة بتنفيذ العمل الإرهابي بتفجير موكب الرئيس الحريري.
ولاحقاً وبضغط سياسي خرجوا من السجن بدون محاكمة، وقد ذكرت أمس المحامية بشرى خليل في لقاء مع قناة الميادين إنها اطلعت على كامل ملف التحقيق مع مجموعة ال 13 وكانت القضية بعهدة القاضي سعيد ميرزا، ولكنها لم تشرح المزيد من التفاصيل لأن المحاورة في القناة وجهت النقاش حول قرار المحكمة وحيثياته، ولم تذكر المحكمة الدولية إي حرف عن تلك الوقائع.
فما بني على باطل فهو باطل، فالمعاهدات الدولية وطلب تشكيل محكمة دولية هي من مهام الدولة اللبنانية، والتوقيع على أية معاهدة دوليةهي من مهام رئيس الجمهورية فقط بموجب الدستور.
هذا من ناحية؛ومن ناحية أخرى هناك معلومات وتحقيقات تفيد بأن السعودية والكيان الغاصب هما وراء التفجير وسأقتصر على رواية واحدة على سبيل المثال لا الحصر :-
18أكتوبر, 2016
Carlo Allegri/Reuters
إتهم سيناتور أمريكي بارز إسرائيل والسعودية باغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، بعد أيام على إقرار الكونغرس الأمريكي قانون التشريع المعروف باسم “جاستا”.
وقال السيناتور تشاك غراسلي، الذي يمثل ولاية “آيوا”، ويشغل منصب رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وواحد من كبار السيناتورات الأمريكيين في مقابلة مع مجلة “بوليتيكو”،: إن “بعض الوثائق التي تم الحصول عليها حديثا أظهرت أن إسرائيل نفذت عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري بمساعدة من السعودية”.
وقال غراسلي البالغ من العمر (82 عاما)،: “هناك بعض الأدلة القطعية تثبت دور المملكة المباشرة في العمليات الإرهابية الأخرى بما في ذلك اغتيال رفيق الحريري”… “السعودية أيضا لديها دور في تعزيز الإرهاب في الولايات المتحدة وأوروبا”.
وقد تجاوزت المحكمة صلاحياتها بإستدعائها السيدة كرمى خياط حيث اتهمتها بعرقلة سير التحقيق بحجة تعريض سلامة الشهود للخطر ولكن السبب الحقيقي كان بث قناة الجديد حلقة بعنوان” هيا بنا نلعب بداتا الإتصالات” لأن الحلقة نسفت أسس إدعاء المحكمة الدولية كلياً؛ والتي بنت عليها المحكمة إدعاءاتها، لذا فإن هذه المحكمة غير دستورية وكل أحكامها باطلة ولا وزن لها، وأرفق لكم الرابط آملاً أن تتابعوا المضمون لأهميته.
وخلال متابعتي أمس لأكثر من قناة تلفزيونية، كان التركيز على التحريض وبث الفتنة من خلال إجراء مقابلات في طريق الجديدة، وقد خيّب أهالي طريق الحديدة الشرفاء ظنون هذه المحطات وأفشلوا مخططاتهم التحريضية والفتنوية، وقد حاول البعض تصوير الحالة بين الرئيس الشهيد وحزب الله بأنها كانت في حالة عداء وخصومة،بينما كانت العلاقة متينة جداً.
وربما أذيع سراً للدلالة على قوة العلاقة بين سماحة السيد حسن نصر الله والشهيد رفيق الحريري، فقد عرض الشهيد الحريري في أحد اللقاءات خدماته للتوسط لدى ملك الأردن للأفراج عن مجموعة مجاهدين القي القبض عليهم خلال عملية تهريب أسلحة للمقاومين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة، فسافر الرئيس الشهيد إلى الأردن وعاد مصطحباً معه أعضاء تلك المجموعة عربون صداقة حقيقية وثقة لا مثيل لها مع السيد نصر الله.
ولقد كان الصحافي مصطفى ناصر رحمه الله يرافق الرئيس الحريري. وخير من يشهد على العلاقة المتينة بين سماحة السيد حسن نصر الله والشهيد رفيق الحريري هي زَوجته التي كان يبلغها بمدى راحته حين عودته من كل لقاء. وأرفق لكم فيديو يبين لكم السبب الحقيقي وراء إغتيال الشهيد رفيق الحريري.
إن إتهام سليم عياش على أساس داتا الإتصالات التي عملت عليها طيلة 15 سنة هو قرين براءة وليس دليل إتهام. والمحكمة قد أغفلت عن سابق إصرار وتصميم الأدلة الرسمية التي تثبت وجوده خارج لبنان حتى 28/01/2005 والذي يتعارض مع أدلة الإتهام. وما الحكم سوى دليل فشل للمحكمة والجهةَ التى سعت لإنشائها.
وإن غداً لناظره قريب
_______
عدنان علامة