المشهد اليمني الأول/
لا يخفى على أحد دور الأسطول الإعلامي المملوك والمستأجر من قبل النظام الإماراتي في تلميع صورة الإمارات على كافة الأصعدة، ولكن ماذا عن الواقع المؤلم الذي يتسرب بين الفينة والأخرى ليعرض فضائح تورط بها النظام داخل الإمارات وخارجها؟.
لا تكف فضائيات تلميع صورة الإمارات عن الحديث عن التطور والحداثة الإماراتية الوهمية بل ولا يخفى على متابعي القنوات الإماراتية محاولة توظيف قسم من الدراما العربية لرسم الصورة المثالية عن الإمارات وذلك من خلال عدد من المسلسلات العربية الممولة بطريقة أو أخرى من النظام الإماراتي.
الإمارات وعلى الرغم من محاولة تقدم نفسها من خلال المسلسلات الدرامية والأخبار “المبهرة” على أنها بلد الحريات والتطور، فإن المعطيات تكشف وجود جرائم كثيرة يرتكبها النظام الإماراتي ضاربا بعض الحائط مبادئ حقوق الإنسان في الداخل الإماراتي بالإضافة إلى انتهاكات اخرى مثل التعذيب والإخفاء والمحاكمات غير المنطقية بحق اماراتيين وأجانب مقيمين على أراضيها.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” تكشف مؤخرا عن تفشي فيروس كورونا في 3 مراكز احتجاز في الإمارات، وتطالب أبو ظبي بالسماح لمراقبين دوليين مستقلين بتفتيش السجون، حيث جاء بيان المنظمة مدعوما بشهادات لأسر سجناء بالإمارات، نشرته المنظمة الحقوقية الدولية عبر موقعها الإلكتروني، الأربعاء 10 يونيو/حزيران 2020.
أُسر المحتجين اشتكوا من خلال شكواهم للمنظمة الدولية من اكتظاظ السجناء، وعدم تقديم الرعاية الصحية، وعدم فرض إجراءات احترازية للحد من تفشي الفيروس، فماذا عن جهوزية الكوادر والمستشفيات الإماراتية التي بدأت القنوات الإماراتية وأبواقها بالحديث عنها منذ بدأ انتشار الوباء، أم أن موضوع التطور الإماراتي لا يتعدى شاشات التلفزة وجودتها؟!.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنتقد فيها منظمة “هيومن رايتس ووتش” الواقع في الإمارات حيث أن المنظمة الدولية ذكرت في تقرير سابق لها أن “الإمارات إذ تقدم نفسها منارة للتسامح بالمنطقة، فإن المعطيات تكشف وجود حقيقة أقبح من ذلك بكثير تنم عن ازدراء لمبادئ حقوق الإنسان، وذلك في تعريجها المستمر على انتهاكات عدة من قبيل التعذيب والإخفاء القسري والمحاكمات الجائرة”.
يعتقد النظام الإماراتي أنه مع امتلاكه مؤسسات إعلامية كبيرة وتوظيف هذه المؤسسات في تلميع صورة الإمارات وحكامها يمكن أن يحافظ على وجوده ويحفظ ماء وجهه، ولكن ما يجهله هذا النظام على ما يبدوا أنه لا يمكن اخفاء الواقع إلى ما لا نهاية ولا بد للحقيقة أن تظهر سواء في داخل الإمارات أو خارجها من اليمن إلى السودان وليبيا وتونس وسوريا والمغرب وغيرها.
السجون السرية في اليمن
وكان قد كشف تقرير عن “الخارجية الامريكية” لحقوق الإنسان عن إرتكاب دولة الإمارات في العدوان على اليمن جرائم جسيمة وإنتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
وأكد التقرير الذي اصدرته “الخارجية الامريكية” أن السلطات الاماراتية تقوم بتعذيب “الموظفين” أثناء احتجازهم دون مراعاة ادنى حق لحقوق الإنسان.
وأضاف “التقرير” أن السلطات تمارس عمليات الإعتقالات التعسفية والعزل بحق موظفيين حكوميين ومواطنين أجانب وتعذيبهم ومن ثم ارسالهم الى سجونها السرية في اليمن.
لافتاً الى حجم المعاناة داخل السجون السرية التي تقوم أبو ظبي بإنشائها بين الحين والآخر، مشيرا الى أنها تمارس اقصى الجرائم بحق المعتقلين وتقوم بعمليات الإخفاء القسري لعدد من المواطنين.
وكانت مصادر اعلامية قد أكدت في وقت سابق أن قيادات في “اليمن” تتبع “الإمارات” انشأت سجون سرية حديثة في كل من مدينة المخاء الي يسيطر عليها المرتزق طارق عفاش، وكذلك جزيرة سقطرى المحتلة.
مؤكدةً في الوقت نفسه أن هذه السجون تديرها قيادات إماراتية وتمارس جميع صنوف التعذيب بحق المعتقلين.
وعمدت الإمارات في أواخر عام 2017الى تشكيل مليشيات لها في كل من الجنوب والشمال بهدف الإنقلاب على شرعية المرتزقة وتفكيكها وسيطرتها على زمام البلد في ظل رفض رسمي وشعبي لكل ممارساتها.