المشهد اليمني الأول| متابعات
الولايات المتحدة تتورط مرة أخرى في بلدٍ استفادت الجماعات المتطرفة من سياساتها.
قالت صحيفة (Salon) الأمريكية (الأحد 8 مايو/آيار 2016)، إن إدارة أوباما نشرت بسرية، على مدى الأسبوعين الماضيين، قوات أمريكية للمساعدة في القتال ضد القاعدة في اليمن، وسط عدم اكتراث الكثير من الساسة الأمريكيين.
وبحسب الصحيفة، فإن اليمن، الآن، انضمت إلى سلسلة دول الشرق الأوسط الأخرى التي تؤوي قوات أمريكية على أراضيها دون إعلان الحرب وموافقة من الكونغرس، لمكافحة الجماعات المتطرفة التي استفادت من سياسات الولايات المتحدة.
مشيرةً أن الجيش الأمريكي لم يكشف حتى الجمعة 6 مايو، أنه أرسل قوات إلى اليمن، على الرغم من مضيها أسبوعين هناك. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية الإفصاح عن نوع القوات المنتشرة هناك أو عددها، غير أنها اكتفت بوصفها “عدد صغير للغاية”.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إنها تدخلت في اليمن لدعم حليفتها دولة الإمارات العربية المتحدة، في حربها ضد – ما ينظر إليه على نطاق واسع – تنظيم القاعدة الفرع الأخطر.
ولفتت الصحيفة، أن الحرب المدمرة التي تقودها السعودية بدعم من الولايات المتحدة، منذ أكثر من عام، هي السبب في نمو القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى بسرعة في اليمن.
وتقول الصحيفة، إنه في مارس عام 2015، قامت السعودية وعدد من الحلفاء الغربيين وبدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بشن حملة قصف وحشية في اليمن، أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط، مما استغلت الجماعات المتطرفة تلك الحرب المدمرة لتوسع نفوذها وتبسط على مساحات شاسعة من الأراضي اليمنية.
وتشير (Salon) إلى أنها – أي الصحيفة – نشرنا مراراً وتكراراً تصريحات خلال العام الماضي، لمسؤولين عسكريين أمريكيين، من بينهم وزير الدفاع اش كارتر، وحذر من أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أو القاعدة في جزيرة العرب، اغتنم تلك الفوضى وانهيار الحكومة المركزية ليوسع نفوذه.
لافتةً إلى تقرير رويترز الذي نشرته في أبريل، يحكي تفاصيل رهيبة للمرة الأولى يصف كيف جعلت الحرب السعودية المدعومة من الولايات المتحدة تنظيم القاعدة أقوى وأكثر ثراءً.
وحذر الصحفي البارز في الاندبندنت كوكبيرن من “عراقٍ” جديد في اليمن بسبب الحرب السعودية الكارثية المدعومة أمريكياً.
وقالت الصحيفة، إنه بعد سنة واحدة، تقريباً، من نشر صحيفة “نيويورك تايمز” مقالة تحذر الولايات المتحدة من استفادة القاعدة في توسيع نفوذه في ظل فوضى الحرب في اليمن، نشرت إدارة أوباما قواتها لقتال نفس المتطرفين الذين استفادوا من سياساتها.
وتقول الصحيفة، إن القوات الإماراتية وهي ضمن قوات التحالف، غزت اليمن في عام 2015، لاستعادة الحكومة المدعومة من السعودية والرئيس عبد ربه منصور هادي.
واتهمت منظمات حقوق الإنسان، قوات التحالف التي تقودها السعودية، بارتكاب جرائم حرب، واستخدام القنابل العنقودية في المناطق الماهولة.
وقصفت قوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة، المستشفيات، وحفلات الزفاف، والأحياء السكنية، والمدارس، ومخزناً للمساعدات الإنسانية التابع لمنظمة أوكسفام، ومخيمات اللاجئين… وغيرها الكثير والكثر.
وقتل أكثر من 6000 يمني، نصفهم ـ تقريباًـ من المدنيين، بما في ذلك ما يقرب من 1000 طفل، في تقدير متحفظ للغاية من الأمم المتحدة.
وكشف تقرير للأمم المتحدة، أن ما معدله 6 أطفال يمنيين قتلوا أو أصيبوا كل يوم، لأكثر من عام.
وقد دمرت الحرب تماماً اليمن الفقير، مما دفع الملايين إلى حافة المجاعة. 14 مليون يمني على الأقل، وأكثر من نصف السكان يواجهون الجوع، وفقاً للأمم المتحدة.
المصدر: وكالة خبر