المشهد اليمني الأول/
قالت أوساط موثوقة في الأمم المتحدة، أنّ السعودية والولايات المتحدة اشترطتا على المنظمات الإنسانيّة في مؤتمر الدول المانحة لليمن، عدم استخدام مساهمتهما الماليّة في هذا المؤتمر، في أيّ برنامج مساعدة في مناطق شمال اليمن، الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى.
وقالت الأوساط نفسها إن الجانبين السعودي والأمريكي “لن يقدّما المبالغ التي وعدوا بها خلال المؤتمر مباشرة، بل اشترطا أيضاً الاطلاع على أيّ مشروع للمساعدة مسبقاً، قبل الموافقة على تمويله”.
وكانت السعودية والولايات المتحدة قد خفضت مساهمتهما في برامج المساعدات الإنسانيّة مطلع نيسان/أبريل الماضي بشكل كبير، ما انعكس تخفيضاً للمساعدات الإنسانيّة بنسبة 50% في كل أنحاء اليمن، لكن المناطق الشماليّة كانت الأكثر تضرراً جراء خفض المساعدات.
ورعت السعوديّة والأمم المتحدة في 2 حزيران/يونيو مؤتمراً افتراضياً للدول المانحة بشأن اليمن، وجاءت النتائج مخيّبة لآمال المنظمات الإنسانيّة في جنيف، التي كانت تعوّل على مساعدات قدرها 2,4 مليار دولار، فيما بلغ حجم الوعود في مؤتمر الأمس 1,35 ملياراً، حصة السعودية منها 500 مليوناً، والولايات المتحدة 2,25 مليوناً، وهذه المبالغ لا تكفي لسدّ حاجات اليمنيين خلال فترة الأشهر السبعة الباقية حتى نهاية العام الجاري.
وفي حين طرح العديد من علامات الاستفهام حول عدم تقديم الإمارات العربية المتحدة أيّ مساهمة مالية في هذا المؤتمر عكس المؤتمرات السابقة، فسّرت أوساط مطلعة في جنيف أن الإمارات تعتبر أنها “تقدم ما يكفي من مساعدات مباشرة في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها وسيطرة الميليشيات التابعة لها في جنوب اليمن”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول المانحة إلى تقديم نحو 2،41 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية الأساسية بين حزيران/ يونيو و كانون الأول/ديسمبر من العام الجاري.
هذا ووصف عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي مؤتمر المانحين لليمن بـ”الفاشل”، في حين اعتبر رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام أن “دول العدوان انكشفت بالمؤتمر متسولة بغطاء دعم اليمن”.
وتفاعل ناشطون مع هاشتاق (ادعمو اليمن برفع الحصار)، في حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على المؤتمر.