المشهد اليمني الأول/
توسعت دائرة الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة بعد ليلة إضافية من الاحتجاجات التي شهدتها مدن أميركية عدة، وذلك على الرغم من تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإعادة النظام العام مع مواصلة فرض حظر التجوال على العديد من المدن وانتشار الجيش في العاصمة واشنطن.
وبعد مرور تسعة أيام على وفاة جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى اختناقا خلال توقيفه في مينيابوليس على يد شرطي أبيض ضغط بركبته على عنقه حتى الموت، لا يزال الغضب العارم من العنصرية، والعنف الممارس من قبل الشرطة واللامساواة الاجتماعية في حالة غليان.
ومن لوس أنجليس إلى فيلادلفيا تواصلت الاضطرابات لليلة السابعة على التوالي في 140 مدينة على الأقل، وأُوقف المئات وسجلت إصابات في صفوف قوات الأمن والمحتجين.
وفرض حظر تجول في نيويورك ونحو 40 مدينة أخرى في البلاد، بعد تظاهرات احتجاجا على عنف الشرطة. ونشرت قوات الحرس الوطني في أكثر من عشرين مدينة كبرى لمؤازرة الشرطة في المواجهات مع المتظاهرين، واستخدمت أجهزة الأمن المدرّعات المخصّصة لنقل العناصر والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت وحدات من الجيش إلى منطقة واشنطن كإجراء احترازي لدعم عمليات السلطات المدنية، وذلك بعد ساعات من إعلانها أنها لا تحبذ استدعاء الجيش لمواجهة التحركات المدنية، وأن مسؤوليات القوات هي حماية الأرواح والممتلكات.
كما أكدت الوزارة أن 67 ألفا من عناصر الحرس الوطني ينتشرون في الولايات الأميركية، وهو العدد الأكبر منذ فترة.
من جانبه، أعلن ترامب بنبرة حازمة نشر “آلاف الجنود المدججين بالسلاح” في العاصمة وشرطيين لوقف “أعمال الشغب والنهب”.
واعتبر أن الاضطرابات التي وقعت الاحد في واشنطن “وصمة عار” داعيا حكام الولايات الى التحرك بسرعة وبشكل حازم “لضبط الشارع” ووقف دوامة العنف.
وقال ترامب بلهجة تحذير “إذا رفضت مدينة أو ولاية ما اتخاذ القرارات اللازمة للدفاع عن أرواح وممتلكات سكانها، فسأنشر الجيش الأميركي لحل المشكلة سريعا بدلا عنها”.
وكشف النواب الديمقراطيون في مجلس الشيوخ النقاب عن مشروع قرار يدين ترامب، بشأن تعاطيه مع الاحتجاجات المستمرة، وعزا الديمقراطيون مشروع القرار إلى إصدار ترامب أوامر إلى الضباط الفدراليين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين قبالة البيت الأبيض.
وهاجم المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية جوزيف بايدن، الرئيسَ ترامب على طريقة إدارته للاحتجاجات التي تشهدها البلاد واستخدام الشرطة للقوة المفرطة.
وقال بايدن، في كلمة ألقاها في مدينة فيلادلفيا، إن ترامب جزء من المشكلة ولا يمثل حلا.