المشهد اليمني الأول/
الأمين العام لحزب الله يقول إننا نشهد في هذا العام وأكثر من أي عام آخر تخلي النظام العربي عن فلسطين وقضيتها، ويشير إلى أن سوريا نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف المسلحين، ويرى أن سوريا هي حاجة اقتصادية لبنانية “بكل ما للكلمة من معنى”.
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى السنوية للقائد في الحزب مصطفى بدر الدين اليوم الأربعاء إنه “علينا اتباع نهج الشهيد بدر الدين عبر امتلاك الروح القوية والمعنويات العالية والتماسك الثابت والصمود”.
وأوضح السيد نصرالله أن الشهيد بدر الدين كان يتمتع بصفة قيادية عالية وكان يعطي المعنويات لكل من حوله، مضيفاً “خضت تجربتين مع الشهيد بدر الدين الاولى في حرب نيسان ضد اسرائيل عام 1996 والثانية في سوريا ضد الإرهاب”.
وأضاف أن المشكلة في سوريا بالنسبة للمشروع الأميركي السعودي كانت أنها خارج الهيمنة الأميركية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن سوريا تمثل مشكلة كبيرة بالمشروع الأميركي-الإسرائيل-السعودي الهادف إلى “فرض الهيمنة على المنطقة”.
وتابع: “سوريا أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها”، مؤكداً أننا “نشهد في هذا العام وأكثر من أي عام آخر تخلي النظام العربي عن فلسطين وقضيتها”.
وقال إن “سوريا أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وادواته في العالم والمنطقة لإخضاعها”، مؤكداً أننا “نشهد في هذا العام وأكثر من أي عام آخر تخلي النظام العربي عن فلسطين وقضيتها”.
السيد نصرالله: سوريا نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن القوى ذاتها التي اتّحدت لقتال سوريا وإخضاعها والسيطرة عليها تتحد اليوم للقتال في بلدان أخرى، مضيفاً أن المشروع الأميركي-الإسرائيلي-السعودي سعى لتتخلى سوريا عن فلسطين والجولان.
وقال السيد نصر الله إن “سوريا أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها”.
كما لفت السيد نصرالله إلى أن حجم المخاطر التي تتهدد فلسطين ولبنان وسوريا وقضايا الحق في المنطقة دفعنا للذهاب الى سوريا، مشيراً إلى أن “قائدنا في المعارك في سوريا كان الشهيد بدر الدين الذي قضى أيامه الاخيرة في حياته في هذا البلد”.
وأوضح “مضينا في قرارنا في الذهاب الى سوريا رغم الضغوط والحملات والتهويل”، مؤكداً أن الشهيد بدر الدين كان يخوض المعارك في سوريا الى جانب الفريق الشهيد الفريق قاسم سليماني “كتفاً إلى كتف”.
هذا وشدد السيد نصرالله على أن “سوريا لم تنتصر فقط في المعركة ضدها بل انتصرت في الحرب عليها، وانتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك”.
ووفق السيد نصرالله فإن سوريا نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف المسلحين، مشيراً إلى أنها “استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها”.
وقال إن ما عجزوا عن تحقيقه عسكرياً في سوريا حاولوا تحقيقه سياسياً، مضيفاً أن المعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية ومخاطرها أكبر وسوريا ما زالت تخوضها، معتبراً أن سوريا نجحت حتى الآن في المعركة السياسية رغم الحرب النفسية والحصار اللذين تواجههما.
السيد نصر الله قال إن من يحاصر إيران وسوريا وفنزويلا وغزة واليمن هو نفسه بدأ يعاني من تداعيات فيروس كورونا، مضيفاً أن الرهان هو على صمود شعب سوريا وقيادتها في مواجهة تداعيات أزمة كورونا وهي لديها مواردها الخاصة.
السيد نصرالله: “إسرائيل” تخدع نفسها وجمهورها
وعن الحديث عن وجود صراع روسي ايراني في سوريا قال السيد “غير صحيح”، وما يتردد عن تخلي حلفاء سوريا عنها هو مجرد “أحلام وكلام لا أساس له”.
أما عن إيران قال السيد نصر الله “إيران لا تخوض معركة نفوذ مع احد في سوريا، لا مع روسيا ولا مع غيرها بمعزل عما تخوضه روسيا”، معتبراً أن هدف إيران في سوريا هو “منعها من سقوطها في هيمنة أميركا وإسرائيل .. وهي لا تتدخل أبدا في شؤونها”.
وبحسب الأمين العام لحزب الله فإن قرار إيران حاسم في الوقوف الى جانب القيادة في سوريا ودعم قراراتها وثباتها في وجه مشاريع الهيمنة.
وعن وجود مستشاريين إيرانيين في سوريا قال “في سوريا هناك مستشارون ايرانيون منذ العام 2011 ولا قوات عسكرية ايرانية هناك”، مؤكداً أنهم ليسوا عسكريين وبالتالي فإن “إسرائيل تخوض معركة وهمية ضد إيران”.
واعتبر أن سوريا لم تحتج إلى مجيء قوات إيرانية في سوريا وجاء بعضها في معركة حلب لشهرين فقط، مشدداً على أن لدى حسم المعركة في سوريا فإن الاخلاء يجري بطبيعة الحال في المناطق التي يجري تحريرها.
وفي السياق، قال السيد نصرالله إن “وزير الحرب الاسرائيلي يكذب على جمهوره والعالم حين يتحدث عن انتصارات في سوريا وهي انتصارات وهمية”، مضيفاً أن “إسرائيل” راهنت على الجماعات المسلحة في جنوب سوريا وهي حضرت بقوة في هذا البلد منذ العام 2011. كما أن الإسرائيليين ومن معهم خسروا حربهم على سوريا وهم باتوا يصوبون على “أخطار جديدة” بعد هذه الخسارة، وفق السيد نصرالله.
السيد نصرالله رأى أن “الإسرائيليين باتوا يهاجمون كل ما يتعلق بتصنيع الصواريخ في سوريا لما يشكله ذلك من قوة في محور المقاومة، ويرون في سوريا تهديداً مستقبلياً وهم قلقون من وجود إيران وفصائل للمقاومة فيها”.
وأكد في كلمته أن الكيان الصهيوني “مرعوب” من التطورات في سوريا ما قد يأخذه الى مغامرات غير محسوبة، معتبراً أن وزير الحرب الاسرائيلي “الأبله” وعد بإخراج الإيرانيين من سوريا قبل نهاية العام الحالي.
وأوضح أن “إسرائيل” تخدع نفسها وجمهورها وتصور بعض التفاصيل على أنها انتصار في سوريا وبداية خروج ايران.
وتحدث الأمين العام لحزب الله عن تخفيض أعداد المقاتلين، قائلاً إن بعد تحرير البادية وفتح الطريق إلى حلب وإنتهاء معركة دمشق تقررت عودة المقاتلين إلى بلادهم منذ سنتين، وبالتنسيق مع الجيش السوري.
نصر الله: من يريد معالجة الوضع الاقتصادي اللبناني يحتاج إلى ترتيب العلاقات مع سوريا
وفي الشق اللبناني، قال السيد نصر الله “لدينا تحفظات على طلب قرض من صندوق النقد الدولي لكننا لا نريد تعقيد الوضع بالنسبة للحكومة اللبنانية”.
وعن الأزمة الاقتصادية لفت إلى أن ترتيب العلاقات مع سوريا أمر مهم للبنان لأنه سيفتح أبواب العلاج للازمة الاقتصادية، مضيفاً أن الرهان الحقيقي في لبنان هو “في الاعتماد على الجهد الداخلي عبر إحياء القطاعات الصناعية والزراعية”.
كما أشار إلى أن الطريق إلى الأسواق العربية هو عبر سوريا “ولا يمكن ذلك دونها لأنها الطريق الحصري لذلك”، مشيراً إلى أن “سوريا هي حاجة اقتصادية لبنانية بكل ما للكلمة من معنى”.
أما عن مسألة وجود تهريب ومعابر غير شرعية على الحدود مع سوريا قال “لا يمكن للبنان وحده معالجتها”، معتبراً أن الجيش اللبناني لا يمكنه وحده منع التهريب عبر الحدود والطريق الوحيد لذلك هو عبر التعاون الثنائي.
ووفق السيد نصرالله فإن الحديث عن قوات أمم متحدة على الحدود مع سوريا هو أحد أهداف عدوان تموز على لبنان عام 2006، مؤكداً أنه “لا يمكن القبول أبداً بوجود قوات دولية على الحدود مع سوريا”.
كما دعا إلى المسارعة في ترتيب العلاقة مع سوريا وإلا “فإن لبنان يتجه إلى الانهيار”، مشيراً إلى أن سوريا جاهزة لاعادة ترتيب العلاقة مع لبنان “الذي يتحمل مسؤولية التأخير والمماطلة في ذلك”، كذلك أوضح أن لبنان يحتاج الى قرار سيادي مع سوريا يتجاوز الاعتبارات الاقليمية والدولية والأحقاد.
وفي سياق منفصل، دعا الأمين العام لحزب الله اللبنانيين إلى “أعلى جدية في الالتزام بإجراءات مواجهة كورونا”.