المشهد اليمني الأول| متابعات
وصف رئيس الحركة الشبابية والطلابية في الحراك الجنوبي، فادي حسن باعوم، ما يحدث في الجنوب اليوم بأنه “استبدال احتلال باحتلال آخر”.
وذكر باعوم، في مقابلة على قناة “الميادين”، إنه في الوقت الذي “كنا نرفض رفع العلم اليمني، ترفع الآن الأعلام الإمارتية والسعودية، ويوجد مندوب سامي في حضرموت يُدعى أبو يوسف، وهو ضابط إمارتي صغير، ومثله آخر سعودي في عدن يُدعى أبو محمد، وهما من يتحكمون في البلاد”، مضيفاً أنه “لا أحد من أبناء الجنوب يمتلك القرار اليوم، القرارات تأتي من السعودية والإمارات”.
وقال إنه “تمّ توجيه ضربة قاضية للقضية الجنوبية في إخراط البعض تحت مظلة مايسمى شرعية يمنية”، ناعتاً ذلك بـ”التناقض والإنفصام”، موضحاً أنه “لا يعقل أن يكون الجنوبي صاحب قضية التحرر والإستقلال يقاتل في صف الشرعية اليمنية التي لا تعترف بهذه القضية”. ورأى باعوم أن “الشعب الجنوبي يتعرض لأكبر محاولة تضليل مرّ بها شعب بالتاريخ”.
وأكد أن “القضية الجنوبية هي محور علاقاتنا وتحالفاتنا مع أيّ طرف”، وأن “التحالفات ليست الغاية”، نافياً “تلقيه دعماً من إيران”، وذاكراً أن “علاقة الحراك بأنصار الله كانت جيدة قبل الحرب، كونها الحركة الوحيدة في الشمال التي تتعاطف مع القضية الجنوبية”، مستدركاً أنه “بعد الحرب أصبحت سيئة على كلّ الاطراف”.
واستبعد أن يتحالف “الحراك” مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لأن الأخير”لا يستطيع” تقديم ضمانات تتعلق بالقضية الجنوبية، لافتاً إلى أنه “يخوض حرباً من أجل إعادة الشرعية”، وأنه “في خطابه الأخير لا زال يتحدث عن الأقاليم والوحدة اليمنية”.
كما تحدث عن “الخلط الناتج جراء انقسام الحراك الجنوبي وانعكاساته على طبيعة الرسالة المتناقضة التي تصل للأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن “هناك مطابخ إعلامية تحوّل الحق إلى باطل والباطل إلى حق”، وأن “هناك نيّة وإجراءات لرصّ صفوف الحراك الجنوبي، وتمّت لقاءات مع أعضاء من الحراك في الخارج لأجل ذلك”.
وعبّر باعوم عن أمله في أن يستمر “الحراك” سلمياً، مجدداً رفضه العنف، ومذكّراً بـ”الحرب التي مرت قبل عام بين الشمال والجنوب وما خلفته من دمار وانعدام للخدمات”، فضلاً عن “أكثر من 7 آلاف شهيد جنوبي و30 ألف جريح”، إضافة إلى “البؤر الأخرى كالقاعدة وداعش”.
واستغرب “التناقض الذي يحدث من خلال دعم جهات كالإصلاح من السعودية، والسلفية من الإمارات، وهما الجهات والمدارس التي يتخرّج منهما داعش والقاعدة، وفي الوقت ذاته يزعم التحالف محاربة الإرهاب”، مرجعاً هذا التناقض إلى أن “هناك رغبة في جعل الجنوب يرزح تحت هذا الوضع من عدم الإستقرار، أو التوجه به للتقسيم إلى 21 سلطنة”، مستشهداً بـ”محاولة التهيئة لتقسيم الجنوب من خلال تهنئة قوّات التحالف في عيد الأضحى لمحافظة حضرموت بمعزل عن الجنوب”.
وتابع “نحن الجنوبيون قادرون على التخلص من القاعدة وداعش عندما نتحصّل على دعم وضمانات دولية، ليخوض الجنوبي حربا ضدّ هذه التنظيمات أإجله وليس لأجل إعادة الشرعية اليمنية أو تحقيق أهدف أخرى”.
ونوّه باعوم إلى أن “الشباب الجنوبي متعلم ومنفتح للغاية، وليس له ميول باتجاه القاعدة أو داعش”، وأنه “لا يوجد حاضن من الجنوب للقاعدة، ومعظم عناصرها أجنبية آتية من السعودية ومناطق أخرى”.
وأكّد أن التنظيمين يعملان “بخيوط أطراف أخرى” مشيراً إلى أن “دخول القاعدة إلى حضرموت وخروجها منها تمّ بعملية تسليم، الأمر مرتب من الخارج”.
وأفاد أن “هناك قوى إقليمية، السعودية تحديداً، تغذي صراعاً بين قبائل يافع والضالع من جهة، وبينهما وبين قبائل أبين من جهة أخرى، لشغل هذه القبائل ببعضها وفصل حضرموت تلقائياً، وذلك طمعاً في حضرموت وأنبوب النفط الممتد حتى بحر العرب”، منبهاً من أنه “لا قوة لحضرموت إلا في ظل الجنوب، ولا قوة للجنوب دون حضرموت”.
• عن العربي