ومضة على هامش اليوم العالمي للسلام … بقلم: الشيخ عبدالمنان السنبلي
1220
ومضة على هامش اليوم العالمي للسلام … بقلم: الشيخ عبدالمنان السنبلي
السلام ليس شعاراتٍ أو جوائز نوبلية تُمنح عاماً و تُحجب عاماً آخرا أو يوماً عابراً من أيام السنة تُقام فيه الإحتفالات و تُلقى فيه الكلمات و القصائد ثم تُطلق أسرابُ الحمائم ليعود الناس من غدهم للبحث عن السلام كما أنه ليس مجرد منظماتٍ و هيئاتٍ دولية أو تشريعاتٍ و مواثيقَ تُحترم حينا و تُنقض حينا آخرا أو يمكن إختزاله بمبعوثٍ يُرسل إلى هنا أو هناك أو بقواتٍ أمميةٍ تفصل بين هذا و ذاك بدعوى حفظ السلام .
السلام هو ثقافةٌ و ممارسةٌ حقيقيةٌ إن لم تؤصّل و تُرسخ في نفوس البشر، فلا معنى للتغني به أو الغناء له لأنه إن لم يكن نابعاً من إرادةٍ و رغبةٍ حقيقيةٍ فإنه يظل خياراً من بين مجموعةٍ من الخيارات و البدائل يتم طرحها إحداها الحرب .
السلام كذلك هو منظومة قيم و أخلاقٍ ساميةٍ لا تتجزأ، فلا يحق مثلاً لمن يخرج غداً محتفلاً بالسلام و طائراته الآن و كل يوم تُحلّق فوق رأسي و رأس أبناء و طني ما برحت تُلقي القنابل و الصواريخ يمنةً و يسرة أن يتحدث عن السلام او يحتفل بالسلام . الكل اليوم ينشد السلام و لكنهم لا يمارسون السلام أو يجسدونه سلوكاً و خُلُقا، فكيف سنحصل على السلام ؟!!
و من أين سنأتي به و أيامنا كلها صراعاتٌ و ساحاتنا نصفها حروب ؟!! الدماء لا تأتي بالسلام و كذلك البغي و العدوان، ما يأتي بالسلام هو العدل بين الأمم، فهل العدل مُشاعٌ اليوم بين الأمم حتى ننعم بالسلام ؟!!
السلام يبدو أنه لايزال بعيد المنال و ليس ثمة ما يلوح في الأفق ما يبشر بقدوم ربيعه، فطوبى لكم أيها الناسجون له من الفجر البعيد خيوطه الراسمون في عتمة الظلم خطوطه البيض مبشرين العالم بقدومه على بساط الأمل النائي البعيد، طوبي لكل حمائم السلام في يومهم العالمي المسروق خلسةً من بين أكوام و أيام الصراعات و الحرب… #معركة_القواصم