مواقع غربية وخليجية تقر بإنتاج اليمن أسلحة متطورة.. وتعتبر ذلك “قفزة هائلة في قدرات اليمنيين وتطور يقلب موازين الحرب”

1375
المشهد اليمني الأول/

على الرغم من محاولات تزييف الحقائق بمزاعم تهريب الأسلحة إلى اليمن، لتخفيف الحرج الأمريكي والسعودي إزاء الهزائم والفضائح المتتالية للأسلحة والقدرات والتجهيزات الضخمة في العدوان على اليمن، تقر مواقع وصحف غربية بتطور قدرات اليمن وامتلاكها لبرامج صواريخ باليستية وطائرات مسيرة محلية الصنع.

حيث قال موقع الخليج الجديد أنه لا جدال في أن إعلان اليمن إسقاط مقاتلة من طراز “تورنيدو” تابعة لسلاح الجو الملكي السعودي، الشهر الجاري، يعد إشارة ذات مغزى حول تطور القدرات العسكرية اليمنية.

قفزة نوعية

واعتبر الموقع الخليجي أن قدرات “اليمن” تنمو بشكل متزايد ووتيرة متسارعة؛ الأمر الذي يدفع واقعيا نحو التحول إلى جيش منظم يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة، إذ يعد إسقاط طائرة “توريندو” بريطانية الصنع تحلق على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم (15.2 كم)، تطورا نوعيا كبيرا في قدرات اليمنيين، لا يمكن تجاهل دلالاته، وتداعياته على مستقبل الصراع في اليمن، الذي يوشك أن يكمل عامه السادس على التوالي.

وتفيد تقارير غربية بأن اليمنيين باتوا يمتلكون القدرة على التصنيع، حيث يرصد موقع “سبيس وير” المتخصص بشؤون الأسلحة والنزاعات المسلحة حول العالم، هذا التطور، قائلا في تقرير نُشر العام الماضي، أن اليمنيين: “انتقلوا من تطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية إلى إنتاج الطائرات بدون طيار”.

ترسانة ضخمة

اعتبر الموقع الخليجي “الخليج الجديد” أن الترسانة اليمنية من الطائرات المسيرة شهدت تطورا كميا وكيفيا، خاصة ما يتعلق بكمية المتفجرات التي تحملها والمسافات التي تقطعها، ودقة إصابة أهدافها، وقدرتها على ضرب أهداف مدنية وعسكرية في العمق السعودي، دون رصدها. لافتاً إلى أن منظومة التصنيع اليمنية “تمتلك نحو 15 نموذجا من الصواريخ والطائرات المسيرة، منها صواريخ يبلغ مداها 1500 كم”.

وأشار الموقع إلى أن اليمنيين يمتلكون منظومات صاروخية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، مؤكدين قدرة تلك المنظومات على إسقاط عدد كبير من الطائرات الاستطلاعية المقاتلة والطائرات الحربية. معدداً إياها بداية من صواريخ “زلزال” و”قاهر1″ و”قاهر 2″ و”بركان1″ و”بركان 2″ و”قدس” و”كروز”، وكذلك طائرات “قاصف” و”قاصف 2″ و”صمود” و”شاهد”، وغيرها من الطائرات المسيرة، يملك اليمنيين أسلحة متطورة، إضافة إلى ترسانة كبيرة من الدبابات والمدرعات والمدفعيات الثقيلة والقذائف المضادة للدروع.

فيما يؤكد الخبير بشؤون الشرق الأوسط والأستاذ في جامعة “كينجز كوليدج” ببريطانيا، “أندرياس كريج”، حدوث “زيادة هائلة في القدرة العسكرية للحوثيين خاصة في مجال الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار”.

تداعيات

ويرى الموقع الخليجي أن إمتلاك اليمن لمنظومات دفاع جوي متطورة يحمل عدة رسائل. أولا، أن السعودية لم تعد تتمتع بالحرية الكاملة للتجول في سماء اليمن، وأن صواريخ اليمن أصبحت قادرة على الوصول لمقاتلاتها الغربية.. ثانيا، هذا التطور سيعزز من استنزاف القوات السعودية المنهكة على مدار 6 سنوات دون تحقيق نصر واضح وحاسم.

ثالثا، تمنح القفزة النوعية في التسليح اليمني موقفا أقوى على مائدة التفاوض، بعد أن باتت قادرة على الوصول بطائراتها المسيرة وصواريخها طويلة المدى إلى العمقين السعودي والإماراتي.. رابعا، وهو الأخطر، أن وتيرة الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة، والصواريخ المتطورة، التي وصلت إلى مدى أبعد وأصبحت أكثر دقة، تعني أن أهدافا حساسة أكثر أهمية صارت في متناول اليمنيين، كما حدث عند قصف منشآت “أرامكو” النفطية، وعدة مطارات سعودية العام الماضي.

رقم صعب

وقال الموقع أنه يمكن القول، دون مواربة، إن هجمات اليمنيين، تزداد خطرا، مع امتلاكهم القدرة ربما على استهداف منشآت نفطية في محافظتي جدة وينبع (غرب)، ومدن مثل الرياض (وسط)؛ ما يعرض موانئ ومنشآت عسكرية ومطارات عديدة لخطر الهجمات. وأنه “يمكن اعتبار حجم التطور في القدرات العسكرية لليمنيين، وتضخم ترسانتهم العسكرية، رقما صعبا في معادلة الصراع، مع السعودية، أحد أكبر مشتري السلاح في العالم بفاتورة إنفاق بلغت نحو 65 مليار دولار في 2018.

ويرى الموقع إزدياد الصورة قتامة بالنسبة للتحالف، بالنظر إلى “معرض الرئيس الشهيد صالح علي الصماد الذي نُظِّم في العاصمة اليمنية صنعاء، يوليو/تموز الماضي، وخلاله رفع مسؤولون عسكريون الستار عن طائرات مسيرة وصواريخ تم تطويرها محلياً.

ووفق بيانات رسمية صادرة عن تحالف العدوان، في يونيو/حزيران الماضي، أطلق اليمنيين 226 صاروخا باليستيا وأكثر من 700 ألف مقذوف رغم الحصار الدولي المفروض عليهم.

ويستنتج الموقع الخليجي أن التطور العسكري اليمني يقلب موازين الحرب. ورغم الفوارق العسكرية الهائلة بين قدرات اليمنيين وإمكانات التحالف المدعوم بالأسلحة الأمريكية، من الواضح أن اليمنيين اكتسبوا قدرات جديدة ومؤثرة في مجال الحرب الهجينة؛ بما يعني أن فاتورة خسائر السعودية في اليمن ستتضخم كلما استمرت الحرب لفترة أطول.