جريمة المصلوب والقانون الإنساني!

531
المشهد اليمني الأول/

عبدالفتاح علي البنوس
يغرق تحالف العدوان في إجرامه وصلفه ووحشيته في حق المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال ، وتصل هذه النزعة الإجرامية العدوانية الوحشية ذروتها عندما يتعرضون لانتكاسات وهزائم نكراء ويتكبدون خسائر في الآليات والمعدات العسكرية والطائرات الحربية والاستطلاعية ، حيث يعمدون إلى استهداف المنازل والأحياء السكنية بهدف حصد أكبر عدد ممكن من الضحايا ، ظلت سياستهم وما تزال على هذا الحال ، والتي يحاولون من خلالها التغطية على الضربات الموجعة التي يوجهها لهم أبطال الجيش واللجان الشعبية.
أبطال الدفاع الجوي نجحوا مساء الجمعة الماضية في إسقاط طائرة حربية تابعة للقوات الجوية السعودية من نوع تورنيدو البريطانية الصنع في سماء منطقة الهيجة بمديرية المصلوب محافظة الجوف أثناء قيامها بمهام عدائية ، الصاروخ المستخدم في العملية بحسب مصادر عسكرية أشار إلى أنه جزء من منظومة دفاع جوي جديدة محلية الصنع ومتطورة ، وأن هذه العملية هي التجربة العملية التجريبية لهذا السلاح الجديد ، الذي ينتمي إلى منظومة دفاع جوي جديدة ، تم تطويرها وتحديثها بأياد وخبرات وعقول يمنية ، في سياق تعزيز قوة الردع اليمنية لمواجهة قوى العدوان والغزو والاحتلال ، والتي سيكون لها أثرها في إعاقة تحركات طائرات العدوان ، والإسهام في تحييده وحماية الأجواء اليمنية ، والتأكيد على أنها لم تعد للنزهة بعد اليوم ، وأن الدفاعات الجوية اليمنية جاهزة للرد على انتهاكات طيران العدوان للسيادة اليمنية.

تحالف آل سلول حاول تجاهل الاعتراف بسقوط الطائرة ، ولكنه اعترف لاحقا بذلك بعد أن قام بشن قرابة عشر غارات جوية على المواطنين الذين كانوا في موقع حطام طائرة التورنيدو ومنازل المواطنين المجاورها له الأمر الذي خلف أكثر من 35شهيدا وعشرات الجرحى بينهم العديد من النساء والأطفال في جريمة وحشية جديدة ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد.
السعودية وتحت يافطة ما يسمى بقيادة القوات المشتركة للتحالف تجاهلت هذه المذبحة البشعة التي ارتكبتها وذهبت بكل قلة حياء ووقاحة كعادتها إلى إصدار بيان قال فيه بأنها ( نُحمل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران مسؤولية حياة وسلامة الطاقم الجوي لطائرة (التورنيدو) بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الثالثة ) بيان يبعث على الضحك والسخرية ، أكثر من 35شهيداً وعشرات الجرحى في جريمة المصلوب البشعة بينهم نساء وأطفالا ، استهدفتهم طائرات الحقد السعودي السلولي في انتهاك سافر لكافة الأنظمة والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية ، ومهفوف السعودية مشغول بمصير الطيارين ويتشدق باسم القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الثالثة ، وكأن الطائرة التي كانوا يستقلونها كانت في مهمة إنسانية إغاثية لا في مهمة عدوانية إجرامية ؟!!

استغلال قذر ، ومتاجرة أكثر قذارة بالإنسانية وبالقوانين الدولية التي يتم توظيفها لخدمة مصالحهم وتحقيق أهدافهم وتمرير أجندتهم ومشاريعهم التآمرية والإجرامية ، يقتلونا ليلا ونهارا بقصف طائراتهم وبوارجهم وصواريخهم ومدافعهم وقنابلهم وأسلحتهم المختلفة منذ ما يقارب الخمس سنوات ، ولا بواكي على ذلك من قبل المجتمع الدولي ولا استدعاء للقوانين الدولية والإنسانية ، وعندما يتم إسقاط طائرة معادية تقوم الدنيا ولاتقعد على الطيارين اللذين كانا على متنها ، وكأن القوانين الدولية والإنسانية خاصة بالأوربيين والأمريكيين وأدواتهم الرخيصة في الشرق الأوسط ؟!!!!
بالمختصر المفيد، جريمة المصلوب وما سبقها من جرائم ومذابح وحشية ارتكبها تحالف العدوان على مرأى ومسمع العالم أجمع ، شواهد حية على الإجرام والوحشية السعودية والإماراتية والأمريكو صهيو بريطانية التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم ولن يفلت مرتكبوها من القصاص العادل ، وأي حديث عن قوانين دولية إنسانية من قبل قتلة مجرمين ، يمثلون أعداء للإنسانية والحياة ، هو بمثابة العهر ، فالقاتل المجرم السفاح مجرد من الضمير والقيم والمبادئ والأخلاق والإنسانية ، وهو يسعى من خلال إثارة موضوع مصير طياري طائرة التورنيدو التغطية على جريمة ومذبحة ومجزرة المصلوب التي يندى لها جبين الإنسانية ، وهو عشم إبليس بالجنة ، فالدم اليمني باهض الثمن ، وغير قابل للبيع والشراء ، ولن تسقط جرائم عدوان تحالف قرن الشيطان بالتقادم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.