عمليات تجسسية للمخابرات الأمريكية والألمانية على 100 دولة

434
المشهد اليمني الأول/

استخدمت الاستخبارات الأميركية والألمانية على مدى سنوات شركة سويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات للتجسس على أكثر من مئة بلد، وفق ما كشفت تقارير إعلامية أميركية وألمانية وسويسرية.

وكانت شركة التشفير “كريبتو إيه جي” قد تربّعت بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير، وقد باعت تجهيزات بـ”ملايين الدولارات” لأكثر من 120 بلداً، وفق ما كشف تحقيق أجرته صحيفة “واشنطن بوست الأميركية” بالتعاون مع التلفزيون الألماني “زد دي اف” ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية “اس ار اف”.

وبحسب “واشنطن بوست” فإن قائمة الجهات التي تعاملت مع الشركة السويسرية تشمل “إيران والمجالس العسكرية في أميركا اللاتينية، والهند وباكستان والفاتيكان”.

إلا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” اشترت سراً في العام 1970 شركة “كريبتو إيه جي” وذلك في إطار “شراكة سرية للغاية” مع جهاز الاستخبارات الألماني “بي ان دي” الذي انسحب من الشراكة في تسعينيات القرن الماضي، لتبيع بعدها وكالة الاستخبارات المركزية شركة “كريبتو” في العام 2018.

وعمدت وكالتا الاستخبارات إلى “التلاعب بتجهيزات الشركة بغيّة فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة”.

وتمكّنت الشركتنان بهذه الطريقة من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران في العام 1979، وتزويد بريطانيا معلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب (المالوين/فوكلاند)، ومتابعة حملات الاغتيال في أميركا اللاتينية، ومباغتة مسؤولين ليبيين خلال إشادتهم باعتداء على ملهى ليلي في برلين الغربية في العام 1986 أسفر عن مقتل جنديين أميركيين، وفق “واشنطن بوست”.

وجاء في تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يعود للعام 2004 اطّلع عليه معدّو التحقيق أن العملية المسماة “تيزوروس” ومن ثم “روبيكون” كانت “ضربة القرن” على صعيد العمل الاستخباري.

كذلك تمكّن المعدون من الإطلاع على وثائق جمعتها أجهزة الاستخبارات الألمانية.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” لم تشأ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ولا جهاز الاستخبارات الألماني الإدلاء بأي تعليق حول التحقيق، من دون ان تنفيا المعلومات الواردة فيه.

من جهته أكد المنسّق السابق للاستخبارات الألمانية برند شميدباور للتلفزيون الألماني “زد دي اف” أن “روبيكون” كانت بالفعل عملية استخبارية، مشيراً إلى أنها ساهمت في “جعل العالم أكثر أمناً”.

واعتبرت الشركة السويدية “كريبتو إنترناشونال” التي اشترت “كريبتو إيه جي” أن التحقيق “يثير القلق” نافية وجود “أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات الألماني”.

واليوم الثلاثاء أبلغت السلطات السويسرية وكالة “فرانس برس” بأنها بدأت بـ”استقصاء” حول الأمر في 15 كانون الثاني/يناير الماضي.